الإعلان عن 3300 منزل جديد في الضفة الغربية.. لماذا يسعى الاحتلال لتوسيع مستوطناته؟ - بوابة الشروق
الجمعة 20 سبتمبر 2024 5:26 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

الإعلان عن 3300 منزل جديد في الضفة الغربية.. لماذا يسعى الاحتلال لتوسيع مستوطناته؟

الشيماء أحمد فاروق
نشر في: الجمعة 1 مارس 2024 - 2:23 م | آخر تحديث: الجمعة 1 مارس 2024 - 2:23 م

تستمر إسرائيل في أفعالها الإجرامية داخل قطاع غزة المحاصر، وبالتوازي تخطط لبناء مستوطنات جديدة، وتستغل اللحظة الراهنة، من الدعم غير المشروط المقدم من حكومة الولايات المتحدة الأمريكية وألمانيا وغيرها من الأنظمة الأوروبية، في استكمال مخططاتها الاستيطانية داخل الضفة الغربية، التي يعاني أهلها من التهجير القسري وهدم المنازل والقتل على يد المستوطنين.

وأعلن وزير المالية الإسرائيلي، بتسلئيل سموتريش، اليميني المتطرف، خطط الاستيطان الجديدة في وقت متأخر من أمس الخميس، ومن المقرر بناء 3300 منزل جديد في مستوطنات الضفة الغربية، التي تسيطر عليها إسرائيل، وذلك "ردا على مقتل إسرائيلي وإصابة 5 آخرين"، وهو المبرر الذي ذكره سموتريش، بحسب US NEWS.

وكتب سموتريش على منصة إكس (تويتر سابقا): "الهجوم الخطير على مستوطنة أدوميم يجب أن يكون له رد أمني حازم ولكن أيضا رد استيطاني"، مضيفا: "يعلم أعداؤنا أن أي ضرر يلحق بنا سيؤدي إلى المزيد من البناء والمزيد من التطوير والمزيد من السيطرة في جميع أنحاء البلاد".

وأوضح أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يوآف جالانت شاركا في المناقشة، وسيبدأ قرار عمليات الموافقة على بناء 300 منزل جديد في مستوطنة كيدار و2350 منزلا في معاليه أدوميم، كما ستعزز عملية البناء التي تمت الموافقة عليها مسبقًا لنحو 700 منزل في إفرات.

وكما تشن قوات إسرائيلية الحرب على قطاع غزة، فإن المستوطنين ينفذون عمليات إرهابية ضد سكان الضفة الغربية من الفلسطينيين، حيث أعلن مسئولو الصحة الفلسطينية أن 401 فلسطيني استشهد بنيران إسرائيلية في الضفة الغربية منذ 7 أكتوبر 2023، وفقا لوكالة أسوشيتد بريس.

- لماذا تسعى إسرائيل لتوسيع مستوطناتها رغم الانتقادات؟

وفقا للجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس الأمن التابع للأمم المتحدة ومحكمة العدل الدولية، فإن المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية تنتهك اتفاقية جنيف الرابعة، وتنص الاتفاقية، التي صادقت عليها 192 دولة في أعقاب الحرب العالمية الثانية، على أنه لا يجوز لقوة الاحتلال "ترحيل أو نقل أجزاء من سكانها المدنيين إلى الأراضي التي تحتلها".

ويعيش في الضفة الغربية 2.8 مليون فلسطيني، لكن أكثر من 400 ألف إسرائيلي يعيشون أيضًا في نفس المنطقة، ووفقاً للمجتمع الدولي، فإن هذه الأرض فلسطينية، لكن الإسرائيليين سيطروا على بعض المناطق واتخذوا منها موطنا لهم، وشرعوا في بناء المستوطنات والتوسع فيها.

وهناك أسباب تدفع إسرائيل للتوسع في بناء المستوطنات، ومن بينها ما ذكرته صحيفة الليموند في تقرير مصور للكاتبة ديانا ليو، وقالت فيه "إن السبب الأول والرئيسي يعود إلى جذور دينية وقومية، حيث تتعامل إسرائيل مع الأراضي الفلسطينية أنها حق منحه (الله) لهم اليهود، وأن الكتاب المقدس/التوراة يذكران أن الله وعدهم بالأرض ولذلك فإن السماح للفلسطينيين بالحصول عليها سيكون مخالفاً لإرادة الله"، ومن هذا المنطق لا يكترث الكثير من المستوطنين للقانون الدولي أو عدم مشروعية أفعالهم، فهم يبنون المستوطنات حتى وإن كانت مخالفة ويحصلون على حماية وموافقة من الحكومة الإسرائيلية فيما بعد.

كما يعد توسيع المستوطنات ضمن الخطة الرئيسية لحكومة نتنياهو، حيث تشير التقارير الإعلامية إلى أن الحصول على موافقات رسمية من الحكومة الإسرائيلية على بناء مستوطنات غير مسبوقة في عهد بنيامين نتنياهو، المعروف بكونه يميني متطرف، "إن توسيع المستوطنات يشكل جزء من الأجندة السياسية لنتنياهو، ويحاول أيضا بناء منازل جديدة في المستوطنات القائمة بالفعل، وحجته هي أن الناس ينجبون أطفالاً، وأنهم بحاجة إلى مدارس رياض الأطفال ومنازل جديدة، ويحاول نتنياهو أيضًا إرضاء قاعدته السياسية، خاصة بعد أن نجا بصعوبة من الانتخابات التي جرت في وقت سابق من عام 2023"، بحسب موقع TRT.

ويمكن إرجاع الأمر أيضا إلى سبب آخر، هو أن المجتمع الدولي يعتبر المستوطنات غير شرعية بالفعل ولكن ليس من منطلق "أن المستوطنات أقيمت على أراض تابعة لطرف آخر" بل إن المستوطنات تعتبر غير قانونية لأنها يُنظر لها "كانتهاكاً للحظر الذي تفرضه اتفاقية جنيف على نقل السكان"، حيث تحظر اتفاقية جنيف على الدولة نقل سكانها إلى الأراضي المحتلة (على الرغم من أن انتقال المستوطنين إلى الأراضي المحتلة لم يكن بالإكراه)، وعلى الرغم من الإجماع الدولي على عدم شرعية المستوطنات، إلا أنه لا يزال هناك خلاف قانوني حول هذه القضية، وفقا لـ جوليوس ستون، أستاذ القانون الدولي السابق بجامعة سيدني.

تذكر جامعة هارفرد في بحث لها، أن السبب الأكثر وضوحا للانتقال وسعي الإسرائيليين مؤخرا إلى الضفة الغربية هو القدرة النسبية على تحمل التكاليف المعيشية، حيث "تعاني المناطق الحضرية في إسرائيل من تكاليف معيشة لا تطاق على نحو متزايد، مما يدفع الكثيرون إلى البحث عن ترتيبات معيشية أرخص، فقد تم تصنيف تل أبيب على أنها أغلى مدينة في العالم حسب مؤشر تكلفة المعيشة العالمية لعام 2021، متفوقة على عواصم عالمية مثل باريس وطوكيو، وقد أدت الحوافز الحكومية للاستيطان وانخفاض تكاليف المعيشة بشكل عام في المناطق الريفية إلى خلق عوامل جذب مالية قوية نحو المستوطنات في القدس الشرقية والضفة الغربية".

ووفقا لهارفرد "توفر مستوطنات الضفة الغربية فترة راحة من ضغوط الحياة الحضرية. المدارس الدينية العلمانية المتكاملة والأراضي الشاسعة تجذب العائلات التي تبحث عن مكان هادئ لتربية أطفالها".



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك