كيف سيواجه العرب الجنون الإسرائيلي؟! - عماد الدين حسين - بوابة الشروق
الثلاثاء 24 ديسمبر 2024 1:46 ص القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

كيف سيواجه العرب الجنون الإسرائيلي؟!

نشر فى : الإثنين 23 ديسمبر 2024 - 6:45 م | آخر تحديث : الإثنين 23 ديسمبر 2024 - 6:45 م

 سؤال: هل استعدت الدول العربية المختلفة للسيناريو الأسوأ، وهى أن تتفاجأ باختراق أو استهداف إسرائيلى أو أمريكى إسرائيلى مشترك؟!

لماذا أطرح هذا السؤال فى هذا الوقت الآن؟

الإجابة ببساطة لأن ما فعلته وتفعله إسرائيل منذ ٧ أكتوبر من العام الماضى ضد فلسطين ولبنان وسوريا واليمن، وربما فى العراق لاحقًا، يشير ببساطة إلى إمكانية تكرار هذا السيناريو فى أكثر من عاصمة ودولة عربية.

نعلم أن إسرائيل وبمساعدة فعلية استخبارية معلنة من الولايات المتحدة وبريطانيا ودول أوروبية أخرى تمكنت من اغتيال العديد من قادة حركة حماس، وعلى رأسهم قائدا الحركة يحيى السنوار وإسماعيل هنية، كما تمكنت من اغتيال كوادر وقادة حزب الله، وعلى رأسهم زعيم الحزب حسن نصر الله، وبعده الأمين العام الجديد هاشم صفى الدين.

هى أيضًا وصلت إلى العديد من قادة الحرس الثورى الإيرانى فى سوريا ولبنان، كما اغتالت إسماعيل هية خلال وجوده فى مكان سرى فى العاصمة طهران.

وأخطر ما فعلته إسرائيل بعد تدمير قطاع غزة أنها قضت على معظم القدرات العسكرية السورية بعد لحظات من سقوط نظام بشار الأسد، واحتلت المزيد من الأرض السورية خصوصًا بقية جبل الشيخ بجوار الجولان المحتل منذ عام 1967.

ليس هدفى فى هذا المقال استعراض نشاطات ونجاحات جهاز الموساد أو سائر أجهزة الأمن الإسرائيلية، ولولا الدعم والمساعدة المادية والمعلوماتية من الولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية، ما حققت إسرائيل كل هذه النجاحات النوعية. لكن ما أقصده أن هناك مخططًا إسرائيليًا موجودًا فى الأدراج منذ عشرات السنين، ويستهدف المنطقة بأكملها، وليس فقط حركة حماس أو حزب الله أو حتى إيران.

ما أقصده بوضوح أن الأطماع الإسرائيلية المدعومة أمريكيًا لا تقف عند تنظيم أو دولة واحدة فى المنطقة. إسرائيل لا تفرق كثيرًا بين دولة معادية لها الآن وأخرى مهادنة والدليل ما فعلته مع سوريا. الجميع موجود فى الجدول وقادة هذا الكيان يعلنون بوضوح أن سلاح الجو الإسرائيلى قادر على الوصول إلى أى مكان فى المنطقة.

سؤالى بصورة واضحة بعد كل ما سبق: إذا كانت إسرائيل تمارس البلطجة الشاملة فى المنطقة، وإذا كان رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو يقول إنهم بدأوا فى عملية تغيير المنطقة، فهل استعدت الدول العربية كبيرها وصغيرها لأسوأ السيناريوهات فى هذا الصدد؟

اليمين المتطرف الحاكم فى إسرائيل لا يخفى حقده وكراهيته لكل العرب والمسلمين كبيرهم وصغيرهم، معتدليهم ومتطرفيهم، فهل استعدت الدول العربية لهذه التهديدات المتتالية؟

أتمنى أن تكون كل الدول العربية قد استعدت بصورة مناسبة لمواجهة هذه التهديدات العلنية والصارخة.

ويفترض أن كل دولة عربية تكون قد فكرت بصورة شاملة أنها قد تصبح هدفًا للعدوان الإسرائيلى المدعوم أمريكيًا خصوصًا أى دولة دعمت الشعب الفلسطينى بأى صورة من الصور، حتى لو كان الدعم مجرد إدخال مساعدات إنسانية أو دعم دبلوماسى فى الأمم المتحدة والمحافل الدولية المختلفة.

هل فكرت كل دولة عربية على حدة كيف ستواجه العدوان الإسرائيلى إذا حدث عسكريًا واقتصاديًا واجتماعيًا وإعلاميًا ودبلوماسيًا، وهل هناك إمكانية للنقاش والتنسيق بين الدول العربية الفاعلة على الأقل لما يسمى باليوم التالى ليس فقط فى غزة، لكن فى كل المنطقة؟!

أتمنى أن تدرس كل دولة عربية على حدة بهدوء شديد كيف ستواجه المشاكل والتحديات والتهديدات فى الفترة المقبلة، وماذا أعدت لذلك، وما مواردها وإمكانياتها للتعامل مع التهديدات التى صارت سافرة وسادرة؟!

سيقول بعض العرب: إننا فى مأمن لأن لنا علاقات دبلوماسية مع إسرائيل!

والرد على ذلك هو ضرورة مراجعة التصريحات الواضحة للعديد من قادة الحكومة الإسرائيلية خصوصًا ممثلى التيار المتطرف الأكثر قوة داخل الحكومة بشأن رأيهم بأن «العربى الجيد هو العربى الميت».

لا أمان لأحد من العرب معتدلًا كان أو متطرفًا، فى ظل الجنون الإسرائيلى. وبالتالى يفترض أن كل دولة تبدأ عمليًا فى البحث عن مبادرات وإجرءات وخطط قابلة للتطبيق، فيما لو تعرضت للتهديد الإسرائيلى سواء كان بصورة مباشرة أو بغير مباشرة خصوصًا، حينما يأتى دونالد ترامب الذى يؤمن بأن مساحة إسرائيل ضيقة جدًا، وتحتاج إلى التوسيع!

عماد الدين حسين  كاتب صحفي