عودة ترامب أكثر احتمالا.. أى عالم ينتظره وينتظرنا؟ - مواقع عربية - بوابة الشروق
السبت 21 ديسمبر 2024 6:34 م القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

عودة ترامب أكثر احتمالا.. أى عالم ينتظره وينتظرنا؟

نشر فى : الإثنين 29 يناير 2024 - 7:30 م | آخر تحديث : الإثنين 29 يناير 2024 - 7:30 م

نشر موقع 180 مقالا للكاتب سميح صعب، يقول فيه إنه بالنظر إلى اكتساح دونالد ترامب استطلاعات الرأى فى مواجهة جو بايدن، فإنه الأكثر احتمالا للوصول إلى البيت الأبيض، متناولا مواقف ترامب من الحروب والصراعات الحالية فى العالم... نعرض من المقال ما يلى:
باعتراف الرئيس الأمريكى جو بايدن، فإن الرئيس السابق دونالد ترامب، سيكون على الأرجح مرشح الحزب الجمهورى للانتخابات الرئاسية التى ستجرى فى 5 نوفمبر المقبل، وذلك بعد فوزين كاسحين حققهما ترامب فى الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهورى فى ولايتى أيوا ونيوهامبشر، وانسحاب حاكم فلوريدا رون ديسانتيس المبكر من السباق، لتبقى المندوبة السابقة لدى الأمم المتحدة نيكى هايلى، منافسته الجمهورية الوحيدة.
ثمة رهانات بأن ترامب سيتمكن من جمع العدد المطلوب من المندوبين لنيل الترشيح (2429) قبل نهاية مارس، بينما ينعقد المؤتمر العام للحزب الجمهورى لتسمية المرشح فى الفترة من 15 يوليو إلى 18 منه فى مدينة ميلووكى بولاية ويسكونسن.

الاستعداد للعودة الترامبية
لا يكتسح ترامب الانتخابات التمهيدية داخل الحزب الجمهورى فحسب، بل إن استطلاعات الرأى الأخيرة تظهر تقدمه على بايدن على المستوى الوطنى. وهذا ما يجعل عودته إلى البيت الأبيض احتمالا قويا، حيث بدأ حلفاء الولايات المتحدة وخصومها على حد سواء يأخذونه فى الاعتبار، ويستعدون له منذ الآن.
ومن المؤكد أن ترامب سيعود إلى عالم غير ذاك الذى تركه قبل أربعة أعوام. إنه عالم يغرق فى الحروب والنزاعات فى أكثر من منطقة. ووفقا لمعهد أوسلو للسلام، فإن عدد الصراعات القائمة على مستوى الدول يقترب من 50، وهو الرقم الأعلى منذ عام 1946.
فى خطاب له فى نيوهامبشر الأسبوع الماضى، قال ترامب: «نريد أن نساعد العالم إذا كان ممكنا.. لكن علينا مساعدة أنفسنا أولا. إن بلدنا فى وضع مريع». يعد هذا تكريسا لمبدأ «أمريكا أولا» الذى عمل بموجبه ترامب فى ولايته الأولى وتعزيزا لتيار الانعزال داخل الولايات المتحدة، وقاعدة لفرض أكبر قدر من التعريفات الجمركية على صادرات العالم إلى أمريكا، سواء من دول صديقة أو دول منافسة. يحب ترامب أن يصف نفسه بأنه «رجل التعريفات».
هذا الخطاب يخيف الشركاء فى أوروبا، برغم أن بعضهم بدأ يعد العدة منذ الآن للتعامل مع ترامب. الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون قال عندما سئل عن هذا الاحتمال قبل أيام، إنه «مستعد للتعامل مع من ينتخبه الشعب الأمريكى»، من دون أن ينسى فى محطة أخرى التذكير بأنه عمل سابقا مع ترامب الذى خصه الرئيس الفرنسى بأن يكون ضيف الشرف فى «يوم الباستيل» عام 2017.

وماذا عن الحروب؟
ولئن كان ترامب يأخذ على الدول الأوروبية أنها تحظى بالحماية العسكرية الأمريكية من دون أن تدفع شيئا فى المقابل، فإن ألمانيا ودولا أخرى أعضاء فى حلف شمال الأطلسى زادت من موازنتها العسكرية، فى خضم الحرب الروسية ــ الأمريكية. وبحسب بيانات لمجلة «الإيكونوميست» البريطانية، من بين 38 دولة حليفة فى الناتو ومنطقة آسيا، فإن أمريكا واجهت عجزا تجاريا مع 26 منها عام 2023، بينما هناك 26 دولة تنفق أقل من 2 فى المائة من إجمالى ناتجها القومى على الشئون الدفاعية!
هذان معطيان لا يتوافقان مع رؤية ترامب للعلاقات بين أمريكا وحلفائها. الرئيس الأمريكى السابق عندما كان فى البيت الأبيض قال بكل بفظاظة للمستشارة الألمانية السابقة أنجيلا ميركل، إن تكاليف الحماية الأمريكية لألمانيا بعد الحرب العالمية الثانية بلغت أكثر من 400 مليار دولار. ولم يتردد فى القول لرئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، إن حلف شمال الأطلسى عفا عليه الزمن وأنه عازم على سحب أمريكا منه.
سيجد ترامب ألمانيا مختلفة، مع إبرام صفقة بـ14 مليار دولار لشراء أسلحة أمريكية بينها مقاتلات «إف ــ 35»، ومع رصد 110 مليارات دولار لتحديث قواتها المسلحة، فضلا عن توقف ألمانيا عن استيراد غازها من روسيا، بعدما كان ترامب يأخذ على برلين تشييد خطى «نورد ستريم 1» و«نورد ستريم 2». فإن الخط الثانى لم يعمل أبدا بسبب اندلاع الحرب الروسية ــ الأوكرانية.
إذا عاد ترامب، سيكون فى مواجهة الحرب الروسية ــ الأوكرانية التى يكرر أنه يريد وضع حد لها بسرعة، وبأن هذه الحرب لم تكن لتنشب لو كان هو فى البيت الأبيض. لم يخف الرئيس الأوكرانى فولوديمير زيلينسكى توجسه من هكذا لحظة بقوله للقناة الرابعة فى التلفزيون البريطانى قبل أيام: «إنه أمر خطير جدا هذا الذى يقوله ترامب»، محذرا من إبرام صفقة بين ترامب وفلاديمير بوتين من دون التشاور مع أوكرانيا.

