هكذا فارقنا رمضان؟ - ناجح إبراهيم - بوابة الشروق
الخميس 26 ديسمبر 2024 2:29 م القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

هكذا فارقنا رمضان؟

نشر فى : الجمعة 29 أبريل 2022 - 9:35 م | آخر تحديث : الجمعة 29 أبريل 2022 - 9:35 م
آه يا شهر رمضان، هل هان عليك الفراق إننا سنشعر باليتم بعدك.
آه أيها الشهر الكريم سيشعر الأولاد الصغار بعدك بالحزن والألم، كانوا سعداء فى ليلك فرحين حتى بعد صلاة الفجر، يلعبون الليل كله وبعد الفجر، الشوارع آمنة مطمئنة.
آه يا شهر رمضان ستبكيك المساجد لأنها ستصبح شبه خاوية على عروشها، ستشتاق إلى رواد الفجر الذين كانوا يملأون المسجد، ستشتاق إلى صلاة القيام وأهلها.
آه يا شهر رمضان ستبكى المصاحف على فراقك، ستعود مرة أخرى إلى الرفوف، ستعود للإغلاق مرة أخرى، سيهجرها المسلمون مرة أخرى.
آه يا شهر رمضان سيبكيك الفقراء الذين عاشوا فى رغد وأكلوا اللحوم طوال الشهر وتجمع الخير لديهم من الكرماء والمحسنين، لقد شعروا بآدميتهم وكرامتهم فى رمضان، والآن سيفتقدون أيامك الجميلة وبركاتك وأرزاقك الواسعة.
آه يا شهرنا الكريم سيحزن عليك كل التجار سواء تجار الأغذية أو محلات الملابس والأحذية والذين ربحوا فى هذا الشهر الكريم أضعاف أضعاف أشهر السنة، فسعدوا وأسعدوا أسرهم بعد طول ركود وكساد.
آه يا شهرنا الكريم سيفتقدك الأيتام والمعوقون والسجينات الغارمات، وكلهم عاش أسعد أيامه فى رمضان .
آه يا شهرنا الكريم، كم أسعدت الأسر وجمعت شملها وقربت بين المختلفين وأصلحت بين المتخاصمين ونشرت الرحمة والعفو والرفق بين الناس.
آه يا شهرنا الكريم سيشتاق الناس إلى أخلاقك وقيمك بعد أن امتنع المدخنون عن التدخين فى المترو والمواصلات العامة، وحتى العصاة امتنعوا عن المجاهرة بالفطر فى رمضان، سيفتقدك الحياء الذى أحبك من كل قلبه.
آه يا شهرنا الكريم لقد اشتاق المعتمرون على أيامك، صيام بالنهار، إفطار جماعى فى الحرم النبوى والمكى، قيام الليل، وتهجد فى الحرمين، اعتكاف فيهما، عبادة وتواصل ومحبة وطاعة وقيام، ومغانم دينية ودنيوية للجميع، فشركات الطيران والسياحة تنتظرك كل عام، وكل المطاعم والمتاجر فى المدينة ومكة تنتظرك، الجميع انتظرك يا رمضان، الجميع اشتاق إليك، فإذا بك ترحل فجأة ودون سابق إنذار.
ما هذا يا رمضان، لماذا فارقتنا سريعا، لماذا تركتنا هكذا دون سابق إنذار، لماذا تغادرنا فجأة، إننا كالأيتام بعدك، لقد عشنا فى رحابك وكأننا فى حلم جميل، أفقنا منه على كابوس كبير.
يا شهرنا الكريم شكرا لك فقد علمتنا، أدبتنا، هذبتنا، وصلت رحمنا وأنرت قلوبنا وقربتنا من ربنا ومن الناس ومن الدين.
يا شهرنا الكريم طبت وطابت أيامك، ونشكرك من كل قلوبنا، ونشكر الرب العظيم الذى هدانا إليك ووهبك نعمة لنا، وكل عام وأنتم بخير، وتقبل الله منا ومنكم، اللهم بلغنا رمضان أعواما كثيرة وأزمنة مديدة ووفقنا لصيامه وقيامه إيمانا واحتسابا، وأعده على بلادنا بالخير والبركة والبر والأمن والأمان.
التعليقات