كل بطولة مهمة للأندية الكبيرة - حسن المستكاوي - بوابة الشروق
الجمعة 20 سبتمبر 2024 3:27 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

كل بطولة مهمة للأندية الكبيرة

نشر فى : الإثنين 26 أغسطس 2024 - 6:15 م | آخر تحديث : الإثنين 26 أغسطس 2024 - 6:15 م

** لم يحدث أبدًا فى تاريخ الأندية الكبيرة أن وضعت حدًا لسقف الفوز بالبطولات، وحين سألت الكابتن حسن حمدى رئيس الأهلى منذ سنوات: لماذا لا يضع النادى أولويات لبطولات كرة القدم التى يرغب فى الفوز بها؟ أجاب: «جمهور الفريق يطالب بالفوز بكل بطولة يشارك بها، وهذا هدف إدارة النادى أيضًا».

** أمر بالغ الصعوبة. كانت تلك وجهة نظرى، فليس سهلًا أن يفوز فريق بكل البطولات التى يشارك بها. لكن فى الوقت نفسه يجب على الإدارة أن تضع رغبات جماهيرها فى الحسبان، وأتحدث هنا عن الأندية الكبيرة التى صنعت شعبيتها برصيدها من البطولات لا سيما فى الكرة المصرية، مثل الأهلى والزمالك. وقد تفهمت غضب جماهير الزمالك بعد الخسارة أمام طلائع الجيش والخروج من كأس مصر. فهى البطولة التى كانت متاحة أمام النادى ليخرج بها من الموسم. وضاعف من غضب الجمهور سفر جوميز فى إجازة، قبل نهاية كأس مصر، والدفع باللاعبين الناشئين فى المباراة المهمة، وهو برر ذلك بأنه يستعد للموسم الجديد ويرغب فى المنافسة على كل البطولات فى هذا الموسم المقبل.

** إن سفر المدرب فى إجازة صدر للاعبين أن البطولة غير مهمة، والموسم الحالى للنسيان، وغير مهم، والدفع بالناشئين وبعدد كبير منهم أعطى نفس الانطباع. وهو واحد من أخطاء متتالية كان من الواجب وضعها فى الاعتبار. ولست ضد الدفع بالناشئين، لكنى مع الفرص للاعبين الصغار بشرط أن يكونوا فى حضور الكبار، وأن يكون ذلك وفقًا لسياسة واضحة، خاصة أن فرق العالم الكبرى باتت تبحث عن صغار السن، نظرًا للتطور البدنى والفنى الكبير جدًا فى كرة القدم، فقد رأينا منتخب إسبانيا مسلحًا بالناشئين، الذين تتراوح أعمارهم بين 17 و21 سنة، وها نحن نرى الأمر نفسه فى برشلونة، وكذلك ريال مدريد الذى احتفل بلاعبه البرازيلى أندريك الذى سجل هدفًا فى فريق بلد الوليد، وأصبح أصغر لاعب أجنبى يسجل لريال مدريد فى تاريخ الدورى الإسباني،

وعمره 18 عاما و35 يوما.. أما إدارة مانشستر يونايتد فقدقررت عدم التعاقد مع أى لاعب يتعدى عمره 25 عامًا، فى إطار سياسة بناء المستقبل للنادى.

** تلك تجارب أندية كبيرة على مستوى العالم، وعندما انسحب الأهلى من كأس مصر ومن بطولة الرابطة، كنت أرى أنه من الأفضل المشاركة بفريق كامل من ناشئى النادى لمنحهم الفرصة وسط مسئولية كبيرة وضغط أكبر لاكتساب خبرات بطريقة عملية، والفارق هنا أن الأهلى اشتبك فى عدة بطولات خلال الموسم ولا مانع من خوض هذه التجربة على الرغم من مخاطرها، ومن رد فعل الجمهور، لكن سبق لإدارة النادى أن واجهت مثل تلك المخاطرة ونجحت فيها.

** الزمالك يمر بظروف غير عادية وطارئة وضاغطة على إدارته، ومن سوء الحظ أن أمر رحيل زيزو أيضًا طرح فى نفس التوقيت الصعب، وهو ما أثار جمهور الفريق باعتبار أن زيزو أهم نجوم الفريق. لكن الإدارة أمامها اختيارات شديدة الصعوبة من ناحية القدرات المادية ودعم صفوف الفريق من أجل المستقبل، وهنا كيف يكون الخطاب الإعلامى للنادى نحو جماهير الفريق.. هل يستطيع إقناعها بقرارات وبلغة منطقية بشأن أى قرار؟ وهل من حق الجمهور أن يفوز بهذا الحق؟

** نعم.. لكن المهم كيف تصل الرسالة. وبأى منطق وباى لغة. إلا أننى أقف عند زيزو، وهو بالفعل أهم لاعبى الفريق، وستكون الموافقة على رحيله أمرًا غير مقنع، ولن يحقق المعادلة بتعويض النادى بكثير من المال لإعادة بناء الفريق، لأن زيزو قد لايعوض الآن.

** إن قوة الزمالك من قوة المنافسة مع الأهلى، وكلاهما من قوة الدورى المصرى. وقد أشرت مرارًا إلى أننا لا نجيد بيع أو تسويق مباريات الأهلى والزمالك على المستوى القارى والإقليمى، وجزء من هذا التسويق هو الوصول إلى المشهد الكامل لكل مباراة. وهذا المشهد لن يكتمل دون حضور جماهيرى حاشد. لكن كيف يحدث ذلك بينما الأندية الجماهيرية تغيب وغابت عن بطولة الدورى؟!

** تلك قصة أخرى تستحق خطة طويلة المدى.

حسن المستكاوي كاتب صحفي بارز وناقد رياضي لامع يعد قلمه وكتاباته علامة حقيقية من علامات النقد الرياضي على الصعيد العربي بصفة عامة والمصري بصفة خاصة ، واشتهر بكتاباته القيمة والرشيقة في مقالته اليومية بالأهرام على مدى سنوات طويلة تحت عنوان ولنا ملاحظة ، كما أنه محلل متميز للمباريات الرياضية والأحداث البارزة في عالم الرياضة ، وله أيضا كتابات أخرى خارج إطار الرياضة ، وهو أيضا مقدم برنامج صالون المستكاوي في قناة مودرن سبورت ، وهو أيضا نجل شيخ النقاد الرياضيين ، الراحل نجيب المستكاوي.