شكرًا.. شهر رمضان - ناجح إبراهيم - بوابة الشروق
الخميس 26 ديسمبر 2024 1:34 م القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

شكرًا.. شهر رمضان

نشر فى : الجمعة 21 أبريل 2023 - 7:55 م | آخر تحديث : الجمعة 21 أبريل 2023 - 7:55 م
سيدى الكريم شهر رمضان العظيم، تحية لكم سيدى الكريم، وشكرا جزيلا على كل ما قدمتموه لنا جميعا من خيرات وبركات ونفحات، وسعت أرزاقنا، وأكرمت وفادتنا، وأوصلت أرحامنا، وأعدتنا إلى كتاب ربنا بعد طول هجران، وحدت كلمتنا، وجمعت أسرنا على مائدة واحدة بعد طول غياب، ذكرتنا بديننا، شحنت بطارية إيماننا، قويت عزائمنا، ذكرتنا بالله، شجعتنا على طاعة الله، وعلى التوبة من معاصينا، صفيت نفوسنا، أرحت قلوبنا، قربتنا من ربنا، حفرت فى نفوسنا أجمل الذكريات، أعدتنا لمساجدنا بعد طول هجران، أغنيت اليتامى والأرامل حررت العانى والعانية.
أعتقت رقابنا ورقاب الآلاف من النار فى لياليك، أعدت شبابنا للمساجد، وجعلتهم يملأون المساجد فى قيام الليل والتهجد، أعدت البكاء من خشية الله بعد أن كادت الأمة أن تنساه.
أشبعت الفقراء، سترت الغلابة، جعلت الخير والمال يتدفق إلى جيوب وبيوت الفقراء بعد أن نضبت منها طويلا، أعدت التكافل الاجتماعى الحقيقى إلى أمتنا.
سيدى الكريم، لم أجد أحدا فى الكون كله إلا أحبك، كل أهل الأديان والملل والأجناس تحبك، كلٌ يجد فيك خيره وبره الدينى أو كسبه الدنيوى، كلهم يفرح بقدومك، فرحة الأطفال فيك لا تعدلها فرحة، كل الناس المسلم والمسيحى والطائع والعاصى يزين شارعه ومتجره وعيادته ومنزله فرحا بك وأنسا بك، أكثر شهر يفرح به الأغنياء والفقراء معا.
وسعت على التجار والصناع، كل التجارات تزدهر فى عهدك المجيد، كل التجار والصناع يحبونك وينتظرون طلعتك البهية، كل شركات السياحة تعتبرك بشير خير لها.
9 ملايين معتمر نصفهم على الأقل من شركات السياحة، وشركات الطيران تحبك وتعشقك، فمنك يأتيها الخير والرفاهية.
فيك يا سيدى يا شهر رمضان أكبر تجمع للعبادة فى العالم كله، عدة ملايين معتمر فى مكة والمدينة يتفرغون لعبادة الله وحده،لا هم لهم سوى الذكر والدعاء والبكاء من خشية الله، بهاؤهم وهم حول الكعبة يصلون تارة ويطوفون أخرى يشهد بعظمة هذا الدين، ليس هناك سوى التواضع لله، لا رتب ولا نياشين لا تميز فى الملابس، كلهم بدرجة «عبد لله» وهى أسمى من كل رتبة ونيشان.
دعوات المصلين فى آخر القيام والتهجد تبكى العيون،تثير الشجون تذيب القلب الجامد، وتحيى القلب الميت.
أما الدعاء فى الحرمين الشريفين فى القيام والتهجد فشىء آخر لا يستطيع قلم أن يسطر خشوعه وبكاءه ومشاعره، وصيحات قلوب المصلين المتجهة إلى الله راضية خاضعة تهز المشاعر.
شكرا سيدى فأنت أعظم من تذكرنا بالمسجد الأقصى وتجمع فيه آلاف القائمين والذاكرين والمعتكفين.
أما الشكر الأعظم لك سيدى شهر رمضان لأنك أهديتنا أعظم وأجمل ليالينا، ليلة القدر التى هى خير من ألف شهر، اختصرت لنا فضل وبركة الزمان فى ليلة واحدة، تتنزل فيها الملائكة وروح القدس جبريل، يا سيدى لو أنك لم تفعل شيئا سوى هديتك لنا بليلة القدر لكفى.
سيدى: إنا على فراقك لمحزونون، تعودنا عليك وعلى كرمك وفضلك، فلمن تتركنا؟ إلى الدنيا أم لشياطين الإنس والجن، أم تعيدنا إلى صراعاتنا ونزاعاتنا البلهاء على الحطام.
سيدى: عد إلينا بسرعة، قبل أن تنفذ بطارية إيماننا، وتضعف عزائمنا.
سيدى شهر رمضان: نبثك محبتنا ومودتنا وألفتنا وأشواقنا، ننتظرك قريبا على أحر من الجمر، يا سر سعادتنا عن ملايين المحبين.
التعليقات