الحريديم.. ولماذا يرفضون قانون التجنيد؟ - صحافة عربية - بوابة الشروق
الأحد 5 يناير 2025 4:45 م القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

الحريديم.. ولماذا يرفضون قانون التجنيد؟

نشر فى : الجمعة 3 يناير 2025 - 7:20 م | آخر تحديث : الجمعة 3 يناير 2025 - 7:20 م

 الحريديم (أى «المتدينين» بالعبرية) هم اليهود الأرثوذكس الذين يلتزمون بممارسة الدين اليهودى بحرفية وتقاليد صارمة. يعكس أسلوب حياتهم التزامًا شديدًا بالتوراة وتعاليم الحاخامات. الحريديم يتميزون بلباسهم التقليد»؛ حيث يرتدى الرجال عادة القبعات السوداء والمعاطف الطويلة، فى حين ترتدى النساء الملابس المحتشمة. يعتبر الحريديم أن دراسة التوراة والكتب الدينية الأخرى هى جزء أساسى من حياتهم اليومية، ويمضون وقتًا طويلًا فى المعاهد الدينية (الـ«يشيفوت»).

نسبة الحريديم فى إسرائيل

يشكل الحريديم نحو 12% إلى 13% من سكان إسرائيل. ويقدر عددهم بنحو 1.2 مليون شخص من إجمالى سكان البلاد. تعد المجتمعات الحريدية من أسرع المجتمعات نموًا فى إسرائيل، حيث يكون لديهم معدل مواليد مرتفع نسبيًا مقارنة ببقية السكان.

السمات الرئيسية للمجتمعات الحريدية

    •  التعليم الدينى: الحريديم يركزون بشكل كبير على التعليم الدينى، ويعتقدون أن دراسة التوراة والكتب الدينية هى واجب دينى ومصدر للحماية الروحية.

    •  الحياة المجتمعية: تعيش مجتمعات الحريديم غالبًا فى مناطق مغلقة ومحافظة، مثل بنى براك، مئة شعاريم فى القدس، وبيتاح تكفا. تفضل هذه المجتمعات العيش وفقًا لتقاليدها وقواعدها الدينية.

    •  العزلة الثقافية: يميل الحريديم إلى الحفاظ على ثقافتهم وعاداتهم الدينية بشكل صارم، ويبتعدون عن التأثر بالتغيرات الثقافية الخارجية.

    •  العلاقات مع الدولة: الحريديم لديهم علاقات متوترة أحيانًا مع الدولة العلمانية، خاصة فيما يتعلق بالخدمة العسكرية والتعليم والدور الذى يجب أن تلعبه الدولة فى حياتهم اليومية.

تظل المجتمعات الحريدية جزءًا مهمًا ومؤثرًا فى النسيج الاجتماعى والدينى فى إسرائيل، وتلعب دورًا كبيرًا فى النقاشات السياسية والاجتماعية التى تجرى فى البلاد.

يشكل رفض الحرديم (اليهود المتدينون الأرثوذكس) قانون التجنيد فى إسرائيل قضية مثيرة للجدل تؤثر على العديد من جوانب المجتمع الإسرائيلى. يعتبر هذا الموضوع حساسًا ومعقدًا، حيث يجمع بين الجوانب الدينية، الاجتماعية، والسياسية. سنتناول فى هذه المقالة الأسباب التى دفعت الحرديم لرفض قانون التجنيد، التداعيات الناجمة عن هذا الرفض، وكذلك التأثيرات المستقبلية المحتملة لهذه القضية.

الأسباب :

    •  الدوافع الدينية: الحرديم يعتبرون دراساتهم الدينية فى «يشيفوت» (المعاهد الدينية) جزءًا أساسيًا من حياتهم الدينية والروحية. يؤمنون بأن دراسة التوراة والخدمة الدينية تحمى الدولة الإسرائيلية بطرق روحية.

 يرون أن أى انقطاع عن هذه الدراسات للتجنيد فى الجيش يعتبر تداخلًا غير مقبول فى حياتهم الدينية.

    •  الخوف من العلمانية: يخشى الحرديم من تأثير الجيش الإسرائيلى العلمانى على شبابهم. يخشون أن ينخرط شبابهم فى بيئة تختلف تمامًا عن بيئتهم المحافظة، مما قد يؤدى إلى تآكل هويتهم الدينية والتقليدية.

    •  التمييز التاريخى: منذ تأسيس الدولة، حصلت الجماعات الحريدية على إعفاءات من الخدمة العسكرية.

