علي الفخراني يروي قصته الملهمة للشغف بالبيانات في عالم الرياضة - بوابة الشروق
الأحد 15 سبتمبر 2024 4:45 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

علي الفخراني يروي قصته الملهمة للشغف بالبيانات في عالم الرياضة

الفخراني على اليسار  واثنين من زملاءه بالشركة في القاهرة
الفخراني على اليسار واثنين من زملاءه بالشركة في القاهرة
إعداد- محمد هشام
نشر في: الأحد 1 سبتمبر 2024 - 10:55 ص | آخر تحديث: الأحد 1 سبتمبر 2024 - 12:35 م

مجموعة من الهواة التقوا بشكل عشوائي عبر الإنترنت، وأسسوا شركات منفصلة في مصر وبريطانيا تحولت في نهاية المطاف إلى واحدة من شركات البيانات الرياضية الرائدة في العالم، التي حققت إيرادات ضخمة وتعاونت مع عملاء مرموقين مثل ناديي ليفربول الإنجليزي، وروما الإيطالي، بتلك العبارة استهل علي الفخراني مدونة مطولة يروي فيها تفاصيل قصة شغفه بتحليل الأداء الرياضي باستخدام البيانات، والتي نستعرضها عبر السطور التالية:

*حلم النجومية في عالم التنس

كان هدف حياتي حين كنت في الثانية عشرة من عمري أن أصبح نجمًا للتنس، وبينما لم أكن أكثر الرياضيين موهبة، لكن الحياة على بعد خطوات قليلة من ملاعب التنس، والرغبة في الابتعاد عن المنزل، يعني أنني أمضيت وقتا كافيا في الملاعب للتطور بدرجة كافية.

ولكن مع شعوري بالإحباط من نصائح المدربين، بدأت في القيام بأشياء غير تقليدية مثل تصوير جلسات التدريب الخاصة بي بالفيديو، وحمل البطاقات التعليمية أثناء المباريات لحساب نسب إرسالي.

وبينما لم أحقق أي تقدم في مسيرتي مع التنس، لكن من الطريف أن ما حدث كان بداية هوس لدي بفهم الرياضة والرياضيين بشكل أفضل.

* الدراسة في بوسطن

لقد التحقت بالكلية دون أن يكون لدي أدنى فكرة عما أريد القيام به، حيث درست التمويل بعدما لم تروق لي دراسة الهندسة، وأمضيت سنوات دراستي الجامعية في حالة من التذبذب بين هوايات وأفكار مختلفة كل بضعة أشهر.

وقد ساعدني التواجد في بوسطن، المدينة المهووسة بالرياضة، في التعرف على وسائل الإعلام الرياضية الأكثر استخداما للبيانات ومؤتمر "MIT Sloan" الرياضي (حدث سنوي يوفر منتدى لمحترفي صناعة الرياضة والطلاب لمناقشة الدور المتزايد للتحليلات في تلك الصناعة)، وكانت هذه هي المرة الأولى التي أشعر فيها بالحماس تجاه قطاع ما، لذا أدركت أنني أريد العمل في مجال التحليلات الرياضية.

*المدونة والتوقعات

وبإلهام من مؤتمر "MIT Sloan" الرياضي، بدأت في كتابة التحليلات المستندة على البيانات لأي موقع إنترنت يتيح لي تلك الفرصة، ودشنت مدونتي الخاصة "TalataBont".

ونظرا لحاجتي إلى البيانات، قمت بالتواصل عبر البريد الإلكتروني مع شركات بيانات، لكن عروض الأسعار التي قدموها والبالغة 25 ألف دولار، دفعتني إلى تعلم البرمجة لاستخراج البيانات من مواقع الإنترنت العامة.

وكان أحد التوقعات المبكرة التي أفتخر بها، توقعي لفوز الزمالك بالدوري موسم 2014 - 2015 بعد مضي 6 مباريات فقط من البطولة.

* الرسائل المباشرة على تويتر

لقد كان تاريخ شركة أرقام مليء بالرسائل المباشرة على تويتر (إكس حاليا)، وكانت أول رسالة مهمة من هشام وهو مهندس معماري أراد العمل في مجال الرياضة، وقام بإنشاء حساب إعلامي صغير يركز على محتوى البيانات الخاصة بالدوري المصري، حيث قرأ بعضا من أعمالي وأراد التعاون معي.

ويعد هشام السبب الأكبر لوجود الشركة، حيث بدأنا العمل مع مزود بيانات محلي لإنشاء المحتوى.

وفي تلك الفترة أطلع واحد من أفضل المدربين في الدوري على جانبا من أعمالنا وتواصل معنا، وهكذا أصبح لدينا أول عميل على الإطلاق، حيث قدمنا بعض الاستشارات لفرق الدرجة الأولى.

وجدير بالذكر هنا ، أن هشام اتخذ أصعب قراراتنا على الإطلاق بل وأكثرها تأثيرًا، والتي تمثلت في إنهاء العلاقة مع مزود البيانات والبدء في جمع البيانات بأنفسنا.

