نشرت صحيفة الخليج الإماراتية مقالًا للكاتب حسن مدن، تحدث فيه عن تقليد قيام الرئيس الأمريكى الجديد بتوقيع أوامره التنفيذية بأكثر من قلم، ومن هو أول من بدأ هذه العادة. تناول الكاتب أيضًا أن الرئيس يقوم بتوزيع هذه الأقلام بعد التوقيع على أنصار ساهموا فى صياغة قانون ما، أو قدّموا المشورة للرئيس بشأن القانون، أو كى يقول الواحد لاحقًا إن القلم الذى وقّع به الرئيس صار ملكه.. نعرض من المقال ما يلي:
شاهد العالم الرئيس الأمريكى دونالد ترامب العائد إلى البيت الأبيض، وهو يوزع على أنصاره مجموعة من الأقلام التى وقّع بها أوامر تنفيذية مثيرة للجدل فى مكتبه البيضاوى، فى حركة استعراضية ليست غريبة عليه. ليس ترامب هو أول رئيس أمريكى يوقع كل أمر تنفيذى بقلم مختلف، مثله فعل الرئيس السابق، جو بايدن، الذى استخدم 17 قلما للتوقيع على مجموعة من الأوامر التنفيذية، بعد تنصيبه رئيسا، ما دفع كثيرين للتساؤل: لماذا لا يستخدم الرئيس قلما واحدا للتوقيع؟
ليس معلوما بالضبط من هو الرئيس الأمريكى الأول الذى وقّع الأوامر بعدة أقلام، ولكن هناك من يرجح أن هذا التقليد يعود إلى الرئيسين السابقين، فرانكلين روزفلت وهارى ترومان، ويقال أيضا إن إهداء الرئيس الأقلام لمن هم حوله ليس جديدا، وهو تقليد ليست غايته لفت الأنظار فقط، فقد يكون له مغزى سياسى أو برتوكولى محدد، حيث جرت العادة أن يفعل الرئيس ذلك تحديدا إلى أشخاص ساهموا فى صياغة قانون ما أو قدّموا المشورة للرئيس بشأن القانون.
ومن ذلك أن الرئيس الأسبق ليندون جونسون، الذى استخدم فى عام 1964 نحو 75 قلما على الأقل للتوقيع على قانون الحقوق المدنية الشهير، أهدى أحدها إلى مارتن لوثر كينج، المناضل من أجل المساواة فى الحقوق المدنية، فيما أهدى بيل كلينتون أربعة أقلام وقّع بها تشريعات مهمة للرؤساء السابقين له: جيرالد فورد، وجيمى كارتر، ورونالد ريجان، وجورج بوش الأب.
بدا ترامب يرمى بيده الأقلام، بصورة لا تخلو من العشوائية، وإن كان هذا لا ينفى أنه قصد أن تقع بيد أشخاص اختارهم بعناية، كى يقول الواحد منهم لاحقًا إن القلم الذى وقّع به ترامب أمرًا مهمًا صار ملكه، والمهم فى أمر أقلام ترامب ليس من ذهبت إليهم، وإنما الأوامر التنفيذية التى وقّعها بها، والتى سيترتب عليها وضع جديد، فى أمريكا نفسها وعلى الصعيد الدولى، ومنها العفو عن نحو 1500 شخص من مناصريه الذين اقتحموا مبنى الكونجرس فى أعقاب خسارته الانتخابات قبل الأخيرة، كما ألغى عقوبات عن مستوطنين إسرائيليين متهمين بالعنف ضد الفلسطينيين فى الضفة الغربية.
وهو يُوقّع أمرًا تنفيذيًا للانسحاب من منظمة الصحة العالمية، قال ترامب بذهنية رجل الأعمال: «منظمة الصحة احتالت علينا». وحين وقّع بالانسحاب من معاهدة باريس للمناخ، قال: «إن الولايات المتحدة تدفع لمنظمة الأمم المتحدة «أكثر بكثير» مما تدفعه الصين».
وبعد أمره بإلغاء حق الجنسية الأمريكية بالولادة لأطفال المهاجرين الموجودين على أراضى الولايات المتحدة بشكل قانونى ادعى مستخدمون على منصة «إكس» أن أوشا فانس زوجة نائب ترامب، جى دى فانس، ستخسر الجنسية الأمريكية نظرًا لأصولها الهندية.