 يعتبر الحرديم أن هذه الترتيبات جزءًا من الاتفاق الضمنى بينهم وبين الدولة، ويرون أن أى تغيير فى هذا الاتفاق يعد خرقًا للثقة والتفاهم المتبادل.

التداعيات:

    •  التوتر الاجتماعى: تسبب رفض الحرديم لقانون التجنيد فى تصاعد التوتر بين الجماعات الدينية والعلمانية فى إسرائيل. يؤدى هذا إلى مظاهرات واحتجاجات متكررة تؤثر على الاستقرار الاجتماعى.

    •  تأثير على الجيش: يُعتقد أن تجنيد الحرديم سيساهم فى تعزيز قدرات الجيش الإسرائيلى. ومع ذلك، فإن رفضهم يعقد الجهود لتوسيع قاعدة المجندين ويؤثر على خطط الجيش طويلة المدى.

    •  التأثير السياسى: يؤثر رفض الحرديم لقانون التجنيد على المشهد السياسى الإسرائيلى. الأحزاب السياسية التى تعتمد على دعم الحرديم تجد نفسها فى موقف صعب، حيث يتعين عليها التوازن بين متطلبات الحرديم ومتطلبات الدولة العلمانية.

التوقعات:

    •  احتمالات التسوية: قد تتوجه الحكومة الإسرائيلية نحو تسويات سياسية تسعى لتحقيق توازن بين متطلبات الحرديم واحتياجات الجيش. قد تشمل هذه التسويات تقديم ترتيبات خدمة وطنية بديلة للحرديم بدلاً من الخدمة العسكرية التقليدية.

    •  التعليم والتوعية: قد تسعى الدولة إلى تعزيز برامج التعليم والتوعية لتعزيز فهم متبادل بين الجماعات الدينية والعلمانية وتقليل التوترات القائمة.

    •  التغيير التدريجى: قد يتم تنفيذ التغييرات بشكل تدريجى لتجنب التصعيد. يمكن أن تشمل هذه الاستراتيجيات تقديم حوافز إضافية للحرديم للانضمام إلى الخدمة العسكرية أو الوطنية بشكل طوعى.

الحريديم (اليهود المتدينون الأرثوذكس) لديهم عدة أسباب وراء رغبتهم فى تغيير أو انقلاب السلطة القضائية فى إسرائيل:

    •  التأثير على القوانين الدينية: الحريديم يرغبون فى تقليص تأثير المحكمة العليا على القوانين الدينية. المحكمة العليا غالبًا ما تتخذ قرارات تتعارض مع القوانين والتقاليد الدينية التى يلتزم بها الحريديم، مثل قضايا الزواج والطلاق والتعليم الدينى.

    •  الإعفاء من الخدمة العسكرية: الحريديم يسعون إلى ضمان استمرار إعفائهم من الخدمة العسكرية.

 المحكمة العليا قد تتدخل فى هذا الأمر وتفرض تجنيد الحريديم، وهو ما يعارضونه بشدة.

    •  التمثيل السياسى: الحريديم يرغبون فى تعزيز نفوذهم السياسى من خلال تقليص صلاحيات المحكمة العليا وزيادة تأثيرهم فى تعيين القضاة. هذا يمكن أن يساعدهم فى تمرير قوانين تخدم مصالحهم الدينية والاجتماعية.

    •  الحفاظ على الهوية الدينية: الحريديم يخشون من أن المحكمة العليا قد تتخذ قرارات تؤدى إلى تآكل الهوية الدينية للمجتمع الإسرائيلى. يرون أن تقليص صلاحيات المحكمة يمكن أن يساعد فى الحفاظ على القيم والتقاليد الدينية.

رفض الحرديم قانون التجنيد فى إسرائيل يشكل تحديًا كبيرًا يتطلب حلولاً متوازنة ومستدامة. يعكس هذا الرفض التوترات العميقة بين الجماعات الدينية والعلمانية فى المجتمع الإسرائيلى. وهذه القضية معالجتها حساسة ولن يكون هناك تفاهم متبادل وسيكون عاملا بعدم الحفاظ على الاستقرار الاجتماعى والسياسى فى الدولة وهذا يعنى رفض المساواة مع الآخرين والسيطرة على مفاصل الدولة يعنى حرب أهلية قادمة.

إسماعيل المسلمانى

جريدة القدس الفلسطينية

التعليقات