• هاجم الجيش الإسرائيلى فى البداية شمال غزة فأمر السكان المدنيين بالرحيل إلى ما أسماه «المناطق الإنسانية الآمنة» وهى رفح، حمل كل فلسطينى أولاده الصغار وبعض ملابسه وأغراضه وذهب إلى الجنوب، فى الطريق اصطادتهم رصاصات القناصة الإسرائيلية وقذائف الطائرات المسيرة، استشهد وأصيب البعض، نجا البعض الآخر، لم يجد أكثرهم مكانا فى رفح، نصبوا خيامهم البالية من البطاطين وأكياس البلاستيك، ضن عليهم العالم حتى بالخيام الجيدة الحديثة، طحنهم الجوع، واجتاح البرد القارص عظامهم، غمرهم مطر الشتاء، لم يجدوا طبا ولا دواءً فقد دمرت إسرائيل 22 مستشفى وقتلت وجرحت واعتقلت معظم الطواقم الطبية، وقامت بمجزرة عند كل مستشفى، وما المقبرة الجماعية عند مجمع الشفاء الطبى منا ببعيد.
• رضى سكان الشمال والوسط المهجرين بالجوع والعطش والمرض، رضوا بأن يعيشوا فى خيام تعود إلى القرون الأولى، لم يجدوا مكانا آدميا لقضاء الحاجة أو الاستحمام، رضوا بكل المآسى شريطة أن ينأوا بأولادهم عن هذا القصف الإسرائيلى المجنون من الجو والبر والبحر .
• أحفاد قتلة الأنبياء لم تهتز لهم شعرة يوما بقتل أكثر من 26 ألف فلسطينى وجرح وإعاقة قرابة مائة ألف أخرى، وأسر عشرات الآلاف فى غزة وحدها، وتدمير منازلهم بالكامل وحرق ما تبقى منها، محرقة عنصرية حقيقية لم يشهد العالم لها مثيلا.
• ظن مهاجرو غزة أن العالم سيضغط على إسرائيل لمنعها من دخول رفح ولكن هيهات هيهات.
• استيقظ سكان مخيمات رفح على قذائف الطائرات تنهال عليهم، النار تشتعل فى خيامهم الهشة، النار تطال كل شىء، احترقت أغراضهم مع خيامهم، ثم احترقت وتفحمت أجسامهم وأولادهم بعد أن وصلت النار إلى مترين، ظنوا أنهم يعيشون «أهوال القيامة» وإذا كان كل شىء قد تفحم فما بالنا بالبشر الذين تحولوا إلى مجرد عظام فقط.
• تصور رجل يرى أولاده جميعا يحترقون بالنار، أو يرى زوجته تحترق وهو لا يملك لهم شيئا، رائحة الشواء تغطى المكان، شعب يحترق ومعه أمة تحترق بالتهاون والخذلان، وعالم يحترق ضميره بالكيل بمائة مكيال.
• مليون لاجئ فى الخيام يعيشون فى رعب انتظارا للحظة الموت حرقا أو هدما أو قنصا، هل شهد العالم أبدا مخيمات بسيطة جدا تقصف بطائرات F 16 وسكانها لا يملكون بندقية ولا مسدسا، كل الذين احترقوا من المدنيين، معظمهم من النساء والأطفال والمرضى الذين لا يملكون حيلة ولا يهتدون سبيلاً، حتى الفرار من الموت أصبح ترفا لا يملكونه، فالنار حاصرتهم من كل مكان.
• لم تنفعهم محكمة العدل الدولية التى استهانت بها إسرائيل استنادا على الدعم الأمريكى اللانهائى، لم يردعهم طلب المدعى العام للجنائية الدولية بالقبض على نتنياهو ووزير دفاعه، فأمريكا ومعظم أوروبا تقف وراء إسرائيل.
• الغارات مستمرة على رفح، ومليون لاجئ فلسطينى غزاوى فى رفح لا يدرون إلى أين يتجهون، وكما صرح مسئول الأونروا والأمم المتحدة مرارا: لا مكان آمنا فى غزة، فالطائرات والمسيرات الإسرائيلية فوق سماء غزة صباح ومساء والقصف الجوى والمدفعى لا يهدأ ليلا أو نهارا، ومدارس الأونروا للاجئين تقصف يوميا، والمريض لا يجد مستشفى يعالج فيه فمعظمه خرج من الخدمة، بعد أن دمرته إسرائيل أو منعت عنه كل الإمدادات الطبية والإدارية اللازمة لعملها.
• إسرائيل لا تريد أن ترى فلسطينيا واحدا فى غزة، تريدها خرابا، حتى الطفل يعتبرونه عدوا وفارسا وبطلا يهددهم غدا، أسر بكاملها من أسر غزة العريقة قصدتها إسرائيل عمدا بالقصف والقتل.
• تحية من قلب كل عربى ومسلم وفلسطينى لإسبانيا والنرويج وأيرلندا لاعترافها بدولة فلسطين رغم انحياز باقى أوروبا للعدوان الإسرائيلى، وبذلك تنضم هذه الدول الأوروبية الثلاث إلى قبرص والسويد اللتين اعترفا من قبل بالدولة الفلسطينية، وبذلك يصبح عدد الدول التى اعترفت بدولة فلسطين 139 من أصل 193 فى الأمم المتحدة.
• وقف الشعب الإسبانى موقفا عظيما منذ بدء العدوان الإسرائيلى على غزة نصرة للشعب الفلسطينى، مئات المظاهرات والفعاليات الإسبانية كلها من أول العدوان الإسرائيلى على غزة وحتى اليوم.