الميتافيرس والعالم الافتراضى - صحافة عربية - بوابة الشروق
الخميس 12 ديسمبر 2024 7:59 م القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

الميتافيرس والعالم الافتراضى

نشر فى : الجمعة 27 يناير 2023 - 7:55 م | آخر تحديث : الجمعة 27 يناير 2023 - 7:55 م
نشرت صحيفة البيان الإماراتية مقالا للكاتبة نادية عبدالرزاق تناولت فيه احتمالية غزو عالم الميتافيرس لمجالات حياتية عديدة منها التعليم وعالم الترفيه مثل ألعاب الفيديو مستقبلا مما يشكل تهديدا على حياة البشرية، أى اللجوء لهذا العالم الافتراضى هربا من الواقع إضافة إلى عدم مغادرته إلا للخلود إلى النوم. فتصبح الحياة الإنسانية مجرد تفاعلات تتم عبر نظارات افتراضية فلا نستطيع الخروج من هذا العالم المصطنع ولا العودة إلى عالمنا الطبيعى القديم... نعرض من المقال ما يلى:
كانت «الميتافيرس» مجرد كلمة خيال علمى حتى يوم 28 أكتوبر من العام 2021، وهو اليوم الذى غيرت فيه شركة فيسبوك اسمها إلى Meta وأعلن مارك زوكربيرج عن رؤية شركته لبناء منصة ميتافيرس التى سرعان ما سيطرت على عالم التكنولوجيا كالنار فى الهشيم، ويتمتع عالم الميتافيرس بقدرة فريدة على عكس العالم الفعلى الذى نعيش فيه ويُمَكن المستخدم بالحرية الكاملة الحفاظ على النسخة الرقمية للواقع أو تغيير العناصر مع العالم حسب ما يفضله.
لقد أصبحت الروابط بين العالم المادى والمالى والافتراضى أكثر قربا وتماسكا، فالأجهزة التى نستخدمها لإدارة حياتنا اليوم تمنحنا إمكانية الوصول إلى كل شىء نريده بلمسة زر، ومنظومة العملات الرقمية ليست استثناءً من هذا، فالرموز غير القابلة للتبادل وألعاب سلاسل البلوك تشين ومدفوعات العملات الرقمية لم تعد حكرا على خبراء العملات الرقمية، بل أصبحت متاحة اليوم بسهولة كجزء من عالم الميتافيرس.
وتعتبر تكنولوجيا الواقع المعزز هى المحرك الرئيسى لعالم الميتافيرس، بحيث يتحكم كل مستخدم فى شخصية أو صورة رمزية (آفاتار)، على سبيل المثال حضور اجتماع افتراضى باستخدام سماعات ونظارات OCULUS VR فى مكتبك الافتراضى والانتهاء والاسترخاء لبعض الوقت أثناء ممارسة لعبة قائمة على سلسلة البلوك تشين، ويمكننا أن نرى بالفعل بعض جوانب عالم الميتافيرس فى العوالم الافتراضية لألعاب الفيديو الموجودة بالفعل، فألعاب مثل SECOND LIFE أو FORTNITE تجمع العديد من عناصر حياتنا فى عوالم إلكترونية عبر الإنترنت، ورغم أن هذه التطبيقات ليست هى الميتافيرس فإنها تشبهها إلى حد ما، وإلى جانب دعم الألعاب أو وسائل التواصل الاجتماعى، فإن الميتافيرس سيجمع بين الاستخدامات الاقتصادية والهوية الرقمية والحوكمة اللامركزية وغيرها من التطبيقات، حتى فى عالم اليوم فإن إنشاء المستخدمين للعناصر والعملات الرقمية وامتلاكهم لها يساعد على تطوير عالم ميتافيرس واحد ومتحد، وكل هذه الخصائص تمنح سلاسل البلوك تشين الإمكانات لتشغيل هذه التكنولوجيا المستقبلية.
وإذا كان بالإمكان إنشاء عوالم افتراضية لا متناهية غير الميتافيرس فمعنى هذا أن هناك أنماطا لا متناهية من التفاعلات الإنسانية التى يمكن أن تتم عبر هذا العالم، ولعل هذا ما قصدته «فيسبوك» من خلال اختيار شعار «ما لا نهاية» للشركة الأم الجديدة، وعلى سبيل المثال مساهمة الميتافيرس فى تغيير شكل التعليم بصورة عامة، حيث يمكن للطلاب حضور الدروس والمحاضرات والدورات التدريبية بأنفسهم فى شكل ثلاثى الأبعاد عبر الميتافيرس بدلا من مشاهدتها عبر زووم «ZOOM»، أو من خلال المنصات التعليمية الرقمية فيستطيع الطالب أن يتفاعل بصورة مباشرة سواء مع المعلم أو البيئة التعليمية.
ورغم ما سيترتب على إنشاء عالم الميتافيرس إلا أن هذا العالم الماورائى الجديد قد يشكل تهديدا للبشرية، فقد يلجأ الأفراد إلى هذا العالم الافتراضى الذى يصنعونه بأنفسهم هربا من واقع صعب ورغبةً منهم فى الابتعاد عن مشاكل الواقع وخلق مساحة مصنوعة تحقق لهم رغباتهم ومتعهم ويبدأ الأفراد فى قضاء معظم وقتهم فى بوتقة الميتافيرس سواء العمل، أو التعليم أوالترفيه، ولا يتركون هذا العالم إلا للخلود إلى النوم، وتصبح الحياة الإنسانية مجرد تفاعلات تتم عبر نظارات افتراضية تعيش فيها الأفراد إما بشخصياتهم الحقيقية أو الافتراضية، فيستخدم كل شخص (الآفاتار) الذى يتمنى أن يكون عليه ويتعامل داخل هذا العالم الجديد بشخصيته المتغيرة بين الحقيقية والافتراضية.
قد يذهب هذا العالم إلى أبعد من ذلك لمعايشة ليس فقط الأحياء بل الأموات أيضا، فيتم استخدام جميع البيانات الموجودة لشخص قد توفى فى بناء شخصية افتراضية عنه، تستخدم صوره وفيديوهاته وصوته وعبر نظام ذكاء اصطناعى يتم إنشاء شخصية افتراضية له تستمر فى عالم الميتافيرس حتى بعد موته، وإذا ما أصبح الأفراد يشعرون أنهم بدئوا يملكون هذا العالم الجديد ووجدوا فيه حريتهم المطلقة وأحلامهم المحققة فسيفيقون على كابوس أنهم أصبحوا مُسخَرين فى ديكتاتورية شركات التكنولوجيا العملاقة فلا هم يستطيعون الخروج من عالمهم المصطنع ولا يستطيعون العودة إلى عالمهم الطبيعى القديم.
التعليقات