• الله أكبر الله أكبر الله أكبر.. الله أكبر ولله الحمد.. الله أكبر ما تربت نفوسنا فى مدرسة الصيام والقيام وتعلمت دروس الإخلاص فذبحت كل الأطماع فى كل «ما سوى الله».. وعاشت بقلوبها ومشاعرها مع عطاء الله وكرمه وجوده فى هذا الشهر العظيم.
• لقد مضى موسم الطاعة وانفض سوق الأجر وربح فيه من ربح وخسر من خسر.. وأقبل العيد ليكسو ببهائه وسعادته الأرض والناس ويحمل بشرى جوائز السماء لمن رضى الله عنهم وأحبهم وأحبوه سبحانه.. والذين تابوا وأنابوا وأقبلوا على ربهم.
• ومع العيد أود أن أوجه رسالتى هذه للأمة المسلمة:ــ
• يا أمتى: ربكم واحد وكتابكم واحد ورسولكم واحد.. وعيدكم واحد وشهركم واحد وقبلتكم واحدة.. ورغم ذلك فأمتنا ممزقة مثخنة بالجراح ولا سبيل أمامها للفرحة والسعادة إلا بالارتباط بالله كليا وجزئيا «قُلْ بِفَضْلِ اللَهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَا يَجْمَعُونَ».
• فالأمة إذا وجدت الله وجدت كل شىء وإذا فقدته فقدت كل شىء.
• الله هو السلام ولن نفهم أهمية ومغزى السلام إلا حينما نرتبط بـ«السلام» سبحانه.. والله هو الرحيم ولن نفهم الرحمة والتراحم بحق حتى تعيش الأمة بقلوبها ومشاعرها مع الله.. وستظل فى صدام وشقاق وصراع ما لم تعش مع «العفو سبحانه» لتفهم معنى العفو وتعيشه واقعا عمليا.
• هذه الأمة فقدت الآن كل معانى الفرحة والسعادة والطمأنينة والتراحم والمواساة والعفو كما نرى جميعا فى العراق وسوريا واليمن والصومال وليبيا وأفغانستان.. فتكاد الأمة تفقد عقلها فى مثل هذه البلاد وتفقد معها ما تبقى من مشاعر الحب والتراحم والمودة.
• ورغم ذلك كله يعاودهم الله بالنفحات والرحمات ويمد إليهم يده الكريمة سبحانه فينصرفون عنه.
• يقبل عليهم سبحانه فيدبرون عنه.. يعطيهم فلا يشكرونه.. يأمرهم بالتوحد فيزدادون تمزقا..
يأمرهم بالصلح فيتحاربون.. ويحضهم على إصلاح ذات البين فيفسدونه ويمزقونه.
• يأمرهم بالتراحم فيذبح بعضهم بعضا ويحرق ويفجر بعضهم بعضا.. ويفجر بعضهم مساجد بعض فى أصفى وأغلى لحظات السكينة والخشوع مع الله و«فِى بُيُوتٍ أَذِنَ اللهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ».. وبدلا من أن ترفع إذا بها تدمر وتفجر.
• والأدهى أنهم يفخرون بهذه الموبقات ويصورونها ويرسلونها عبر شبكات ومواقع التواصل الاجتماعى وكأنهم حرروا القدس والأقصى.
• يأمرهم سبحانه بحقن الدماء فيفسك بعضهم دماء بعض.
• وتحثهم الشريعة على حفظ الأنفس فيهدورنها.
• ورغم ذلك يعاودهم بالخيرات والبركات والرحمات لعلهم يرجعون.
• يأمرهم بـ«اقرأ» فتتفشى فيهم الأمية ويريد البعض أن يعلم الأمة «الرقص الشرقى».. وتتحول مصر الرائدة فى العلم من قبل إلى رقم (17) بين الدول العربية فى تعلم القراءة والكتابة وبعدها فقط الصومال واليمن والسودان وما شابهها من «اللادول».
• يأمرهم بـ«خُذُواْ مَا آتَيْنَاكُم بِقُوَةٍ» وعزم وجد.. فيريد بعضنا أن يجمد الكتاب والسنة ويسب ويشتم كل حملته الأوائل من العلماء الأفذاذ الذين أخذوه بحقه وعزماته وفهموا مقاصده.
• يأمرهم بالعفة والعفاف فتجد أعلى نسب التحرش الجنسى العلنى فى شوارعنا وبلادنا وبين شبابنا مع نسبة ليست بالقليلة من الزنا وزنا المحارم.
• وقد كان العرب فى الجاهلية يأنفون من زنا المحارم والشذوذ ويعدونه عارا لا يمحى.
• لن تشعر الأمة بطعم العيد إلا إذا أدركت أن العيد جائزة للطاعة والقرب من الله ومن لم يقترب بقلبه وجوارحه فليست له جائزة.. فهى ليست للبطالين أو المنافقين أو الذين أفطروا فى رمضان أو الذين تشاتموا وتلاعنوا أو فجروا أو اغتالوا أو ظلموا أو أكلوا أموال الناس بالباطل.. أو الذين يحادون الله ورسوله أو يصرون حتى اليوم أن يقدموا الإسلام فى أسوأ صوره ويشوهوه أمام العالمين وينفروا الناس عنه.. بدلا من أن يرغبوهم فيه.
• فهل من العقل أو الحكمة أو الدين أن يكون المسلمون هم أصحاب الدين الوحيد فى العالم الذى يفجر ويحرق ويدمر ويسجن ويعذب بعضهم بعضا دون سواهم من البشر.
• هل هذه أمة الإسلام والرسول والقرآن بحق.. أم أننا نعيش فى كابوس مخيف لا نستطيع الإفاقة منه؟!
• ألا من سبيل لإصلاح هذه المنظومة الخربة التى لحقت بأمتنا قبل فوات الأوان؟!