د. أسامة الأزهرى.. مرحبا بكم - ناجح إبراهيم - بوابة الشروق
الأحد 8 سبتمبر 2024 3:08 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

د. أسامة الأزهرى.. مرحبا بكم

نشر فى : الجمعة 12 يوليه 2024 - 8:25 م | آخر تحديث : الجمعة 12 يوليه 2024 - 8:25 م

• ولد بالإسكندرية ثم انتقل بعدها مع أسرته إلى موطن رأسه سوهاج ، كان أبوه رجلا صالحا حافظا لكتاب الله محبا للصالحين، يحيى ليله بتلاوة القرآن، لم يأكل الحرام قط مع سخاء نفس وبذل وعطاء، وجد فى ابنه نبوغا وحبا للعلم وبعدا عن اللعب والعبث، فاعتنى به فعلمه بالأزهر الشريف واهتم بحفظه للقرآن، وهو قال عن أبيه «إن يكن من شىء من الخير فى دينى ودنياى فمن بعض دعواته».
• تعلم على يدى كثير من العلماء فقد لزم الشيخ إسماعيل الشندويلى فانتفع بعلمه وصلاحه وكان معمرا، ولزم العلامة على عثمان الذى كانوا يلقبونه بـ «مالك الصغير» وقد انتفع بعلمه وصلاحه وبركته وعلى يدى الشيخ محمود حمدى الأزهرى وكان عالما جامعا للعلوم العربية والتفسير والنحو، وقد رأى صاحبنا يوما وهو يحمل الألفية فقال له: اقرأ لى منها فقرأ عليه فأثنى على عذوبة العربية التى تنطلق من فمه، وتوقع له أن يكون شمسا من شموس الدعوة الإسلامية، وقد حدث ما توقعه.
• وكان د. أسامة من تلاميذ ومحبى د.البوطى شهيد المحراب، ود. عبد الله بن بيه ،علامة موريتانيا وأساطير العلم مثل سالم الشاطرى، د.طه عبد الرحمن، السيد عجاج، محمد ناصر السلامى مفتى تونس، بركات دويدار، عبد العزيز سيف النصر، محمود أمين مكى، زهير بن ناصر الحلبى، عبد الفتاح بركة، أحمد عبد العزيز حداد وجالسهم وتردد على مجالس علمهم وأخذ عنهم ونهل من علمهم.
• وقرأ على مئات الشيوخ من أكابر العلماء كتب الحديث خاصة ومن الصعب حصرهم هنا ومنهم د.على جمعة مفتى مصر الأسبق.
• أما شيوخه فى الرواية فحدث ولا حرج من المشرق والمغرب فى مصر ونيجيريا واليمن والسودان والهند والعراق.
• د.أسامة الأزهرى من القلائل من علماء الأزهر الذى تفرغ للعلم تماما طوال حياته، ومن الذين طلبوا العلم فى كل مكان، وممن ذهبوا إلى كل العالم الإسلامى تقريبا وجزء من العالم الغربى، وله تلاميذ ومريدون فى معظم البلاد الإسلامية.
• تدرج فى العلم الأزهرى حتى حصل على الدكتوراه فى علم الحديث بامتياز مع التوصية بطبع الرسالة، وكان يخطب الجمعة قبل ثورة يناير فى مسجد السلطان حسن، ويشرح فيه أيضا الأربعين النووية.
• أفضل ما يميز د.أسامة الأزهرى أنه أحد رواد «الارتباط بالأصل والاتصال بالعصر» وهو ممن يحسن الربط بين الماضى والحاضر والمستقبل، ويرفض التجمد الفكرى أو الوقوف خلف عجلة الزمان كما يرفض الانسياق الأعمى وراء كل صيحة تريد تنحية الدين عن الحياة وهو يحسن الربط بين الدين والحياة، والدين والعلم ربطا صحيحا يوقر الدين ويطور الحياة.
• وهو أحد رواد نظرية «الاستيعاب القرآنى للحضارات المختلفة» فهو يرى ونحن معه فى ذلك أن القرآن يحمل نوعين من الهداية؛ الأولى هداية خاصة بالمؤمنين، والثانية هداية عامة لغير المسلمين يخاطب بها القرآن البشرية كلها والإنسانية جميعا، فيرشدهم إلى عمران الكون وتلاقى الحضارات وتعايشها السلمى، والآيات فى ذلك أكثر من أن تبسط فى هذه المقالة.
• وهو أحد رواد «إحياء فكرة الإسناد» فهو يرى فيها وظائف علمية متعددة الوجوه من حيث تصحيح نقل المصادر، وتوريث مناهج الفهم، وتوريث الأخلاق والآداب الشريفة وقد تواصل من أجل ذلك مع مئات العلماء فى مصر والمشرق والمغرب ولعل كتابه القيم «أسانيد المصريين» يشى باهتمامه الكبير بالإسناد.
• أما الفكرة الرئيسية التى سخر حياته لها فهى «إعادة الاعتبار للعلم الأزهرى» ومناهجه ووسطيته واعتداله، والتذكير بماهية العقل الأزهرى الأصيل ومكوناته الكبرى التى صنعت عشرات الأجيال من العلماء والأفذاذ الذين تعاقبوا لخدمة الدين طوال أكثر من ألف عام ، وهو الذى حفظ لمصر وسطيتها واعتدالها وسنيتها، وتجد ذلك واضحا فى تسميته لنفسه «بالأزهرى» فقد نسب نفسه للأزهر دون غيره الذين نسبوا أنفسهم لبلادهم أو عائلاتهم.
• كما أنه من رواد إحياء «سنة التلقى بالقبول» كمعيار لصناعة العلم عند الأمة المحمدية، واستدل بما فعله البخارى فى صحيحه حيث عرض كتابه على عدد كبير من طبقات مشايخه الذين تلقوه بالقبول ثم الأمة كلها بالقبول.
• وقد قلد د.أسامة الأزهرى العلماء الأوائل حينما عرض كتابه «إحياء علوم الحديث» على عدد من أكابر علماء الحديث فى المشرق والمغرب.
• د. أسامة الأزهرى عالم موسوعى مخضرم، سخر حياته للعلم فحسب، ومع علمه وشهرته تراه رقيقا ودودا رحيما أليفا، عفيف اليد واللسان، لا تخرج منه كلمة نابية، يكره الخصام والخلاف، رقيق الحاشية، عرفته عن قرب، شاركته فى حلقات كثيرة من برنامج ممكن، وفى كثير من جلسات العلم ومؤتمراته فرأيته كما وصفت وأفضل مما وصفت.
• ولعل منصبه كوزير للأوقاف يعطيه فرصة لتطوير الدعوة الإسلامية والربط بين الدين بالحياة ونشر الرقة والرفق مع العلم فى صفوف الدعاة والذود عن السنة المشرفة والدفاع عن ميراث النبوة وإظهار الوجه المشرق للإسلام وقياس الأئمة بدعوتهم وهدايتهم وليس بجمعهم للصكوك، والحذر من مافيا الفساد القابعين فى الوزارة والذين أفشلوا إصلاح الشيخ الشعراوى للوزارة، فمرحبا بـ أ.د. أسامة الأزهرى، ونسأل الله أن يعينه ويوفقه فى هذه المسئولية الجسيمة.

التعليقات