• شهر رمضان يحبه أهل الدين والدنيا معا، أهل الدين لرواج تجارتهم مع الله، وأهل الدنيا لرواج تجارتهم مع الناس أو لاجتماع الخيرين معا للناس جميعا،
لا كساد فى شهر رمضان الكل رابح، الصائمون، العابدون، القائمون، التجار، شركات السياحة، رجال الأعمال، الصناع، الزراع، المسلمون، المسيحيون، الكل يساهم فى صناعة الخير، التجار المسيحيون أنفسهم يجهزون شنط زكوات وصدقات فى شهر رمضان ويساهمون فى موائد الرحمن.
• رغم غلاء المعيشة وارتفاع الأسعار، لن يجوع فيه صائم، لن يذل فيه عابد، لن يضام فيه قائم، تكفل الله بإطعامهم وإكرامهم وأرزاقهم وأقواتهم.
• صدقات رمضان وزكواته هى السند الأول للفقراء.
• لم أقابل أحدا فى حياتى إلا ويهيم حبا فى شهر رمضان مسلمين، مسيحيين، تجارا، صناعا، شركات سياحة، عبادا، صالحين، عصاة، تائبين، كلهم يرى فى شهر رمضان خيره ورواج تجارته مع الله أو مع الناس أو معهما.
• شهر رمضان بين إحدى عشر شهرا الأخرى أشبه بيوسف عليه السلام بين أحد عشر كوكبا هم إخوته من الأسباط، فلا تقتلوه ولا تبخسوه فضله ولا تلقوه فى الجب ولا تبيعوه بثمن بخس، لهو ومسلسلات ستعاد مرات أو جلسات على المقاهى أو محرمات فى كل الشهور وهى أعظم جرما فيه، بل «أكرموا مثواه» وتفرغوا له، وأحسنوا لقياه، عسى أن ينفعنا فى الدنيا، أو نتخذه شفيعا لنا يوم القيامة، فيشفع فينا الصيام والقرآن معا.
• فشهر رمضان قصير «أَيَّامًا مَّعْدُودَاتٍ» وقدومه كالعبور لا يقبل الفتور ولا التكاسل والغفلة، فضلا عن العصيان والكبائر، وكلما تكاسلت فيه فعش بقلبك ومشاعرك مع قوله تعالى «أَيَّامًا مَّعْدُودَاتٍ».
• كل الكون يتغير فى شهر رمضان الأرض والسماء وعالم الإنسان والشيطان، فالجنة تفتح أبوابها، والنار تغلق أبوابها، والشياطين تصفد وتقيد، والتجار يفرحون وتنتعش تجارتهم، والفقراء يسعدون ويطعمون ويرزقون، والرحمات تتنزل والمساجد ترتفع منها الصلوات والتكبيرات، والقرآن يتلى، والأطفال تبتهج وتلعب، والكساد الاقتصادى يزول، والزينات تملأ الشوارع وتنادى الملائكة فى السماء: يا باغى الخير أقبل، ويا باغى الشر أقصر.
• البدايات التى لا ترضى الله نهاياتها لا ترضى أصحابها، فاجعل بداية الشهر بداية لاستقامتك على طريق الله «فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ» فهذه الآية وأخواتها شيبت الرسول «صلى الله عليه وسلم» وهو من هو فى الانقياد والاستسلام لربه.
• الصوم نصف الصبر، والصبر نصف الإيمان، والصوم هو أعلى تعبير عن الإرادة الإنسانية، كما يعنى حرية الاختيار، وكفى بقوله «الصوم لى» فضلا للصيام على سائر الطاعات.
• الصوم يخلصك من المساحات السوداء فى داخلك، ويضىء المساحات المظلمة فيها بنور العفو والتسامح لتغفر للذين شتموك أو ظلموك أو أهانوك أو أكلوا لحمك غيبة.
• الصيام يزرع المساحات الخضراء فى جوانب نفسك، ويجعل نفسك تنطلق من سجن الشهوات إلى رحابة الطاعة، فتكون لله وبالله ومع الله وحده.
• إن صنعت الخير فلنفسك وإن أسأت فعليها هذه رسالة القرآن الواضحة للناس جميعا، ففى الإحسان قال «مَّنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ»، وفى الشكر قال «وَمَن شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ»، وفى التزكية «وَمَن تَزَكَّىٰ فَإِنَّمَا يَتَزَكَّىٰ لِنَفْسِهِ» الطاعة لنفسك فالله غنى عنك، لا تمن على الله بطاعتك، ولا تدل عليه سبحانه بمعروفك، واشكر الله أن هداك للخير.
• أما فى المعصية فالقرآن يقرعك «وَمَن يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَن نَّفْسِهِ»، «فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّمَا يَنْكُثُ عَلَى نَفْسِهِ» على نفسها جنت براقش، لن تضر الله بعصيانك، ستقع الكارثة وسيكون الويل لك، الله لا تنفعه طاعة الطائعين ولا تضره معصية العاصين، فاعمل لنفسك الخير وخاصة فى شهر رمضان.
• قال رجل لصاحبه قل لى كلمة تشوقنى للجنة فقال: فيها رسول الله، وأضيف: وفيها أنبياء الله العظام وحواريوهم وفيها الصحابة والصالحون والشهداء من كل العصور لمن يريد لقياهم والتمتع بجوارهم، فضلا عن رؤية الله ورضوانه، لو تخيلت فقط أنك ستقابل أبا بكر وعمر وعثمان وعلى أو عمر بن عبدالعزيز، وتجالسهم وتصحبهم لكفاك ذلك شوقا للجنة.