لاحظ باحثون اكتشاف حالة طفل في قطاع غزة، يبلغ من العمر 10 أشهر، أصيب بالشلل بسبب فيروس شلل الأطفال، وهي أول حالة من هذا النوع في المنطقة هذا القرن، وسط الحياة القاسية التي يعيشها سكان قطاع غزة حيث الموت والدمار والتشريد والفقد والرعب الدائم تحت سطوة المحتل وهجماته الجوية.
وتشير تسلسلات فيروسات شلل الأطفال التي تم اكتشافها في غزة في يوليو 2024، إلى أن هذه الفيروسات قد تكون مرتبطة بسلالة منتشرة في مصر، حيث من المحتمل إن الفيروس دخل إلى غزة في وقت مبكر من سبتمبر 2023.
وربما يرجع هذا إلى طبيعة لقاح شلل الأطفال الفموي (OPV)، الذي يحتوي على فيروس شلل الأطفال الحي الضعيف الذي يمكن أن يفرزه الأشخاص الذين تم تطعيمهم، وهذا يشير إلى أن الفيروس ربما انتقل إلى المنطقة عن طريق شخص سافر إليها.
كما وفرت الحرب في غزة بيئة مثالية لانتشار الفيروس ونموه؛ بسبب الظروف غير الصحية الناجمة عن قلة الوصول إلى المياه النظيفة والصرف الصحي.
وفي تقرير لـ"لي شيري" باحث في كلية العدوى والمناعة بجامعة جلاسكو، حصل على مجموعة من الإجابات حول أسباب عودة المرض في الانتشار مرة أخرى .
- يمكن لفيروس شلل الأطفال أن يظل على قيد الحياة لفترات طويلة دون مضيف، ويمكنه أن يظل معديًا لفترات طويلة خارج جسم الإنسان، اعتمادًا على الظروف البيئية، فهي على سبيل المثال قادرة على البقاء على قيد الحياة في المياه الجوفية لعدة أسابيع.
- بعد نجاح مبادرة القضاء على شلل الأطفال العالمية التي تقودها منظمة الصحة العالمية، والتي بدأت في عام 1988، تم الإعلان عن القضاء على فيروس شلل الأطفال من النوع 2 والنوع 3، ولا ينتشر حاليًا سوى فيروس شلل الأطفال من النوع 1 في أفغانستان وباكستان، حيث تم تسجيل 27 حالة حتى الآن في عام 2024.
- يحدث أن ينمو فيروس شلل الأطفال المشتق (التطعيم)، عندما تنخفض معدلات التطعيم وزيادة عدد الأشخاص المعرضين للعدوى، فإن الفيروس الضعيف الذي حصل عليه الطفل كلقاح يتكاثر.
وأشار تقرير شيري، إلى أنه بعد القضاء على فيروس شلل الأطفال من النوع 2 في عام 1999، كانت الحالات الوحيدة من شلل الأطفال من النوع 2 مشتقة من اللقاح، لذا لوقف هذه الحالات، كان هناك قرارا بالتحول من لقاح شلل الأطفال الفموي الثلاثي الأصلي، الذي يحتوي على جميع الأنماط المصلية الثلاثة لفيروس شلل الأطفال إلى لقاح شلل الأطفال الفموي الثنائي، الذي يحتوي فقط على سلالات فيروس شلل الأطفال من النوع 1 والنوع 3، مع وجود لقاح أحادي التكافؤ إضافي خاص بالنوع 2 متاح لاحتواء أي نوع مشتق من اللقاح من النوع 2 في حالة ظهور أي حالات.

• ما نوع اللقاح المستخدم في الحملة الحالية في غزة؟

سيتم تسليم أكثر من 1.6 مليون جرعة من لقاح شلل الأطفال الفموي الجديد من النوع 2 (nOPV2) - وهو لقاح جديد لفيروس شلل الأطفال - إلى قطاع غزة لتوفير جرعتين لأكثر من 640 ألف طفل دون سن العاشرة.
وهذا اللقاح ليس له نفس المخاطر التي حدثت مع اللقاحات القديمة؛ لأن لقاح شلل الأطفال الفموي من النوع 2 هو نسخة من الجيل التالي من لقاح شلل الأطفال الفموي التقليدي أحادي التكافؤ من النوع 2 والذي يستخدم للاستجابة لتفشي فيروس شلل الأطفال من النوع 2 المشتق من اللقاح، والفرق الرئيس هو أن اللقاح الجديد يحتوي على فيروس ضعيف تم تعديله لجعله أكثر استقرارًا وراثيًا وأقل عرضة بشكل كبير للتحول إلى شكل أكثر ضراوة قادرًا على التسبب في الشلل، وبالتالي زيادة فرص وقف هذه الفاشيات إلى الأبد.
- ليس المرض الوحيد
ولا يعد شلل الأطفال المرض الوحيد الذي يهاجم أبناء غزة، هناك احتمالية لأمراض أخرى مثل الحصبة والالتهاب الرئوي وأمراض الإسهال مثل فيروس الروتا، كلها لديها القدرة على الظهور، ولكل منها مخاطرها ومضاعفاتها الخاصة؛ بسبب توفر البيئة لانتشار الأمراض المتنوعة وانتقال الفيروسات في ظل الحرب الحالية.