• كان هناك عصفور صغير يسبح لربه كل يوم والملائكة ترقب تسبيحه، فانقطع عن التسبيح أياما، فتعجبت الملائكة من انقطاع تسبيحه ولكنهم أيقنوا أنه لابد عائد للذكر والتسبيح، وفى أحد الأيام وقف العصفور على غصن شجرة، ترقبت الملائكة كلامه ولكنه صمت فى حزن وغالبته دموعه، وبعدها قال: يا رب كان عندى عش صغير هو ملاذى وملجأ أسرتى وقد أخذته منى يا رب عندما أرسلت العاصفة فاقتلعته، حل الصمت فى الملكوت، فقالت له الملائكة: لقد أنقذك الله بهذه العاصفة من حية كبيرة كانت تريد التسلل إلى العش لتأكلك وأنت نائم فأمر الله الريح كى توقظك وتطير وتنجو من موت محقق، تجمعت الدموع فى عين العصفور وهو يئوب إلى ربه قائلا: ما ألطفك وأرحمك وأحكمك يا رب.
• بنى العصفور عشا جديدا فى منطقة أشجار ليست فيها حيات وعاش مع الله بقلبه يتفكر فى رحمته وحكمته سبحانه، ويقول لنفسه نادما: ما أحسن ظن ربى بى، وما أسوأ ظنى بربى، وكأنه ينادى على كل مكروب، أحسنوا الظن بالله فوراء كل بلية عطية، وراء كل محنة منحة لو تفكرتم وتدبرتم وصبرتم، تذكر العصفور الحكمة العظيمة: إذا أغلق الله عليك بابا لحكمته فإنه يفتح لك بابين برحمته.
• أشقى الناس من لا يجد إلى جنبه فى ثورة الجزع نفسا أخرى تجزع له باطمئنان ليطمئن فى جزعه رائعة من روائع الرافعى.
• إن العبد ليصعب عليه معرفة نيته فى عمله فكيف يتسلط على نيات الآخرين «من روائع ابن القيم» ولذا ينبغى علينا أن نعمل بالقاعدة الذهبية «عليكم بالظاهر وعلى الله السرائر».
• انطلاقا من قوله تعالى «وَفَتَنَّاكَ فُتُونًا» ذهب بعض الحكماء إلى أهمية التجارب والاختبارات الإيمانية فقالوا «من لم تصقله البلايا لن تغمره العطايا» فالشكر يحتاج لتجربة إيمانية وكذلك التوكل، الصبر، الرضا، ولن تأتيك جوائز السماء حتى تصدق مع الله فى هذه التجارب.
• قال عامر بن عبدالله بن الزبير رحمهم الله جميعا «مات أبى فما سألت الله حولا كاملا إلا العفو عنه» أى ظل عاما كاملا لا يدعو إلا لأبيه وحده دون سواه واختار له الدعاء الشامل «العفو عنه».
• المبالغة فى كل شىء ممجوجة ومكروهة فلا تبالغ بالحب ولا الكراهية ولا تبالغ فى الاهتمام ولا الإهمال والترك، ولا تبالغ فى الاشتياق ولا الهجر، فخلف كل مبالغة صفعة خذلان وخسارة فى الحياة.
• من روائع العلامة د/ حسان حتحوت عبقرى النساء والتوليد والدعوة أيضا «ابتسم واضحك وتضاحك مع إخوانك من بنى آدم فإن الأسنان ليست عورة».
• من أجمل حكم الحياة التى رأيتها واقعا حيا يتجدد فى كل زمان «من أبكى ظلما أبكاه الله ذلا وقهرا».
• ينبغى على الأم بعد أن تعلم أولادها الكلام أن تعلمهم متى يصمتون ومتى يستمعون، فضيلة الصمت أحيانا أفضل وأذكى وأكثر أمانا من الكلام، وفضيلة الاستماع والإنصات وخاصة لذوى العلم والفضل والخبرة أفضل من الاثنين.
• كل إنسان تتبلور حياته وتتمخض عن أمرين لا ثالث لهما، ما يعتمل بعقله وفكره، وما يميل إليه قلبه وهواه، وخلاصة الأمرين هما المكون الرئيسى للإنسان.
• من روائع العلامة المبدع على الطنطاوى قوله «القلب منزل أقدس شيئين بالوجود «الإيمان والحب» ويكفى العقل جمودا وعجزا أنه لا يستطيع أن يفهم الحب ولا يدرك الإيمان»، وكأنه يقول: «إن القلب أسمى وأرقى من العقل» وحقا والله فكم من مخلص سليم القلب يهتدى للصواب والحق فى الحياة، وحقا فإن الناس تسير إلى الله بقلوبها وليس بأجسادها، والعقل حارس المسيرة فقط.
• لم أجد حكمة أعظم من قول الإمام على بن أبى طالب حكيم الأمة الإسلامية «أعقل الناس أعذرهم للناس» لقد وجدت أنك حينما تلتمس للناس الأعذار تطيب نفسك وينشرح فؤادك وتقل همومك وتترك الحقد على الآخرين ويقل كدرك وصراعاتك مع الناس، ونزاعاتك مع أقرانك، وتنصرف إلى إصلاح نفسك وتجد من جوائز السماء أن الخلق يعذرك والرب سبحانه يعذرك ويسترك، ما أجملك وأعظمك سيدى على بن أبى طالب.