إسرائيل في ورطة.. المقاومة في صعود - مواقع عربية - بوابة الشروق
السبت 21 ديسمبر 2024 4:36 م القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

إسرائيل في ورطة.. المقاومة في صعود

نشر فى : الثلاثاء 29 أغسطس 2023 - 7:25 م | آخر تحديث : الثلاثاء 29 أغسطس 2023 - 7:25 م

مع اقتراب الذكرى الثلاثين لاتفاقات أوسلو، نشر موقع الهدف الفلسطينى مقالا للكاتب عصام نعمان، عرض فيه جانب من آراء بعض كبار الكتاب والمعلقين السياسيين الإسرائيليين حول الوضع الراهن فى إسرائيل. فكما ورد فى العديد من الصحف والمراكز الإسرائيلية، يتخوف العديد من الكتاب والباحثين من تداعيات سياسات الحكومة اليمينية الإسرائيلية المتطرفة وتصاعد المقاومة الفلسطينية وانعكاس هذا التطرف على صورة إسرائيل أمام المجتمع الدولى.. نعرض من المقال ما يلى:
بعد نحو أسبوعين، تحيى «إسرائيل»، «من دون طبول وأبواق»، على حد قول أحد كبار مفكريها، الذكرى الثلاثين لاتفاقات أوسلو (1993/9/13). المناسبة المهمة فجرت نقاشا داخليا حادا فى الكيان الصهيونى، شارك فيه كثيرون من قادة الرأى والكتاب والمعلقين السياسيين فضلا عن الصحف ووسائل التواصل الاجتماعى. أحد هؤلاء صارح الآخرين بقوله «إن إسرائيل اليوم فى ورطة».. لماذا؟ لعل الجواب أو الأجوبة المطلوبة نستخلصها، ولو باختصار، مما أدلى به المشاركون فى النقاش الداخلى الحاد.
لنتفحص، فى البدء، الهدف المركزى لقادة الكيان الصهيونى فى هذه الآونة.
ميخائيل ميليشتاين، رئيس قسم الدراسات الفلسطينية فى جامعة تل أبيب، يؤكد أن جميع الجهود المتعددة الأبعاد تهدف إلى محو الخط الأخضر بين الكيان الصهيونى والأراضى الفلسطينية المحتلة، وفرض السيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية بالتدريج، وأن ذلك يؤدى إلى نشوء «واقع دولة واحدة، فيها شعبان لديهما مكانتان مدنيتان منفصلتان. وفى واقع تلغى فيه كل الحدود المادية التى تفصل بين العرب واليهود، فإن عمليات أمنية صعبة كتلك التى نفذت فى 2023/8/19 فى حواره ستكون هى الروتين اليومى. وفى أعقابها، من المتوقع أيضا أن تجرى اشتباكات عنيفة بين المجتمعين اللذين يعيشان فى إطار نموذج بلقانى دام» (موقع N12،2023/8/20). المحلل العسكرى عاموس هرئيل يعتقد أن «إسرائيل» «تواجه حاليا صعودا للمقاومة الفلسطينية فى الضفة الغربية، يتسرب جزء منه إلى داخل الخط الأخضر. وإذا كان 80 فى المائة من منفذى عمليات المقاومة يأتون من شمال الضفة الغربية، لا سيما من منطقة نابلس وجنين، تزداد المؤشرات الدالة على تمدد المقاومة إلى مناطق أخرى مثل الخليل وطولكرم. ومما يساعد فى تصعيد التوتر أيضا الهجمات الانتقامية التى يقوم بها إرهابيون يهود. كما يساهم فى تأجيج النيران وجود وزراء وأعضاء كنيست من الإئتلاف الحكومى يشجعون مثل هذه الأعمال علنا (...) ويصادف هذا التصعيد ولاية أكثر الحكومات تطرفا ووحشية فى تاريخ إسرائيل. فالوزراء أنفسهم وأعضاء الكنيست، الذين هاجموا الحكومة السابقة بسبب ازدياد عمليات المقاومة فى عهدها، يبحثون اليوم عن عنوان لتحميله المسئولية» (صحيفة «هاآرتس»، 2023/8/22). هل تؤدى الانتقادات سالفة الذكر وغيرها إلى تغيير فى سياسة حكومة نتنياهو إزاء الفلسطينيين؟
تقول صحيفة «معاريف» (2023/8/22) إنه فى تقدير مصادر رفيعة المستوى سيؤدى التشدد حيال الفلسطينيين، ووضع حواجز إضافية لمنع انتقالهم للعمل داخل إسرائيل، وخفض عدد تصاريح العمل فيها، سيؤدى ذلك كله إلى معارضة دولية، من طرف الولايات المتحدة أولا وقبل أية جهة أخرى. ويبدو من أحاديث مسئولين حكوميين أن التقدير هو أنه ليس فى إمكان إسرائيل تغيير سياسة شاملة فى ظل الوضع الراهن، ولاسيما العلاقة مع السلطة الفلسطينية».
ماذا يمكن استخلاصه من مجمل هذه الآراء والمواقف؟
لنترك إلى رئيس قسم الدراسات الفلسطينية فى جامعة تل أبيب، ميخائيل ميلشتاين، أن يدلى بالخلاصة المطلوبة. يقول إنه «سيكون من الضرورى أن يبدأ المجتمع والقيادة (الإسرائيليان) حوارا بشأن الموضوع الفلسطينى الذى لا تقل أهميته عن أهمية الموضوع القضائى، بل يمكن أن تكون الأهم. وعلى هذا الحوار أن يكون خاليا من أوهام اليوتوبيا، ويرتكز إلى المعطيات (خصوصا فى الموضوع الديمغرافى) مترافقا مع الإدراك بأن الزمن لا يلعب لمصلحة أى من الأطراف الإسرائيليين. وعلى المجتمع الإسرائيلى أن يفهم أنه إذا وصلنا إلى نقطة اللاعودة، أى إلى الدولة الواحدة، فسيكون على إسرائيل أن تكون إما يهودية وإما ديمقراطية، ولكن لن يكون ممكنا الاستمرار فى وجود هذين المكونين الأساسيين فى الوقت نفسه».
فى هذا السياق، تبدو المؤسسة الأمنية أكثر تشاؤما. ذلك أن صحيفة «يديعوت أحرونوت» (2023/8/22) تنسب إلى المؤسسة الأمنية تقريرا جاء فى خلاصته أنه «من دون حل للنزاع (مع العرب)، سيكون المستقبل مظلما: كيف نمنح الأمان لقرابة نصف مليون يهودى يعيشون وسط ثلاثة ملايين فلسطينى؟ هذه المهمة تكاد تكون مستحيلة فى الواقع الحالى».
أجل، إنها مهمة مستحيلة فى وقت تحولت الضفة الغربية، بل فلسطين التاريخية برمتها، إلى ساحة مقاومة متصاعدة، تتفجر فيها كل يوم عملية كفاحية أو استشهادية يعجز جيش الاحتلال عن اعتقال منفذيها، وإذا تمكن فعلا، يكونوا قد أضحوا شهداء أو شهيدات فى صدام غير متكافئ مع عدو وحشى.
وعليه، لا غلو فى القول إن «إسرائيل» فى ورطة تنزلق خلالها تدريجا إلى ما هو أسوأ، فيما المقاومة الفلسطينية فى صعود تدريجى إلى ما هو أعلى، إلى التحرير والعودة.

النص الأصلي

التعليقات