أسباب تكرار الموجات الحارة على البلاد.. تقرير يوضح‬ - بوابة الشروق
الثلاثاء 17 سبتمبر 2024 12:37 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

أسباب تكرار الموجات الحارة على البلاد.. تقرير يوضح‬

منال الوراقي
نشر في: الأحد 8 سبتمبر 2024 - 11:19 ص | آخر تحديث: الأحد 8 سبتمبر 2024 - 11:19 ص

أعلنت الهيئة العامة للأرصاد الجوية، استمرار الموجة الحارة حيث سيكون الطقس حار رطب نهارًا على محافظات السواحل الشمالية والوجه البحري والقاهرة الكبرى، وشديد الحرارة في المناطق الجنوبية شمال وجنوب الصعيد وجنوب سيناء، مائل للحرارة رطب على أغلب المحافظات ليلًا، مع استقرار نسبي في درجات الحرارة التي بدأت في الانخفاض التدريجي بدءًا من بداية شهر سبتمبر الجاري.

وقالت الدكتورة منار غانم عضو المركز الإعلامي بالهيئة العامة للأرصاد الجوية، في تصريحات تلفزيونية، إن البلاد تتأثر خلال تلك الفترة بامتداد مرتفع العروض الوسطى المحمل بكتل هوائية قادمة من جنوب غرب أوروبا، وامتداد منخفض جوي يعمل على تكون السحب المنخفضة والمتوسطة.

وأشارت إلى أن السحب خاصة بمحافظات شمال البلاد تحجب جزءًا من أشعة الشمس، وتساعد على تلطيف الأجواء، والشعور بمزيد من الانخفاض في قيم درجات الحرارة.

وتوقعت الأرصاد، أن تشهد بعض المناطق في شمال الوجه البحري ومناطق من السواحل الشمالية الشرقية كدمياط وبورسعيد ورفح والعريش، فرص أمطار خفيفة على فترات متقطعة.

- ولكن.. ما سبب تكرار الموجات الحارة على البلاد؟

تُعرِّف الهيئة الدولية المعنية بتغير المناخ، الموجة الحارة بأنها ارتفاع في درجات الحرارة عن معدلاتها في مكان ما لمدة تبدأ من يومين وتمتد إلى شهر، وقد يكون ذلك مصحوبا بارتفاع نسبة الرطوبة.

ويعني ذلك أن الأمر لا يتعلق بدرجة الحرارة، بل بالفارق بينها وبين المعدلات، فعلى سبيل المثال حينما تسجل بعض المدن البريطانية 33 درجة مئوية، فإن تلك تعد موجة حارة لأن المعتاد هناك في الصيف هو ما بين 20 و24 درجة، بينما لو كانت نفس الدرجة في السعودية أو الجزائر أو المغرب، فإنها طبيعية.

وفقا لما نقلته موسوعة "الجزيرة"، في تقرير سابق لها، فتحدث الموجات الحارة بسبب تأثر منطقة ما بمرتفع جوي يعلوها على مسافة تصل إلى ما بين 3000 و7500 متر.

- زيادة درجة الحرارة

وبالرغم من أن عادة الهواء أنه عندما يسخن قرب الأرض فإن كثافته تنخفض، وبالتالي يرتفع للأعلى ويحل مكانه هواء بارد، لكن في حالة الموجة الحارة فإن الضغط الشديد من الأعلى يمنع الهواء الواقع قرب سطح الأرض من الارتفاع للأعلى، فتزيد درجة حرارته.

وبالإضافة لذلك فإن منطقة الضغط المرتفع تمثل ما يشبه العازل الذي يمنع الهواء البارد خارجها من الدخول إليها بل يدور حولها؛ مما يمنع من تهدئة درجة الحرارة في منطقة الموجة الحارة، فترتفع درجة الحرارة لهذا السبب أيضا بمعدلات أكبر.

- ما سبب خطورتها؟

وفقا للتقرير، تكمن خطورة الموجات الحارة في أثرها المباشر في صحة الإنسان، وبشكل خاص بسبب اندماجها مع الرطوبة، فمع ارتفاع الرطوبة تكون درجات الحرارة أكثر تأثيرا.

ويشرح ما يُسمى مؤشر الحرارة ذلك الأثر بالجمع بين درجة حرارة الهواء والرطوبة النسبية في محاولة لتحديد درجة الحرارة التي يشعر بها الإنسان حقا.

- درجة الحرارة المُدرَكة

كمثال على ذلك، فإن الهيئات المختصة بالطقس في كل دولة قد تعلن أن درجة الحرارة اليوم هي 38 مئوية على سبيل المثال، وتضيف أن المواطنين سيشعرون بها وكأنها 42 مئوية، وتُسمى الأخيرة بـ"درجة الحرارة المُدرَكة"، ويمثل هذا الفارق تأثير الرطوبة في رفع الشعور بالحرارة.

وبحسب هذا المؤشر، فإن وصول درجة الحرارة إلى ما بين 27 و32 درجة مئوية تعني وجوب الحذر المتوسط، فمن الممكن أن يتضرر الإنسان مع التعرض للشمس فترات طويلة.

- ما هو الإجهاد الحراري؟

أما لو ارتفعت الحرارة إلى ما بين 32 و41 درجة مئوية فإن ذلك يعني ضرورة الحذر الشديد؛ لأن ذلك يفتح الباب للإصابة بالإجهاد الحراري.

ويعرف الإجهاد الحراري، بأنه عدم قدرة الجسم على التكيف مع ارتفاع الحرارة وبالتبعية لا يتمكن من تبريد نفسه، ويتسبب ذلك بأعراض تبدأ بالعطش والجفاف وتصل إلى صدمة حرارية يصاب خلالها الشخص بصداع شديد وفقدان للتركيز والتهاب في الجلد.

- كيف يمكن أن تكون خطيرة؟

وتبدأ مستويات "الخطير" و"الخطير للغاية" إذا ارتفعت درجات الحرارة أعلى من 41 درجة مئوية وصولا إلى 54 درجة، وفي هذه الحالة من الخطير جدا التعرض للشمس بشكل مستمر، حيث يمكن أن يتطور الإجهاد الحراري إلى مستويات تدخل في مرحلة فقدان كامل للوعي مع اختلاجات قد تؤدي للوفاة في النهاية.

وأظهرت دراسة، نُشرت في دورية "نيتشر ميدسن" العام الماضي، أن درجات الحرارة المرتفعة في عام 2022، قد تكون مسئولة عن 70 ألف حالة وفاة إضافية في أوروبا.

- ثاني أكثر الأعوام حرارة على الإطلاق

راجع الباحثون في معهد برشلونة للصحة العالمية، التقديرات الأولية للوفيات المرتبطة بالحرارة لصيف 2022، وكان ثاني أكثر الأعوام حرارة على الإطلاق في تاريخ القياس.

ويعد ذلك ليس جديدا، ففي عام 2010، تسببت موجة حارة غير مسبوقة بقتل 11 ألف شخص في روسيا، وخلال شهري أبريل ومايو عام 2015 اجتاحت موجة شديدة الحرارة الهند وقتلت في البداية 1118 شخصا، ثم ارتفع عدد القتلى ليصل إلى 1700 في نهاية شهر مايو، ولم تمر أسابيع قليلة حتى ضربت موجة شديدة الحرارة باكستان في يونيو التالي وقتلت 1300 في كراتشي بشكل رئيسي.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك