استراتيجية حماس تعزز التزام إسرائيل بتحقيق النصر - من الصحافة الإسرائيلية - بوابة الشروق
الإثنين 27 يناير 2025 12:49 ص القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تتوقع نجاح اتفاق الهدنة في غزة؟

استراتيجية حماس تعزز التزام إسرائيل بتحقيق النصر

نشر فى : السبت 25 يناير 2025 - 7:35 م | آخر تحديث : السبت 25 يناير 2025 - 7:35 م

كيف تعزز استراتيجية حماس التزام الحكومة الإسرائيلية بتحقيق النصر فى حرب طويلة الأمد؟ إن الصفقة مع حماس بشأن وقف إطلاق النار فى مقابل إطلاق الرهائن تظهر إلحاح إسرائيل من أجل إنقاذ 94 مخطوفا ومخطوفة من الأسر، قبل تدمير حماس. ومع ذلك، فإن هذا الثمن باهظ جدا.
العناوين العالمية، مثل عنوان «السى إن إن»، (الكلّ يبكى)، وردّة الفعل الانفعالية فى إسرائيل على عودة الرهينات، مع أكياس هدايا من حماس تقوّى الحملة الدعائية العالمية للحركة. يُضاف إلى ذلك، أن حماس ستعيد 33 مخطوفا ومخطوفة، كجزء من الصفقة، خلال 6 أسابيع، بوتيرة ثلاثة إلى أربعة فى الأسبوع، الأمر الذى يزيد من الضغط النفسى على العائلات، ويقوّى موقع المقايضة للحركة. فى موازاة ذلك، إن إطلاق إسرائيل سراح مئات الفلسطينيين والفلسطينيات يعزز الحرب على الوعى التى تقدم صورة انتصار على العدو الصهيونى.
كجزء من الحرب الإسلامية السادسة منذ سنة 2009، تعتبر حماس لحظة التبادل هدنة من أجل إعادة التنظيم والهجوم من جديد. يبدو أن إسرائيل تدرك هذه المرة هذا الأسلوب الإسلامى للحركة. لقد أوضح رئيس الحكومة، فى 18 يناير الجارى، أن الجيش الإسرائيلى سيبقى فى غزة، وسيعمّق سيطرته على محور فيلادلفيا، وسيواصل العمل من أجل تدمير حماس.
مع ذلك، وعلى الرغم من 15 شهرا من القتال، لم تتحقق أهداف إسرائيل فى الحرب، أى إزالة تهديد حماس، وإخضاعها، وإعادة كل المخطوفين والمخطوفات. يمتاز الجهاد فى الحرب الإسلامية بالمزج ما بين الخداع و«القتال»، بهدف تقويض مجتمع العدو.
يجب أن نحكم على الهدوء المؤقت فى المواجهة مع حزب الله وحماس، المدعومَين من إيران. كتاب البروفيسور جويل هيوارد والدكتور هارولد رود يذكّر بمبادئ القتال الإسلامى فى القرن الحادى والعشرين، ويقدم رؤى لإسرائيل فى قتالها من أجل التوصل إلى تدمير حماس، وكشف قادة «الإرهاب» فى إيران. يدرك نتنياهو أن هذه الصفقة قد لا تتقدم نحو المرحلة الثانية، لذلك، يحتفظ الجيش الإسرائيلى بقواته فى محور فيلادلفيا، ويرسّخ الحلقة الأمنية حول غزة، ويعزز مناطق الفصل فى داخلها. وهذا ترتيب محسّن من المقترح الذى قُدّم فى مايو 2024.
إن التدخل الكبير للإدارة الأمريكية الجديدة يشير إلى تأييد غير مسبوق لإسرائيل. من جهة أخرى، تواصل حماس حرب خداعها، حتى ضد ترامب نفسه، بهدف الدفع قدما بشرعيتها الدولية. إن هدف التنظيم واضح، فهو لا ينوى وقف حربه ضد إسرائيل، حسبما أشار المسئول الرفيع المستوى خليل الحية فى 19 يناير الجارى، عندما قال: «ستواصل حماس حربها ضد إسرائيل».
إن آلاف السكان فى غزة الذين شاركوا فى إطلاق المخطوفات هتفوا «سنصل إلى القدس، وسنضحّى بملايين الشهداء»، بينما صرّحت كتائب القسّام: «نحن فى ميدان القتال، وسنبقى فيه». إن استراتيجية «حماس» تعزز التزام نتنياهو بتحقيق النصر فى حرب طويلة الأمد.

دان بايكر
مركز القدس للشئون العامة والسياسة
مؤسسة الدراسات الفلسطينية

التعليقات