ثلاثة سيناريوهات إسرائيلية مع لبنان.. بينها الحرب الشاملة - مواقع عربية - بوابة الشروق
السبت 21 ديسمبر 2024 7:10 م القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

ثلاثة سيناريوهات إسرائيلية مع لبنان.. بينها الحرب الشاملة

نشر فى : الإثنين 16 أكتوبر 2023 - 6:25 م | آخر تحديث : الإثنين 16 أكتوبر 2023 - 6:25 م

مع اندلاع الاشتباكات بين الجيش الإسرائيلى وحزب الله عقب عملية طوفان الأقصى، نشر موقع 180 مقالا للكاتبة رندة حيدر، تناولت فيه سيناريوهات تل أبيب فى التعامل مع التطورات الأمنية على الحدود اللبنانية الإسرائيلية.. نعرض من المقال ما يلى..
منذ اليوم الأول للحرب التى تشنها إسرائيل على قطاع غزة، ردا على الإنجاز العسكرى الذى حققته «حماس» فى هجومها المفاجئ يوم السبت 7 أكتوبر الحالى، ومع بدء تبادل القصف بين الجيش الإسرائيلى وحزب الله على الحدود اللبنانية ــ الإسرائيلية، كان السؤال الأساسى المطروح: هل سينضم حزب الله إلى القتال ضد إسرائيل، ويفتح جبهة ثانية ضدها فى الشمال؟
• • •
تدل التطورات الأمنية التى شهدتها الحدود اللبنانية ــ الإسرائيلية فى الأيام القليلة الماضية، وتبادل القصف بين الجيش الإسرائيلى وحزب الله ومحاولات التسلل، وسقوط ضحايا لحزب الله وحركة الجهاد الإسلامى ومقتل عسكريين إسرائيليين، على أن الساحة اللبنانية باتت مرتبطة بساحة المواجهة فى غزة، والوضع على الحدود بين لبنان وإسرائيل أصبح مفتوحا على جميع الاحتمالات، وإن بدرجات مختلفة من الخطورة والسخونة. والسؤال: هل ستبقى المواجهة محصورة، جغرافيا، فى المنطقة المتاخمة للحدود، وستقتصر على تبادل الضربات، من دون الانزلاق إلى الحرب الشاملة والواسعة النطاق، أم ستتطور إلى مواجهة شاملة؟
على الرغم من حالة التعبئة التى أعلنتها إسرائيل فى الشمال، والانتشار الكثيف لقواتها على الحدود مع لبنان، وتصريحات قادتها السياسيين والعسكريين بأنهم مستعدون فى أى لحظة لفتح جبهة ثانية، فإن الراهن حتى كتابة هذه السطور أن إسرائيل لا ترغب فى هذه الظروف بالذات فى مواجهة واسعة مع حزب الله، وخصوصا أن الجيش فى خضم التحضير لعمليات عسكرية برية فى قطاع غزة، وضع لها ثلاثة أهداف رئيسية، هى: القضاء على القدرات العسكرية والسياسية للحركة، واستعادة القدرة الإسرائيلية على الردع التى انهارت، وترميم ثقة الشعب الإسرائيلى بالجيش وقوات الأمن، والتى تزعزعت بشدة.
تتعامل إسرائيل مع خطر اندلاع حرب على الجبهة الشمالية مع لبنان، بالاستناد إلى التقديرات التالية:
أولا: التقدير أن حزب الله لا يريد التورط فى حرب شاملة مع إسرائيل حاليا، لأنه فقد عنصر المفاجأة الذى استغلته حماس جيدا، وفى ظل حالة التعبئة العالية للقوات الإسرائيلية من جهة، ومن جهة ثانية، نظرا إلى الوضع اللبنانى الداخلى المأزوم والشغور فى رئاسة الجمهورية، وعدم وجود إجماع وسط الرأى العام اللبنانى على الدخول فى مواجهة عسكرية جديدة مع إسرائيل، يمكن أن تكون أعنف بكثير من حرب يوليو 2006، كما يهدد الشعب الإسرائيلى نفسه.
