طرد من كل مهنة جيدة عمل فيها، فهو يغيب كثيرا، يعمل الآن على توك توك، يحشش باستمرار، ينقطع عن العمل أحيانا، كسولا جدا، شعاره فى الحياة مع زوجته «مفيش»، ليس معى نقود، اذهبى إلى بيت أبيك يومين وذلك من أجل أن تأكل هى وابنها عنده، اذهبى إلى أمى لكى تعطيك نقودا لمصاريف البيت، كل ذلك من أجل الطعام الضرورى فقط، وليس من أجل جراحة مثلا، أمه ترفض إعطاء زوجته فهى تطرده أصلا وتكرهه.
زوجته تعمل بانتظام وهو لا يعمل إلا مضطرا، أما عند الحشيش فلا يقصر فى مواعيده وتدخينه، فمواعيده مقدسة لديه، لا هم له فى الحياة سوى تدخين الحشيش فى مواعيده المنضبطة.
طلبت منه زوجته أن تدخل ابنه الصغير حضانة بسيطة فى الحى الشعبى بمبلغ زهيد قدره 125 جنيها شهريا فيرفض بحجة أنه لا يملك شيئا، لم يسمع شيئا عن الحضانات ورياض الأطفال التى تصل إلى ثلاثين ألفا فى العام.
قالت: هل أترك ابنى بدون تعليم ليضيع مثل أبيه، سعى صناع الخير لإلحاقه بالحضانة، لن تدرك قيمة فرحتها بهذا العطاء المتواضع، هى فى حيرة من أمرها، رغم جمال تقاطيعها إلا أنها سمراء جدا، سوق زواجها فى بلد مثل الإسكندرية ذات البشرة البيضاء صعب، وإذا كانت ذوات الجمال الأبكار سوق زواجهن عاطل فما بالك بها، هكذا تحدث نفسها بذلك، وترضى بقسمتها وتخاف من مشوار طويل للحياة مع هذا الزوج.
ظلم الأزواج بعضهم لبعض أقسى وأشد من أى ظلم فى الحياة، وسجن الحياة الاجتماعية متواصل ومستمر ولا نهاية له.
وقد عبر الرسول صلى الله عليه وسلم عن ذلك فى حجة الوداع فقال «اتقوا الله فى النساء فإنهن عوان عندكم» «أى أسيرات عندكم» ومن الرجولة والشهامة إكرام المرأة عامةً والزوجة خاصةً فهى أشبه بالأسير فى الحياة الزوجية.
وقد خلصت من تجربة حياتى الممتدة والصعبة أن كل سجن له نهاية إلا سجن الزوج أو الزوجة السيئة.
الزوج والزوجة الصالحة نعمة بحق تستحق الشكر العميق والمتواصل الذى لا ينقطع.
أما المخدرات والبخل هما أصل الأدواء الاجتماعية فى مصر، يضاف إليها الآن البطالة والركود وغلاء الأسعار.
تحية للصابرين والمضحين فى الحياة الاجتماعية.