«الشروق» ترصد تفاصيل رحلة الأهوال في طريق عودة الزمالك من الكونغو - بوابة الشروق
الأربعاء 3 يوليه 2024 6:20 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

«الشروق» ترصد تفاصيل رحلة الأهوال في طريق عودة الزمالك من الكونغو

الكونغو برازافيل- محمد القاعود :
نشر في: الإثنين 10 أغسطس 2015 - 2:19 م | آخر تحديث: الإثنين 10 أغسطس 2015 - 2:29 م

البعثة سلكت طريق الخطر ليلا وسط الضباب والظلام التام بعد الخسارة أمام ليوبار ووصلت إلى بونتنوار بعد معاناة

 تصفيق وهتافات للاعبين قبل المباراة .. المشجعون احتشدوا أمام الاستاد وعلى جانبي الطريق بتحية الأبيض.. وشيكابالا الغائب الحاضر

 

رغم الخسارة غير المؤثرة أمام ليوبار الكونغولي بهدف نظيف ، ضمن الجولة الرابعة لمباريات المجموعة الثانية ببطولة الكونفدرالية الإفريقية ، إلا أن الزمالك حقق مكاسب أخرى قد تكون أهم كثيرا من نتيجة المباراة حيث يعد أصحاب الزي الأبيض الأوفر حظا لبلوغ الدور نصف النهائي للبطولة .

ورصدت "الشروق" المظاهر الاحتفالية ببطل مصر في ملعب "دينيس ساسو نغيسو" قبل المباراة وبعدها ، وحظي لاعبو الزمالك باستقبال حافل من جماهير ليوبار ، التي حرصت على التواجد في المدرجات مبكرا ، لا سيما بعدما ظهر اللاعبون مرتدين فانلات تحمل صورة قائد ليوبار ونجمه المصاب رودي انداي الذي يعالج في القاهرة على نفقة الزمالك ، وزاد الحماس اشتعالا ، بعدما قام لاعبو الزمالك بإلقاء تلك الفانلات على الجماهير التي هتفت باسم الأبيض كثيرا .

وتم تعليق اللافتة التي حملها اللاعبون أسفل المدرجات المواجهة بمنتصف الملعب ، قبل أن يحملها لاعبو ليوبار عقب نهاية المباراة ويلفون بها أرجاء الملعب بتحية جماهيرهم .

وحرص كثير من مشجعي ليوبار على النزول إلى غرفة خلع الملابس الخاصة للاعبي الزمالك لتحيتهم والتقاط الصور التذكارية معهم ، كما سأل أحد المشجعين عن سر عدم وجود محمود عبدالرازق "شيكابالا" مع الفريق وأكد على أنه من افضل اللاعبين .

وكانت المفاجأة عقب المباراة ، عندما احتشد ما يقرب من 20 الف مشجع امتلأت بهم مدرجات الاستاد فضلا عن مئات لم يتمكنوا من الدخول ، حيث احتشد المشجعون أمام الأتوبيس واصطفوا على جانبي الطريق التصفيق للاعبي الزمالك وتحيتهم بحماس شديد ووجهوا عبارات الشكر للزمالك بعد موقفه تجاه مهاجمهم انداي ، واصطفت الجماهير لمسافة طويلة خارج الاستاد حتى خرج الفريق من حدود مدينة دوليسيه لتبدأ رحلة أخرى من المعاناة والتوتر والقلق .

 

الثعبان بالليل شكل تاني !

كان قرار هاني زادة رئيس البعثة بعد مشاورات و مداولات مع القنصل المصري كريم عبد العزيز بمغادرة دوليسيه عقب المباراة مباشرة في طريق العودة إلى بونتنوار وذلك المبيت بها قبل المغادرة صباح أمس في طريق العودة إلى القاهرة عبر رحلة شاقة تستغرق نحو 11 ساعة يتخللها ترانزيت بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا.

بدأ الظلام ينسج خيوطه على السماء الغائمة ومعه وبدأ القلق يظهر على جميع أفراد البعثة نظرا لخطورة الطريق الشديدة ووعورته وسط الجبال شاهقة الارتفاع والانحدار ، لكن المسألة مختلفة تماما هذه المرة ، فالطريق لا يوجد به عامود انارة واحد لمسافة تتجاوز المائة وخمسون مترا .

قبل المرور من بوابات دوليسيه ، توقف موكب البعثة وبعد مناقشات اتضح أن أحد إداريي الفريق نسي جهاز العرض (البروجيكتور) في الفندق والذي يستخدمه البرتغالي جوسالدو فيريرا المدير الفني للفريق في محاضراته للاعبين .

تواصل النقاش وتعددت الآراء ، وطالب البعض بعدم العودة واستكمال الرحلة خاصة وأنه لا يمكن العودة بدون وجود تأمين من الشرطة، و في النهاية طلب القنصل أن تستكمل البعثة رحلتها إلى بونتنوار على أن يعود هو بسيارته الخاصة مع أحد الإداريين لإحضار الجهاز على أن يلحق بالمركب في الطريق وهو ما حدث بعد نحو ساعة .

وبعد أن بدأت الرحلة وسط الجبال على طريق الرعب ذو الاتجاهين ، غير المستقيم ، وكثير الانحناءات والمنحدرات ، بدأ الضباب الكثيف يحجب الرؤية تدريجيا وهو ما زاد من قلق الجميع .

 

البرتغالي مندهش

توقف الموكب لبضع دقائق على الطريق ، ونزل فيريرا من اتوبيس اللاعبين وعلى وجهه علامات الدهشة الممزوجة بالغضب ، وصعد إلى الأتوبيس الآخر الذي كان يقل باقي أعضاء الجهاز الفني وصعد للجلوس به لتناول وجبة خفيفة ، وسخر من الطريق وقال "بهذا الشكل سوف نصل على الأقل في الصباح" .

استؤنفت الرحلة وسط حالة من القلق رغم وجود مجموعة تأمين من القوات الخاصة الكونغولية في مقدمة الموكب ، وفضل اللاعبون استغلال طول الرحلة في النوم ، فيما استغل أيمن طاهر مدرب حراس المرمى طول الرحلة في استدعاء ذكرياته مع قيادة الاتوبيسات أثناء عمله كضابط شرطة حينما كان في مهمة عمل وشعر الجندي المكلف بقيادة الأتوبيس بالاعياء فقرر القيادة بدلا منه ، وفي تلك الأثناء بدأت تظهر الأضواء من بعيد ليدخل الاطمئنان إلى نفوس الجميع بعدما بدأت مظاهر الحياة تظهر من جديد وتصل البعثة إلى مدينة بونتنوار قبيل منتصف الليل ، استعدادا لرحلة معاناة أخرى على طريق العودة للقاهرة .



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك