جابر بن حيان.. ماذا نعرف عن أبو الكيمياء بعد التشكيك في وجوده؟‬ - بوابة الشروق
الأربعاء 3 يوليه 2024 3:55 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

جابر بن حيان.. ماذا نعرف عن أبو الكيمياء بعد التشكيك في وجوده؟‬

منال الوراقي
نشر في: الإثنين 1 يوليه 2024 - 4:31 م | آخر تحديث: الإثنين 1 يوليه 2024 - 4:31 م

أثار الداعية الكويتي، عثمان الخميس، حالة من الجدل والسخرية في العالم العربي والإسلامي بعد تصريحاته حول وهمية شخصية جابر بن حيان‬⁩.

وقال الخميس، خلال فيديو متداول في وسائل التواصل الاجتماعي: "جابر بن حيان لا يهمنا كشخص بل يهمنا كعلم، هناك من يثبت أن هناك شخص اسمه جابر بن حيان، وقال أحدهم أنه أحد طلاب جعفر الصادق، والبعض يقول أنها شخصية خيالية ولا يوجد أحد اسمه جابر بن حيان".

وتابع: "من خلال اطلاعي لا يوجد شخص اسمه جابر بن حيان، خاصة أن الكتب التي تنسب إليه يدعى أنها تنسب إلى جعفر الصادق، وكلها علوم لم يكن يتعاطاها العرب في ذلك الوقت، مما يدل على عدم ثبوت ذلك الشخصية".

وأضاف: "لم نجد عن جابر بن حيان إلا مجرد دعاية، من هو جابر وأين كان يسكن، هل كان مسلم، على كل حال هو شخصية مختلف في وجودها".

ولكن، ماذا نعرف عن جابر بن حيان الملقب بأبو الكيمياء؟

وفقا لتقرير سابق لفضائية العربية السعودية، فيعد جابر بن حيان أبو الكيمياء، وواضع الأسس التي قضت على الخرافات المتعلقة بها، حيث قدم الكثير فيها حتى اعترف الجميع بعظمتها، ولا تزال كتبه، التي ترجمت لللاتينية وكانت مرجعهم الرئيسي، تستخدم في التعليم حتى الآن.

ووفقا لدراسة منشورة على موقع الموسوعة التاريخية للدرر السنية السعودية، فيعد جابِرُ بنُ حيان بن عبد الله الأزدي، الملقب بأبو الكيمياء، فيلسوفٌ كيميائيٌّ، ولد عام 101هـ، وكان يُعرَف بالصوفي.

فقد وُلد جابر بن حيان عام 101هـ، على أشهر الروايات، وهو من أهل الكوفة، وأصله من خراسان، وكان والده يعمل عطاراً، فحرص على تعليم ابنه كل ما يتصل بعلم العطارة والنباتات والأعشاب والدواء وصناعته، فأصبحت لدى الفتى دراية واسعة بالمعارف الطبية والفلسفية والطبيعية، ما أهَّله لولوج عالَم الكيمياء في سن الصبا.

الكيمياء قبل جابر بن حيان

ووفقا لتقرير سابق لصحيفة البيان الإماراتية، فقد أحدث العالِم المسلم جابر بن حيان ثورة حقيقية في علوم الكيمياء وتفسيرات الظواهر، منقذاً عقل البشرية من السبات والحيرة والتيه إزاء مشاهداته ومعايشته لما يعتمل من حوله.

ففي بدايات التاريخ، ومع نشأة الفلسفة، كان العقل البشري قد لجأ إلى الرأي المجرَّد من التجربة العملية لتفسير كل الظواهر الطبيعية، ومعرفة حقيقة المواد الصلبة والسائلة والغازية.

وهكذا، ظلت الكيمياء، قبل ابن حيان، نوعاً من الصناعة يتناقله الناس بلا تجربة أو مشاهدة، واختلطت ببعض الحِرَف البدائية القديمة، وأحاطت بها بعض الخرافات، حتى ظهر جابر بن حيان بن عبد الله الكوفي، أبو الكيمياء، فاستوعب ما قدَّمه السابقون.

