من يتحمل المسئولية؟! - ناجح إبراهيم - بوابة الشروق
الجمعة 13 ديسمبر 2024 10:43 ص القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

من يتحمل المسئولية؟!

نشر فى : الجمعة 27 نوفمبر 2015 - 10:25 م | آخر تحديث : السبت 28 نوفمبر 2015 - 12:59 م

● يتحمل قابيل «ابن آدم الأول» جزءا من مسئولية الدماء التى تراق على ظهر الأرض حتى قيام الساعة. وقد أوضح ذلك رسول الله «صلى الله عليه وسلم» فى حديثه «ما من قتيل يقتل على وجه الأرض إلا وكان على ابن آدم الأول كفل منه». فهناك متوالية هندسية للدماء فنقطة تؤدى إلى اثنين لأربع لثمانى لست عشرة نقطة وهكذا. وقد نص القرآن على هذه المتوالية فى قوله تعالى «مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِى الْأَرْضِ فَكَأَنَمَا قَتَلَ النَاسَ جَمِيعا». «وقابيل هو أول من بدأ هذه المتوالية».

● والغريب أن اسم قابيل «القاتل» منتشر بين أبناء الشعب المصرى، فى حين أن هابيل المقتول والمظلوم لا يتسمى به أحد. ويبدو أننا نعشق القوى حتى وإن كان ظالما.

● ويتحمل الخوارج سن سنة تكفير الحكام وقتلهم التى فشت بعد ذلك فى المجتمعات العربية والإسلامية. كما يتحملون جزءا من مسئولية ضياع الخلافة الراشدة إلى غير رجعة، لقتلهم الخليفة العظيم «على بن أبى طالب» وظلمهم له، رغم أنه لم يظلمهم.

● يتحمل سيدنا معاوية بن أبى سفيان الجزء الأكبر من مسئولية تحويل الخلافة الراشدة بما تحمله من كل معانى العدل السياسى والاجتماعى ومحاسبة الحاكم لنفسه وأقاربه وعماله إلى ملك عضوض. ولا يعنى ذلك أننا لا نوقر معاوية أو ننسى فضل صحبته للرسول «صلى الله عليه وسلم» وأن الصحابة جميعا من أهل الجنة. ولكن مسئوليات الدنيا وتبعاتها السياسية تختلف عن الآخرة التى هى ملك لله وحده سبحانه.

● أتحمل أنا ناجح إبراهيم جزءا من مسئولية الأخطاء الفكرية والعملية التى وقعت فيها الجماعة الإسلامية فترة من الزمان. وانطلاقا من تحملى لهذه المسئولية، قمت مع إخوانى بأكبر عملية مراجعة فكرية وعملية وواقعية فى تاريخ الحركة الإسلامية المعاصرة. ولم أغادر سفينة الجماعة الإسلامية إلا بعد أن رست على شاطئ النجاة فكريا وإنسانيا، وخرج كل أبنائها من السجون واستقلت منها وهى فى عز مجدها وفى وقت كان يتزلف الناس إليها والدنيا والسلطة بين يديها لكى أغرد مستقلا وحرا على أغصان الدعوة إلى الله دون الانطواء تحت لواء جماعة أو حكومة أو منصب رسمى أو حزبى.

● وقد قاد الشق الإدارى والعملى فيها الشيخ كرم زهدى. وتوليت قيادة تصحيح الفكر والمفاهيم. فوقفت عند كل فكرة خاطئة كنت أو كنا عليها فحاولت تصويبها. ولم أقتصر على ذلك بل تأملت أفكار القاعدة الخاطئة فعمدت إلى تصويبها. وكانت القاعدة قد بدأت التفجيرات سواء فى 11 سبتمبر أو فى الرياض أو بالى بإندونيسيا أو الدار البيضاء أو عمان أو غيرها، وبدأت أفكارها التكفيرية والتفجيرية تظهر للعيان.

● ثم تناولت كل قضايا التكفير والحاكمية، فعالجتها فى مجموعة كتب كثيرة أثنى عليها كبار العلماء وفى مئات المقالات والدراسات. ثم أخيرا تناولت أفكار «داعش» بالتصويب والتصحيح، لأن تصحيح الفكر من وجهة نظرى أهم وأبقى من كل شىء. وقد حرصت على أن ينطلق ذلك التصحيح من ثوابت الإسلام وأن يظهر نقاء الإسلام وصفاؤه ورحمته وشموليته.

● تتحمل القاعدة مسئولية تفجير برجى التجارة فى 11 سبتمبر وكل ما نتج عنها من آثار مدمرة وخاصة احتلال أفغانستان وقتل وجرح قرابة ربع مليون أفغانى لا ناقة لهم ولا جمل فيما فعلته القاعدة فى 11 سبتمبر. فلا حكومة أفغانستان ولا شعبها كان يعرف شيئا عما تنتويه القاعدة أو تخطط له. وخطأ الملا عمر هو استضافة القاعدة ثم تركها بعد قيامها دون علمه أو إذنه بتفجيرات سفارتى أمريكا بكينيا وتنزانيا أو تفجير «المدمرة كوول» انطلاقا من بلاده.

● والغريب أن قادة القاعدة تركوا الشعب الأفغانى لمصيره المظلم قبل الغزو الأمريكى وذهبوا إلى باكستان، وهناك اصطادتهم المخابرات الباكستانية والطائرات الأمريكية.

● يتحمل الحكام الديكتاتوريون فى بلاد المسلمين بالمشاركة مع الحركات الإسلامية المسلحة التى تنتهج التكفير والتفجير والاغتيال مسئولية غياب الديمقراطية والحريات العامة واستمرار التعذيب وسياسات الإقصاء العنيفة واستمرار الفساد وتخلف المجتمع العربى.

● يتحمل بشار الأسد المسئولية الكبرى فى تحويل مسار الثورة السورية من مسار سلمى إلى مسار العنف والدماء. وذلك باستخدامه الأسلحة الثقيلة والطائرات ضد المتظاهرين العزل. ولو أنه ترك الحكم فى البداية لأحد معاونيه مع الوعد بانتخابات حرة نزيهة فى سوريا كما فعل «بن على» أو «مبارك» ما أصاب سوريا هذا الدمار والخراب والقتل.

● كما يتحمل «داعش» وجبهة النصرة والميلشيات الشيعية مع الأسد فى سوريا مسئولية كل الدماء التى أريقت هناك.. فقد غابت الحكمة والمسئولية والرحمة عن هؤلاء جميعا.

● نصف الذين كرهوا الشيعة تتحمل المليشيات الشيعية المتطرفة التى تقتل بالاسم وتذبح بالمذهب وتفجر مساجد السنة فى العراق وتحرق بيوت الأبرياء من المدنيين السنة دون ذنب جناه هؤلاء الذين ألقاهم حظهم الأسود والع ثر أن يقعوا بين مطرقة «داعش» التى لا ترحم وتكفر وتذبح بأدنى شبهة. وبين سندان المليشيات الشيعية وخاصة «الحشد الشعبى» الذى يقوم بعمليات تطهير عرقى واسعة النطاق للسنة.

● والغريب أنهم يذبحون السنة ويحرقون بيوتهم وهم يهللون «لبيك يا حسين»، وكأن الحسين الطاهر المطهر رمز العفو والإحسان ووراثة النبوة كان ينادى بذبح الناس فضلا عن السنة. وهو وآل البيت جميعا هم من علموا الناس العفو والصفح والإحسان والرحمة والرفق. ولكن الهوى السياسى قد أعمى الأبصار والقلوب. وكل هذه الميلشيات هى السبب الرئيسى فى تأجيج الصراع الشيعى السنى فى المنطقة. وهى لا تخدم مذهب الشيعة ولكن تخدم أطرافا سياسية بعينها.

● يتحمل «داعش» كل تشويه سيحدث للإسلام أو تضييق على المسلمين أوشك فى نياتهم أو عدم قبول اللاجئين العرب فى أوروبا. وسيترك الداعشيون مسلمى فرنسا وأوروبا فى الميدان وحدهم يكابدون حملات تشويههم وتشويه الإسلام. فإذا ما حققوا الحرية لأنفسهم مرة أخرى استغل الداعشيون الجدد هذه الحرية مجددا لتكرار المأساة.

التعليقات