فرحون.. قلقون!
فى المقابل، ستبعث عودة ترامب ارتياحا لدى بوتين الذى سيعتبر معاودة الاتصال مع الولايات المتحدة، مكسبا كبيرا لروسيا وخروجا من عزلتها فى الغرب، لأن الدول الأوروبية عندها ستحذو حذو أمريكا، عندما تدرك أنها لن تكون قادرة وحدها على تحمل عبء الحرب.
كما فى أوروبا، كذلك فى آسيا، حيث يشعر الحلفاء بالقلق. وتخشى كوريا الجنوبية واليابان أن يسلك الرئيس السابق مسلكا متهاونا مع الصين بخلفية تجارية (وهذا احتمال مستبعد لأن ترامب سيفرض فورا زيادة 10 فى المائة على الواردات من الصين). ومعلوم أن بايدن عمل بقوة على إزالة الخلافات بين كوريا الجنوبية واليابان فى سبيل مواجهة الصين، وتمكن من عقد قمة تاريخية فى كامب ديفيد بين الرئيس الكورى الجنوبى يون سوك يول ورئيس الوزراء اليابانى فوميو كيشيدا فى أغسطس الماضى. وزود بايدن أستراليا بغواصات تعمل بالطاقة النووية، وكان الرئيس الأمريكى الوحيد الذى قال علانية إنه سيساعد تايوان فى حال تعرضت لغزو صينى. أما ترامب فيتهم الجزيرة بأنها سرقت صناعة أشباه الموصلات من الولايات المتحدة ويتوعد باتخاذ إجراءات ضدها.
وتخشى سيول وطوكيو قيام ترامب بخطوات غير متوقعة، كتلك التى اتخذها إبان ولايته، عندما اجتمع مرتين بالزعيم الكورى الشمالى كيم جونج ــ أون.

شرق أوسط متفجر
وسيجد ترامب أن الشرق الأوسط قد تبدل عن ذاك الذى غادره قبل أربعة أعوام. هناك منطقة تتشكل من جديد بفعل الإخفاق غير المسبوق الذى واجهته إسرائيل فى السابع من أكتوبر، يوم اخترقت «حماس» غلاف غزة فقررت إسرائيل الرد بحرب مدمرة لا يبدو أن نهاية قريبة تلوح لها فى الأفق.
هل ينجح بايدن فى ما تبقى من فترة ولايته فى فرض حل الدولتين على رئيس الوزراء الإسرائيلى؟ هذا احتمال مستبعد إلى حد كبير، وتاليا يستدعى ذلك سؤالا لا يقل إلحاحا ماذا سيفعل ترامب فى مواجهة شرق أوسط متفجر؟
الأمر الذى لا يختلف عليه اثنان هو أنه سيزيد من الدعم لإسرائيل، سواء أكان بنيامين نتنياهو فى السلطة أو أتى أى رئيس وزرا ء إسرائيلى آخر، ولن يصدر عن البيت الأبيض أى كلام عن حل الدولتين؛ لذا من المرجح العودة إلى «صفقة القرن» أو ما يشبهها مع الضغط على الدول العربية لاستكمال التطبيع مع إسرائيل.
تاليا، سيعمد ترامب للعودة إلى سياسة «الضغوط القصوى» على إيران، لحملها على تقييد برنامجها النووى والحد من نشاطاتها الإقليمية. ومع ذلك سيواجه ترامب إيران أكثر تحالفا مع الصين وروسيا ولن يسهل ذلك عليه مهمته.
وبرغم أنه لا يمكن الجزم بأى حال من الأحوال بعودة ترامب، فإن تدنى شعبية بايدن إلى مستويات قياسية وكبر سنه واستياء التيار اليسارى فى الحزب الديموقراطى من سياساته ومن تحول بعض شرائح المجتمع الأمريكى عن تأييده حتى فى أوساط البيض من خريجى الجامعات أو فى أوساط السود، وتصاعد تيار العزلة، والعداء المتزايد للمهاجرين (تحول الجدار مع المكسيك حجر الزاوية فى كل حملات ترامب)، كلها عوامل تصب لمصلحة ترامب رئاسيا.
فى معرض التهكم، أوردت صحيفة «وول ستريت جورنال» تعليقا للناطق باسم الحكومة الأوغندية أوفونو أوبوندو: «إننا نرحب فعلا بعودة ترامب إلى الرئاسة.. ففى ولايته الأولى كانت التدخلات الأمريكية فى الخارج بالحد الأدنى.. كما أنه يثبت أن أمريكا لم تعد مختلفة عن إفريقيا.. ترامب لم يعترف بهزيمته فى الانتخابات. وهو يواجه العديد من الاتهامات الجرمية. وهذا هو الشىء الذى كانت أمريكا تتهم به القادة الأفارقة»!

النص الأصلي

التعليقات