ثانيا: الاعتماد الإسرائيلى على الدعم الأمريكى السياسى والعسكرى غير المسبوق، والتحذيرات الواضحة التى وجهها الرئيس الأمريكى جو بايدن فى خطابه الأخير إلى حزب الله وإيران. ويبدو من خلال ما نشرته الصحف الإسرائيلية أن التنسيق بين إسرائيل والولايات المتحدة يجرى بصورة مستمرة على مستوى الرؤساء والقيادات العسكرية على مختلف الأصعدة، وهناك حديث عن تقسيم عمل بين البلدين إذا فتحت جبهتا لبنان والجولان. وهذا فى رأى الجانب الإسرائيلى، يمكن أن يشكل حتى الآن رادعا لحزب الله وراعيه الإقليمى إيران.
ثالثا: اقتصار المواجهات حتى الآن على قواعد الاشتباك التى وضعها حزب الله منذ حرب يوليو 2006، والتى تعتمد على الردع المتبادل، أى أن يقتصر رد الحزب على أى اعتداء إسرائيلى على الأراضى اللبنانية بالرد عليه بالمثل. لكن هذه القواعد عرضة للتغيير، فى ضوء التغيرات والتطورات المتسارعة التى يشهدها القتال فى غزة والمواقف الدولية، وخصوصا إذا شنت إسرائيل عملية برية ضد القطاع.
• • •
هناك ثلاثة سيناريوهات يتحدث عنها الجانب الإسرائيلى:
1ــ الاستمرار فى تبادل الضربات من دون الانزلاق إلى مواجهة شاملة: هذا هو السيناريو الراهن على الحدود فى الأيام الأخيرة والمعرض أن يستمر فى الأيام المقبلة، بعد أن نجح حزب الله فى إشغال الجيش الإسرائيلى وزرع الخوف والذعر بين سكان المستوطنات المتاخمة للحدود، وما جرى مساء يوم الأربعاء من أخبار عن تسلل مسيرات وطائرات شراعية من لبنان وإطلاق صافرات الإنذار فى شتى أنحاء إسرائيل، ليظهر فيما بعد أنه إنذار كاذب، هو دليل على حالة الإرباك والقلق التى تسود الحدود فى الجانب الإسرائيلى.
2ــ سيناريو الضربة الاستباقية: منذ اندلاع المعارك فى غزة والمناوشات على الحدود اللبنانية، برزت أصوات تطالب بانتهاز الفرصة السانحة والشرعية الدولية التى حظيت بها إسرائيل فى الوقت الراهن من أجل ضرب الترسانة الصاروخية لحزب الله. ويعتبر أصحاب هذه الدعوة أن انهيار نظرية «الاحتواء» التى طبقتها حكومات بنيامين نتنياهو فى التعامل مع «حماس» فى غزة، ومع سلاح حزب الله الصاروخى فى لبنان، دليل واضح على فشل التعامل السابق مع سلاح حزب الله وضرورة حسم المسألة الآن. والملاحظ أن هذه الأصوات لا تقتصر على ممثلين من اليمين فقط.
3ــ سيناريو الحرب الشاملة: لا يستبعد المسئولون الإسرائيليون إمكانية اندلاع حرب شاملة، سواء بقرار يتخذه حزب الله، أو جراء وقوع مجازر فى غزة، تدفع إلى تدهور الأوضاع على جميع الجبهات، أو تبدل الموقف الإسرائيلى من خوض حرب شاملة. فى مثل هذه الحالة، ستجد إسرائيل نفسها فى حرب على عدة جبهات. وهذا السيناريو، بحسب التصريحات الرسمية، أنهى الجيش استعداداته له، كما أن الحديث عن إخلاء المستوطنات على الحدود الشمالية من السكان، قد يكون أحد المؤشرات إلى احتمال نشوب مثل هذه الحرب.
• • •
كما عزز احتمال نشوب مثل هذه الحرب التصريحات الأخيرة لوزير الخارجية الإيرانى حسين أمير عبداللهيان فى أثناء زيارته إلى بيروت، والتى قال فيها إن احتمال «فتح جبهات أخرى من سائر تيارات المقاومة ضد الكيان الصهيونى هو احتمال وارد».

النص الأصلى

التعليقات