إيطاليا: كل شىء يجب أن يتغير! - حسن المستكاوي - بوابة الشروق
الأربعاء 3 يوليه 2024 12:57 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

إيطاليا: كل شىء يجب أن يتغير!

نشر فى : الأحد 30 يونيو 2024 - 6:00 ص | آخر تحديث : الإثنين 1 يوليه 2024 - 2:04 ص

 ** فوز ألمانيا على الدنمارك مفهوم، لكن خسارة إيطاليا أمام سويسرا مفاجأة كبيرة. فخروج حامل اللقب من دور الستة عشر أمر يمثل علامة استفهام، وخروج إيطاليا صاحبة التاج فى تاريخ الكرة الأوروبية أمر يمثل علامة استفهام. وتفوق مراد ياكين، مدرب سويسرا، على لوتشانو سباليتى علامة استفهام ثالثة. والصحف الإيطالية لم تصمت وتعاملت مع الخروج بانتقادات عنيفة: «فريق جبان». «كل شىء يجب أن يتغير». «أسوأ أداء».

** بالطبع اعترف مدرب إيطاليا سباليتى أنه المسئول، وسوف يعتذر لاعبو الفريق عن الخروج، فى ظاهرة اعتذارات المهزوم فى كرة القدم وفى الرياضة الجديدة على هذا النشاط، فقديمًا كان الأبطال والفرق والمدربون يلعبون ويفوزون ويخسرون، بدون رفع رايات النصر مبالغة، ولا يحنى المهزومون رءوسهم خجلًا ويعتذرون، كما يحدث الحال الآن. فقد تغير الحساب وتغير الجمهور، وعلت فكرة تأثير الانتصارات فى حلبات الرياضة على فكرة كبرياء الأمة. ورسخ هذا التطور فكرة أخرى قديمة جدًا عن الرياضة بأنها «الحرب المشروعة» أو الحرب الشريفة. والفوز يمثل غريزة إنسانية فى تلك الحرب؟!

** أداء إيطاليا من بداية البطولة ظل بطيئًا، ويكفى مراجعة سرعة الفريق السويسرى فى الضغط والتحرك. وهو الأمر الذى حرم لاعبو إيطاليا من الهجوم الإيجابى والمؤثر. وباعتراف سباليتى نفسه حين وصف لاعبيه بأن سرعاتهم فى الإنطلاق والتحرك ضعيفة للغاية. ولم تنجح تغييراتة الستة عن مباراته فى بث الروح واللياقة والحركة فى الفريق عن مباراته السابقة أمام كرواتيا التى عاد خلالها بالتعادل فى الدقيقة 98 فأصاب الكروات بصدمة درامية حقيقية (تغييرات سباليتى منها تغيير فى التشكيل الاساسى فى البداية وخمسة تغييرات خلال المباراة).

** بالنسبة لمراد ياكين، كانت المباراة بمثابة انتصار تكتيكي بنظام ضغط قوى. وغالبًا ما كان ريكاردو رودريجيز المدافع الثالث فى الجانب الأيسر يتقدم من منتصف الملعب ليشكل جبهة مع ميشيل أيبيشر وفارجاس، مسببًا الارتباك للفريق الإيطالى من هذا الجانب الذى جاء منه الهدفين من كما تم تحييد فيديريكو شييزا إلى حد كبير باعتباره تهديدًا هجوميًا.. ولم تكن سويسرا أفضل فحسب، بل كانت أكثر شجاعة، ولم تكن أسرع فحسب، بل كانت أكثر مهارة.

** برر سباليتى ما جرى بأن الفريق يعانى من ندرة اللاعبين المناسبين والجاهزين، وأن هناك تأثيرًا كبيرًا للحرارة والإرهاق، وأوجه القصور البدنية، وحتى مستوى إنتاج المواهب فى كرة القدم الإيطالية. يمثل مشكلة للعبة اليوم وغدًا. وقد كانت النتيجة الواضحة فى المواقف الدفاعية الإيطالية فى مواجهة الهجمات السويسرية أن الدفاع الإيطالى يشير باستمرار إلى بعضهم البعض، وأن هناك مهاجمًا لم يلمس الكرة ولو مرة واحدة فى نصف ملعب الخصم حتى الدقيقة 48، وخط وسط بدا وكأنه حائر لايعرف ماذا يفعل؟ نيكولو فاجيولى، المكلف بدور جورجينيو فى خط الوسط، لم يكن موفقًا والمدافع جيانلوكا مانشينى أيضًا لم يكن موفقًا وستيفان الشعراوى لعب 45 دقيقة دون أن يفعل شيئًا.

** فوز ألمانيا على الدنمارك مفهوم ببراعة هافرتس الذى سجل من ضربة جزاء وجمال موسيالا صاحب الهدف الثانى فى التحرك والمراوغة وصناعة المساحات، بينما لم يبدأ فريتز المباراة وكذلك نيكلاس فولكروج، وكلاهما شارك فى الشوط الثانى. فى المقابل انتقد الدنماركيون قانون لمسة اليد الذى منح الألمان ضربة الجزاء. والواقع أنه كانت هناك تقارير خلال الموسم الأوروبى المنتهى أشارت إلى سخط العديد من المدربين على قانون لمسة اليد.. إلا أنه فى النهاية كان الرعد والبرق والغيوم التى تزين سماء الملعب تشير إلى أنه يوم الألمان بالنسبة لأهل الدنمارك.. هارد لك إريكسن!

حسن المستكاوي كاتب صحفي بارز وناقد رياضي لامع يعد قلمه وكتاباته علامة حقيقية من علامات النقد الرياضي على الصعيد العربي بصفة عامة والمصري بصفة خاصة ، واشتهر بكتاباته القيمة والرشيقة في مقالته اليومية بالأهرام على مدى سنوات طويلة تحت عنوان ولنا ملاحظة ، كما أنه محلل متميز للمباريات الرياضية والأحداث البارزة في عالم الرياضة ، وله أيضا كتابات أخرى خارج إطار الرياضة ، وهو أيضا مقدم برنامج صالون المستكاوي في قناة مودرن سبورت ، وهو أيضا نجل شيخ النقاد الرياضيين ، الراحل نجيب المستكاوي.