الجمهور يريد أن يعرف حقيقة ما يجرى فى غزة - من الصحافة الإسرائيلية - بوابة الشروق
الأحد 8 سبتمبر 2024 3:05 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

الجمهور يريد أن يعرف حقيقة ما يجرى فى غزة

نشر فى : الإثنين 24 يونيو 2024 - 6:30 م | آخر تحديث : الإثنين 24 يونيو 2024 - 6:30 م

فى الأسبوع الماضى، وصلت المواجهة بين المستويَين السياسى والعسكرى إلى الذروة، بالإضافة إلى الشعور بتعثر فى الحرب فى غزة. وقد ردّ مكتب رئيس الحكومة على اعترافات الناطق بلسان الجيش الإسرائيلى، دانيال هجارى، للقناة 13، والتى يقول فيها إنه لا يمكن تحقيق أهداف الحرب التى وضعها المستوى السياسى فى أكتوبر، والتى أُرسل الجيش لتنفيذها، بأن المستوى السياسى لا يزال متمسكًا بالأهداف، وبضرورة القضاء على «حماس».

وإن خروج ما يجرى من وراء الكواليس إلى العلن خلال ساعة واحدة يخدم الجمهور الإسرائيلى الذى يتساءل «إلى أين نتجه؟»، وقد انعكس ذلك فى الأحاديث المنزلية والمقاهى وداخل عائلات جنود الاحتياط. وقد تحوّل سؤال «ماذا سيحدث الآن» إلى السؤال الإسرائيلى الأكثر أهمية.

وقد توقف رئيس الحكومة، الذى كان يطل على الجمهور كل يوم سبت، عن ذلك، وظل هجارى وحده يتحدث عن التقدم فى الحرب، وعن الاغتيالات، والرغبة فى التوصل إلى صفقة مخطوفين.

ومن هنا السؤال موجه إلى المستوى السياسى والحكومة ومَن يقف على رأسها: «لماذا لا يُطلعون المواطنين الإسرائيليين على القرارات المهمة التى تواجههم؟ والأخطر من ذلك، لماذا لا يناقشونهم بأنفسهم؟».

بعد مرور أكثر من 8 أشهر، وبعد التقارير التى تتحدث عن التعافى المستمر لكتائب «حماس»، وعن مئات المجندين الجدد فى صفوفها، فإنه كان يجب على الكابينيت السياسى - الأمنى أن يجتمع ويُجرى نقاشًا استراتيجيًا لما قاله هجارى: «هل فى الإمكان القضاء على «حماس»؟».

إن الجيش يقول بالفم الملآن إنه لا يقدر على ذلك، لذلك يتعين على الحكومة تحديث الأهداف التى وضعتها بما يتلاءم مع القانون، ومن المفيد ربما تحديث الوسائل التى لديها، فعلى سبيل المثال؛ زيادة كثافة القوة النارية والتأييد السياسى لا يضران.

وفى جميع الأحوال، يجب إعادة مناقشة أهداف الحرب فى غزة، وكذلك قرار أن جبهة لبنان هى جبهة ثانوية، وأن إسرائيل غير معنية بفتح جبهة ثانية. ومن غير المقبول أنه بعد مرور 8 أشهر وعشرات الأسابيع، لم يتوقف أحد لإعادة النظر فى المسار.

وفى الواقع، فقد اعتمدت خطة الخروج للجيش على استعداد العدو الشرس للموافقة على صفقة، على الرغم من أن السنوار أثبت أكثر من مرة أن لديه قدرة على التحمل، وأنه لن يقبل بأقل من هزيمة معلنة لإسرائيل فى مقابل المخطوفين الذين يحتجزهم أَسْرى.

وقال مصدر سابق رفيع المستوى فى معرض الحديث عن تصرُف الجيش، ومحاولته إخفاء صورة الوضع فى غزة: «يبدو أنهم يتخوفون من أن يظهروا وكأنهم لم يقوموا بالمهمة حتى فى الحرب»، وأضاف: «فى نظرى، فإن هذا توجه غير صحيح، والجمهور الإسرائيلى واعٍ، بحيث يقدر على فهم ضخامة التحدى. ومن الأفضل للجيش تقديم صورة صحيحة، والعمل على تجنيد الجمهور فى هذا الصراع الملىء بالدم والدموع، لا أن يضلله».

لكن الوضع يمكن أن يكون أخطر من ذلك؛ فهُم لا يخفون عن الشعب الطريقة الصعبة المطلوبة، إنما يقدمون إليه صورة معاكسة للوضع بحجة أن المهمات العسكرية الأساسية استُنفدت، والآن علينا التوجه إلى صفقة أو إلى لبنان.

وهذه الكذبة ستنكشف بسرعة، فحماس لا تزال قادرة على إطلاق صواريخ كثيرة على غلاف غزة، ولديها سلاح يساعدها فى مواصلة حربها اليومية فى مواجهة جنود الجيش الإسرائيلى، ولدى التنظيم وحدتان قتاليتان لم تُمسا، وتنتظران الأوامر للهجوم على المواطنين الإسرائيليين.

يتعين على رئيس هيئة الأركان أن يواجه علنًا المستوى السياسى، وأن يوضح له ما إذا فى الإمكان تحقيق أهداف 10 أكتوبر أم لا، بحيث تشمل الجبهات الأخرى، مع الأخذ بكل الاعتبارات والقدرات الإسرائيلية، وليس بصورة عمياء. وإذا قرر الجيش ووزير الدفاع، مدعومَين من رئيس الحكومة، أنه فى مواجهة التحديات فى لبنان - إيران يجب إغلاق جبهة غزة، فعليهم أن يقولا ذلك، ويجب عدم الاستخفاف بالجمهور الإسرائيلى الذى يضحى بأفضل أبنائه دفاعًا عن أمنه، ويجب أن يقولا له إن خطة سياسية بمشاركة السلطة الفلسطينية أو انسحابًا من غزة من أجل المخطوفين هو ضرورة أمنية. لقد صدّقنا الأكاذيب وسكتنا طوال أشهر، لكن ليس بعد الآن.

شيريت أفيتان كوهين

يسرائيل هيوم

مؤسسة الدراسات الفلسطينية

التعليقات