كلام ملتصق! - صحافة عربية - بوابة الشروق
الإثنين 13 يناير 2025 2:44 ص القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

كلام ملتصق!

نشر فى : الأحد 12 يناير 2025 - 6:10 م | آخر تحديث : الأحد 12 يناير 2025 - 6:10 م

أفضل انتصارات الحياة هو الانسحاب من كل شىء مُؤذٍ، فكل الخسارات لا تعنى شيئا ما دامت النتيجة الكرامة.
تعترك وعيك لينضج، وتطأ عقلك أحيانا لتستوعب غليانا طارئا هناك تقف على حافة علامات الاستفهام يعنيك أو لا يعنيك الأمر أنت فى داخله حتما.. أنت تتجلى صدقا حين تكون مستمعًا يتقن الإنصات، ومنصتا يجيد الإصغاء.. يقاوم شهوة التطفل المعنوى، ويتجنب نزوة الحكم على ما حوله.
الحياة فصول تتغير.. ودروس منها نتعلم. فقانون الثبات ليس له وجود فيها.. بأى صورة من الصور. الحياة فى حالة دوران حتى لو تحاول أن تتوقف فى مكانك فهى تسبقك ﻛﻤﺎ تدور ﻋﻘﺎﺭﺏ ﺍﻟﺴﺎعة ﺣﻮﻝ ﺟﻤﻴﻊ ﺃﺭﻗﺎﻣﻬﺎ.. عليك أن تدور معها بتسارع لكى لا تتجاوزك دونما تشعر، فبعض البطء هزيمة.
صنوف بشر يتسارعون حولك يتقلبون خلفك منهم من لديه قدرة طاغية فى نحر أمنيات الآخرين، وإنعاش التوجس فى قلوبهم، ولديه إمكانية عالية فى إقصاء الواقع وغرز الخيال فى وعيننا، ولديه قوة صلبة فى تحويل ﺃﺷﺨﺎﺹ مقربين فى حياتهم إلى جدران طين تتفتت بماء النسيان.
معركة خاسرة عندما نظن أن الثقة بالنفس تصنع من كثافة إعجاب الآخرين بنا.. الحقيقة الواضحة أن الثقة بالنفس تكمن فى يقيننا أن ذلك الإعجاب، وذاك الاهتمام من عدمه لن يجد تأثيرا علينا ولن يمنحنا قيما ظنية.
أحيانا قد يكون أحدهم على ﺣﺎﻓﺔ ﺍلاﻧﻬﻴﺎﺭ الذاتى مما واجهه فى أمر ما فيخفق البعض فى وعى حاجته، واحتوائه باللطف والمداراة ودعمه نفسيا بإيجابية فيشدّون ويتكاثفون عليه بالعتب والنصيحة والتوجيه.
كثير من الجدالات لا تصل لكل طرف بعلم أو حق ولا تنتهى بإيجابية بسبب صاحب فكر معبأ باتجاه منحاز، أو فكرة معلبة بمعايير مائلة، أو قناعة حادة، أو هوس بالشخصنة، أو عقل مؤجر لغيره وأخطرها انتصارا للذات والأنا.
بعض المشاعر تعبث بداخلنا فنفقد توازننا فى لحظات نعتقد أننا ثابتون.. ونثبت فى وقفات نظن أننا حينها مهزوزون ذلك جزء من الإحساس بالتلاشى وأجزاء من تلاشى الإحساس.. كم هو مؤلم أن تحتضر عاطفتك فى وقت نشاطها.. وأن تنشط فى وقت احتضارها.
ما أثقل هذا التفكير الذى يضعنا فى خفة أنفسنا، لم أظن أن الحب يقسمنا إلى اثنين، كلاهما ملتصق.. ولم أزعم أن قلبى يستطيع المسير فى محطات التوقف.. أو يتوقف فى دروب المسير.. المهم بماذا سيأتى وبماذا سيرحل؟!!
نعم قبل أن تختار لابد أن تحتار.. ولكن أن تحتار بعد الاختيار فذاك يتعبنا.. فتشعر حينها أنك محبوس فى زجاجة ويد الحزن تمسح ظاهرك.. نعم فالانتقاء بين الخيارات فكرة غبية فى عقل ذكى.. بين تلك الأطراف وثقل الخيارات تكون المسافة بين أصواتنا وأحاسيسنا بعيدة جدا.. وتمسى نبضاتنا قريبة من الخذلان.. ويضحى السكوت حاكما لأفواهنا.. وتصبح الدموع تاريخا فى ذاكرة شيخوختنا..
أخيرا خذوها لا تتعودوا أن تكونوا خيارات بين طرفين أو أن تكونوا أطرافا بين خيارات.. ولا تجعلوا قلوبكم بين حالتين من الحب فالقلوب لا تقسم إلى نصفين.

عبدالعزيز اليوسف

جريدة الرياض السعودية

النص الأصلى:
https://tinyurl.com/ycyrwtcp

 

 

 

التعليقات