- إيه اللي فكرك بالموضوع ده؟ الناس نسيت حكاية نيوزيلاندا خلاص.
- الموضوع مالوش علاقة بالجريمة لكن بصورة المسلم خارج العالم الإسلامي.
- مش فاهمة.
- بعد كل أزمة أو حادث تبحث التليفزيونات العالمية عن "وجه مسلم" لاستكمال شكليات التوازن في عرض الموضوع والحصول على يمكن تسميته بـ"وجهة نظر الجالية المسلمة".
- وده يزعل في إيه؟
- الناتج يزعل. البحث في النهاية يسفر عن شخص كل إسهامه إن "شكله مسلم جدا". محجبة أو منقبة، أو شيخ ملتحي عادة بيكون إمام جامع أو واجهة لتجمع ديني.
- عجايب! يجيبوا مين يتكلم؟ رقاصة؟!!
- مش بالضرورة، لكن "تنميط" المسلمين بالشكل ده مضر على المدى البعيد. اللي يتكلم عن المسلمين ويشرح قضاياهم مش بالضرورة يكون"شكله مسلم محترف". الأهم إنه يكون مسلم متفوق في مجاله ومندمج في المجتمع. صورة المسلم مش لازم تبقى صورة راجل بدقن وجلباب باكستاني أو سيدة منتقبة أو محجبة. ولو فيه ميل غربي لتنميط صورة المسلم لازم نقاومه ونفرض صورة تانية: أستاذ جامعة أو طبيب متفوق في مجاله. مدرسة أو مهندسة أو معمارية معروفة.
- دول مسلمين ودول مسلمين. ما تفرقش!
- لأ تفرق. فيه فرق بين استيعاب العالم لك كإنسان مندمج في مجتمعك لا اختلاف بينك وبين الآخرين سوى في طقوس عبادتك، وبين إنه يستوعبك كـ"طائفة" لها خصوصية في الزي والعادات، "يستحملها" ويشجع "الحفاظ عليها" كجزء من التنوع والتعددية. لو الجاليات رسخت صورة ذهنية مخالفة باعتبارها جزء من نسيج المجتمع ، مش ملحق عليه، هتكفل لنفسها درجة مختلفة من الاستيعاب والحماية.
- انت عامل اللفة دي كلها عشان ضد الحجاب والمظاهر الإسلامية في الزي والشكل؟
- أنا مش ضد اختيار أي شخص لطبيعة شكله وزيه. لكن ضد التنميط سواء كان مفروض علينا أو كان بعضنا بيشجعه لإنه عاوز يحتكر الدين لمظهره. المسلمين أشكال وألون ومحدش يقدر يشكك في إسلام حد. يعني التنوع موجود بالفعل. والإسلام عقيدة وسلوك ومعاملات قبل ما يكون دقن أو طرحة وجلابية. فكر في الصورة الذهنية عن اليهود في العالم وازاي انها مرتبطة بعلماء ومفكرين وفنانين ومبدعين في مقابل صورة المسلم.
- على فكرة كلامك جارح لكل الجماعات الإسلامية أو اللي شايفين ان الإسلام دين ودنيا.
- أكيد بتهزري. الإخوان نفسهم ما يقدروش يعترضوا على الكلام ده. فاكرة لما كان لهم منصة وقناة الجزيرة بتنقل ما يقال عليها لحظة بلحظة؟ المتحدثون على المنصة في البداية كانت صورتهم مطابقة للصورة المنتشرة للمسلم المتطرف. ذقون ضخمة ووجوه عابسة وخطاب ترهيبي إقصائي، أمام خلفية خضراء عليها سيفين. عندما أدرك الإخوان أن العالم يتابع ما يجري طلبوا نصحية مختصين في التواصل الجماهيري. بين يوم وليلة انقلب الحال. اختفى السيفان والخلفية، وغابت الذقون، واحتل المنصة شبان يتحدثون الإنجليزية والألمانية. بل وظهرت سيدة قبطية ضمن المتحدثين. أما الفتيات فحدث ولا حرج. توارى الحجاب الذي كان للجماعة الدور الأكبر في نشره والإيحاء بأنه شرط من شروط الالتزام الديني، وظهرت "متبرجات" كاشفات الشعور ومرتديات البنطلون اللي أحيانا كان "محزق" للغاية. اتخذ وقتها قرار بتغيير متعمد للصورة الذهنية والإيحاء بتبني الجماعة لتعددية تخالف حقيقة فكرها.
- وانت عاوزنا نكذب؟
- أنا أرد فقط على تصورك إن الجماعات المتأسلمة هيزعلهم كلامي. وأطالب بمساهمة فعالة للقضاء على احتكار صورة المسلم وتشكيل صورة أكثر صدقا (وليس كذبا) له. وبدل ما الأذهان تنصرف لملتحي أو منقبة عند ذكر الإسلام والمسلمين، تتحول تلقائيا لأشخاص بيمثلوا إنجازات ونجاحات ساهمت بشكل فعال في تطور مجتمعات الغرب.