خيبة أولمبياد باريس - طلعت إسماعيل - بوابة الشروق
الإثنين 16 سبتمبر 2024 10:14 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

خيبة أولمبياد باريس

نشر فى : الإثنين 12 أغسطس 2024 - 6:15 م | آخر تحديث : الإثنين 12 أغسطس 2024 - 6:15 م

فوق المستطيل الأخضر فى الملاعب الفسيحة، وداخل صالات رياضة مغطاة، وأخرى مكشوفة، تبارى أكثر من 10 آلاف لاعب فى مختلف المنافسات بأولمبياد باريس، حيث سعى المشاركون من 184 دولة على مدى يتجاوز الأسبوعين قبل حفل الختام الأحد الماضى، إلى إظهار أفضل ما لديهم، من مهارات ومواهب فردية وجماعية فى عالم الرياضة.
شهدنا صعودا لنجوم يشاركون لأول مرة فى دورة الألعاب الأولمبية، وترسيخ نجوم آخرين لحضورهم الطاغى فى دورات سابقة بحصد الميداليات على اختلاف معدنها فى هذه اللعبة أو تلك. وبعيدا عن حفل الافتتاح الذى أثار غضب العديد من الشعوب لما احتواه من بعض المشاهد التى تتجاوز الأعراف والتقاليد، وتمس القيم الأخلاقية التى دعت إليها الديانات المختلفة، تابعنا منافسات حامية بين أفضل الرياضيين، فاز من فاز وخسر من خسر.
لم تعد الرياضة مجرد منافسات بين أفراد وفرق على ميداليات ذهبية وفضية وبرونزية، بل هى ساحة لاستعراض الأمم والشعوب لمهاراتها فى فنون الإدارة والتنظيم، جنبا إلى جنب، الرعاية الصحية والبدنية والنفسية، وكل ما يسهم فى صنع الأبطال الرياضيين، وحيث تتباهى كل أمة بما لديها من قدرات وإمكانيات لرفع أعلامها وعزف نشيدها الوطنى على منصات التتويج.
مصريا كم كنا نأمل أن تخرج بعثتنا الأولمبية التى بلغ عدد أفرادها 148 رياضيا، فضلا عن المدربين والإداريين، بحصاد من الميداليات يليق بمكانة بلدنا وتاريخها، وأن يعود رياضيونا بغلة تساوى حجم ما أنفق عليهم من أموال دافعى الضرائب فى دولة تعانى شحا فى الموارد وعجزا فى الميزانية.
أصيب المصريون بخيبة أمل كبيرة، وقد تابعوا الفشل تلو الفشل الذى منيت به البعثة الأولمبية فى العديد من اللعبات، الفردى منها والجماعى، قبل أن نحفظ ماء الوجه فى اليوم قبل الأخير بفوز الرباعة سارة سمير بفضية رفع الأثقال، وأحمد الجندى بذهبية الخماسى، التى أضيفت إلى برونزية محمد السيد فى سلاح الشيش.
ما زاد الطين بلة أن اتحاداتنا الرياضية ظلت تقدم لنا وجوها ذرتها الرياح فى أولى المواجهات مع أبطال بلدان عرفت طريقها إلى بعض المنافسات بعد مصر بعشرات السنوات، مع إمكانيات بشرية ومادية ربما لا تقارن معنا، وهو ما يجعلنا نتساءل هل وقعنا تحت سطوة دعايات مضللة بالنسبة لرياضيين ليسوا على قدر المسئولية!!
أليس من حقنا الآن المطالبة بمحاسبة المقصرين والمتسببين فى الهزائم التى يرقى بعضها لحجم الفضيحة كما حدث مع المنتخب الأوليمبى لكرة القدم الذى تلقى هزيمة موجعة من نظيره المغربى بنتيجة 6 أهداف مقابل صفر(؟!!)، وأليس من حقنا المطالبة بالتحقيق مع القائمين على جميع الاتحادات الرياضية التى مثلت فى البعثة الأولمبية، وطار رؤساؤها إلى العاصمة الفرنسية لمرافقة اللاعبين؟.. ألا يتحمل هؤلاء فشل المنظومة الرياضية فى صنع «البطل الأولمبى؟».
لا نريد جلدا للذات، لكن المحاسبة على التقصير واجبة فى هذه الحالة، فالملاعب والمنشآت الرياضية العديدة التى نمتلكها لا تكفى وحدها فى صنع الأبطال، ما يصنع الأبطال الخطط المدروسة والتنظيم الجيد للقدرات، والبعد عن المجاملات، ومحاربة الفساد فى اختيار من يمثل مصر، ومن يجب استبعاده، عن الدورات الأولمبية، فالمنافسات الرياضية ليست نزهة للمحاسيب، بل هى مسئولية يجب أن توكل لمن يمكنه تحملها.
يقول وزير الشباب والرياضة، الدكتور أشرف صبحى، فى حوار نشرته الأهرام قبل أيام، أن وزارته لديها «نموذج لمحاسبة المقصرين، سيتم تطبيقه عقب العودة من دورة الألعاب» وقال: «أرفض التعجل فى القرارات التى من شأنها هدم استقرار أى اتحاد».
لسنا مع التعجل، لكن النتائج التى حصلت عليها البعثة تؤكد فشل غالبية الاتحادات الرياضية، وهو ما يستدعى إحداث أكبر قدر من الغربلة والتغيير فى صفوف القائمين عليها، فليس مقبولا التعلل بالحفاظ على الاستقرار لإبقاء منظومة ثبت فشلها، فقد حان وقت المحاسبة على الإهمال والتقصير.

التعليقات