كما ترك هشام وهو أب لطفل صغير ، وظيفته (بدوام كامل) وتفرغ لعملنا بينما لم نجني أي أموال، وفي حينها كنت رافضا وخائفا، على الرغم من قلة الأسباب المنطقية التي تجعلني أتجنب المخاطرة، لكن شجاعة هشام هي التي ساعدتنا على المضي قدما.

*تدشين شركة "أرقام"

بعد عملى طيلة عام لدى صندوق استثماري في دبي، اكتسبت أفكارا حول الشركات الناشئة وكذلك الشجاعة والإدخار للاستقالة من أجل العودة إلى القاهرة.

ومنذ اتخذنا قرارا بجمع البيانات بأنفسنا، بدأنا إجراء ذلك بالاستعانة بالورقة والقلم، ثم انتقلنا إلى برامج مفتوحة المصدر، وانتهى بنا الأمر في النهاية إلى إنشاء أول أداة داخلية لتوليد البيانات لمساعدة محللينا على مشاهدة التطابقات وتسجيلها.

وقد كنا مهووسين بتصميم البيانات وجودتها، لأنها مشكلة كنا نواجهها عند شراء البيانات.

وفي البداية، كنا نستخدم برنامج الإكسل، ثم تعلمنا لغة بايثون وقمنا بتعيين مهندسي برمجيات لأتمتة تدفق البيانات.

كما أعددنا تقارير للمدربين باستخدام برنامج "Tableau"، وقمنا بتقديمها في ملفات بصيغة "PDF"، لكننا واجهنا صعوبة في إقناع المدربين في مصر بدفع تكاليف هذه الخدمة، لذلك حاولنا التركيز على وسائل الإعلام، وتأسيس علامات تجارية تقدم محتوى يعتمد على البيانات باستخدام بياناتنا، وفي هذا المناخ حققنا نجاحا أكبر قليلا، مما أدى إلى حصول علاماتنا التجارية على ما يزيد عن مليون متابع.

كما بذلنا جهودا مضنية من أجل تحقيق الدخل من وراء نجاحنا الإعلامي.

* رسالة بريد إلكتروني تمثل نقطة تحول

وبينما كنا نفكر في إغلاق الشركة، تلقيت رسالة بريد إلكتروني من تيد، الرئيس التنفيذي لشركة "StatsBomb"، والتي مرت بقصة مشابهة لقصة أرقام، فقد بدأوا كمدونة، ثم تحولوا إلى شركة استشارية، واشتروا البيانات من أحد مزودي البيانات ثم اختلفوا معه حول الشروط، وأدركوا في النهاية أنه لا توجد قيمة حقيقية في الصناعة إلا إذا كنت تمتلك بياناتك الخاصة.

* الشراكة مع "StatsBomb"

وبالفعل تلقينا عرضا من "StatsBomb" للحصول على أعمالنا حصريا، مقابل تغطية تكاليفنا وحصة تبلغ 12% من المبيعات.

وبات منتجنا ملائما للسوق كمكتب لإنتاج البيانات لشركة "StatsBomb"، التي قامت بتغطية تكاليفنا، لكن طموحنا كان أكبر من أن نكون مجرد مزود بيانات، لذلك طلبنا حقوق ملكية عبر أسهم في الشركة، وفي مرحلة لاحقة، أدركنا أن أسهم قليلة لن تحقق الكثير، وأنه لابد من الضغط من أجل الاندماج الكامل.

وفي أغسطس 2018، أي بعد 10 أشهر من رسالة تيد عبر تويتر، اقترحت "StatsBomb" عملية اندماج، وهو العرض الذي قبلناه.

* نتائج الاندماج مع شركة "StatsBomb"

لقد تحقق النجاح بعد ذلك الاستحواذ، فقبل هذه الخطوة كان لدى شركة أرقام نحو عميلين أو ثلاثة عملاء، وكان لدى شركة "StatsBomb" إيرادات بنحو 100 ألف دولار ، لكنها لم تكن تمتلك بيانات.

وعلى مدار ست سنوات، ارتفع عدد عملائنا من عميلين إلى 300 عميل، ونمت الإيرادات من 100 ألف دولار إلى مبالغ مالية مكونة من 8 أرقام.

كما تحولنا من بعض الحسابات العشوائية على منصات التواصل الاجتماعي إلى شركة ناشئة مكونة من أربعة أشخاص في القاهرة، إلى أكثر من ألف شخص في ثلاث قارات.

وتجدر الإشارة هنا إلى أن الجانب الأصعب دائما كان العثور على الأشخاص الذين يؤمنون بما نفعله بما يكفي للانضمام إلينا، لقد وثق بنا هؤلاء الأشخاص بدرجة كافية للتخلي عن أي مسار وظيفي كانوا يسلكونه ولهذا فإنني ممتن لهم إلى الأبد.

وعلى الرغم من النجاح الذي لم نكن نحلم به عندما بدأنا، إلا أن هذه القصة لن تكتمل دون نهايتها المحبطة، فعلى مدى العام الماضي، واجهت المجموعة المؤسسة في "StatsBomb" تحديات في معرفة المسار الصحيح لتقدم الشركة للأمام.

ولأننا لم نتفق على الاستراتيجية، والرغبة في المخاطرة، والقيم والمبادئ الأساسية، قررنا إنهاء شراكتنا.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك