• يظن الكثيرون أن وجود العرب فى مصر كان تابعا وتاليا لدخول الإسلام إليها، والحقيقة غير ذلك فالعرب موجودون بمصر قبل الإسلام، فكليوباترا تحالفت واستعانت بمالك بن عبادة ملك الأنباط العرب أثناء صراعها مع شقيقها.
• أما المؤرخ «ديودور الصقلى» المعاصر ليوليوس قيصر، فقد وصف عرب الصحراء الشرقية، وذكر أنهم يسكنون فى منطقة البحر الأحمر، وتحدث أكثر من مؤرخ عن علاقة العربان بالرهبان، وأن الأديرة كانت تبنى عادة فى الصحراء بجوار القبائل القوية التى تستطيع حمايتها، وكان الرهبان يعلمون القبائل التدين والروحانية.
• وعمرو بن العاص حينما قدم تاجرا تعرف إلى معظم العرب فى مصر، وهؤلاء هم الذين آووه وجيشه عاما كاملا منذ دخوله مصر وحتى فتحه «حصن بابليون» ففى هذا العام كله لم يرفع سيفا لأنه قابل فى طريقه لحصن بابليون قبيلة «بلى» فى سيناء، و«الطحاوية» و«الفضالة» فى الشرقية، وهذه القبائل هى التى أسست مع جيشه أول مسجد وهو مسجد «سادات قريش» وهو الآن فى بلبيس شرقية.
• وحينما خرج جيش عمرو من مصر لفتح إفريقية كان معظم جنوده من قبيلة الجميعات بالبحيرة.
• وطبيعة العربى أنه فارس يكر ويفر ويقاتل، أما طبيعة الفلاح المصرى المكث فى الأرض وحب السلام، وقد وجد العربى ضالته مع قدوم جيش عمرو وتوجهه لفتح شمال إفريقية لشرعنة نشاطاته فى الكر والفر والحرب وأنه سيؤجر عليها دينيا ودنيويا.
• ولعل سائلا يتساءل: أين عاش العرب فى مصر قبل الإسلام، والإجابة أنهم عاشوا فى الشرقية وسيناء والصحراء الشرقية وجبال البحر الأحمر، حيث كانوا يحمون التجار والقوافل ويقدمون لهم أدلاء الطريق.
• أما بعد الإسلام فإن معظم القبائل التى جاءت مع عمرو بن العاص استوطنت الفسطاط، أما القبائل الشامية فقد ورثت ضياع وأراضى الرومان وكلهم أهل زراعة وتحضر، أما الجزء الثالث فأكمل المسير مع عقبة بن نافع حتى بلاد المغرب.
• وقد استمرت الهجرات من الحجاز إلى مصر فى عام المجاعة وكذلك أيام الفتنة الكبرى، وأيام فتنة عبدالله بن الزبير حيث كان شقيقه مصعب حاكما لمصر.
• أما العدد الأكبر من العرب فقد جاءوا مع قيام الدولة العباسية حينما هرب مروان بن محمد آخر الخلفاء الأمويين إلى مصر.
• وقد ضاع نفوذ العرب السياسى فى عهد العباسيين فخلعوهم من الولاية وجعلوها للفرس والترك.
• أما الفاطميون فقد أزالوا نفوذ العرب المالى بعد السياسى وأحلوا محلهم البربر والمغاربة.
• وأكبر نزوح عربى لمصر وأفريقيا كان مع الهجرة الهلالية بقيادة السلطان حسن الهلالى سنة 390، وكانت عبر البحر الأحمر، واستقرت فى محافظات قنا وأسيوط وسوهاج والفيوم، ويحصيها بعض المؤرخين بمليون مهاجر.
• ثم استعان صلاح الدين الأيوبى بالعرب لكسر الفاطميين، ولعبوا دورا مهما مع قطز فى معركة عين جالوت.
• وبعد أن ضعف المماليك توترت العلاقة بينهم وبين قبائل العرب، ولكن الغلبة كانت للمماليك.
• وقد تحالف شيخ العرب همام مع بعض شيوخ فلسطين ضد المماليك والعثمانيين، وكلاهما كان يكره العرب.
• وعند قدوم الحملة الفرنسية نظم العرب أول مقاومة مسلحة لهم عند الساحل الشمالى للإسكندرية وأخرى بقيادة محمد المهدى فى الرحمانية سنة 1799، وقد استعان العرب بأولاد عمومتهم من فلسطين والحجاز وليبيا.
• وفى دمنهور ضريح الشيخ مجاهد النهارى «قائد حملة الحج الليبية» الذى رفض إكمال سيره للحج وحارب الفرنسيين قائلا «الجهاد فى مصر مع العرب خير من الحج فى مكة».
• وقد عرف محمد على قدر العرب وأكرم وفادتهم، فالعرب كانوا فى مصر قبل الإسلام وبعده.