وأنشأ بن حيان منهجاً علمياً جديداً يعتمد على الرصد والملاحظة والاستقراء والاستنتاج للحصول على البيانات المعرفية، عُرف فيما بعد بـ"المنهج التجريبي"، وكان له أثر واضح في تقدُّم العلوم، وانتقل بكل عناصره وتفصيلاته وتطبيقاته إلى علماء أوروبا، ليُحدث النهضة العلمية التي أنتجت الاختراعات والاكتشافات.

أول من علم الكيمياء للعالم

ويعد جابر من أعلام العباقرةِ واول رائد للكيمياء، وكان يشار إليه بالأستاذ جابر بن حيان، فقد وصفه ابن خلدون، مؤسس علم الاجتماع وواضع أصول فلسفة التاريخ، في مقدمته بقوله: "إمام المدونين جابر بن حيان، حتى إنَّهم يخصونها به فيسمونها علم جابر".

وقال عنه الفيلسوف الإنجليزي فرانسيس بيكون: "إنَّ جابر بن حيان هو أول من علم علم الكيمياء للعالم؛ فهو أبو الكيمياء"، كما قال عنه العالم الكيميائي الفرنسي مارسيلان بيرتيلو: "إنّ لجابر بن حيان في الكيمياء ما لأرسطو في المنطق".

رسائل جابر بن حيان

ويُنسب إلى جابر العديد من الإسهامات العلمية التي أسست علم الكيمياء، وغيرها التي أثرت شتى العلوم، وبلغ مجموع مؤلفاته نحو 3000 مخطوطة تُرجم بعضها إلى اللاتينية، وجمع كثيراً منها المسعرب النمساوي بول كراوس في كتاب "مختار رسائل جابر بن حيان".

وذكر أنه من ابتكاراته أنه حضر حامض الكبريتيك، واستطاع تقطيره من الشبَّة، وسماه زيت الزاج، وأوجد طريقة فصل الذهب عن الفضة بواسطة الحامض، وهي الطريقة نفسها التي ما زالت تُستخدم حتى الآن لتقدير عيارات الذهب في السبائك الذهبية، ونجح في وضع أول طريقة للتقطير في العالم.

تشكيك في شخصية جابر بن حيان

الداعية الكويتي، عثمان الخميس، ليس الأول الذي يثير حالة من الجدل والسخرية في العالم العربي والإسلامي بعد تصريحاته حول وهمية شخصية جابر بن حيان‬⁩.

فوفقا لصحيفة البيان الإماراتية، فبالرغم من التركة العلمية التي خلَّفها جابر، جعلته مستحقاً الريادة في علم الكيمياء، إلا أنها هي ذاتها التي أثارت الشكوك في ضخامتها وفي شخصيته أيضاً، حتى أنكر بعض الكتَّاب وجوده، ورأى فريق أنه شخصية حقيقية غير أن ما صنَّفه أقل بكثير مما نُسب إليه.

إلا أن المؤرخ وكاتب السيرة العراقي ابن النديم، رد على تلك المزاعم في كتابه الشهير "الفهرست"، الذي جمع فيه كل ما صدر من الكتب والمقالات العربية في زمنه وكتب الأديان والفقه والقانون وعن مشاهير الملوك والشعراء والعلماء والمفكرين، حيث أثبت أن بن حيان له حقيقة، وأن مؤلفاته أعظم مما هو شائع ومشهور.

وأكد أن جابر بن حيان يبقى، بشهادة علماء الغرب قبل العرب، أولَ من علّم الكيمياء، وأكبر دليل على ذلك أن كثيراً من المصطلحات التي وضعها ما زالت مستعملة في مختلف اللغات الأوروبية.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك