- تضامن عربي «غير مسبوق» في ألمانيا لجمع التبرعات والمساعدات
في الوقت الذي تكافح فرق الإنقاذ في انتشال ما تبقى من ضحايا الزلزال في سوريا وتركيا، سارع المئات من العرب والأكراد والأجانب في ألمانيا إلى جمع مساعدات وتبرعات لإرسالها للضحايا من الناجين.
وعلى مدار عدة الأيام الخمسة الماضية، أعلنت عدد من الجميعات ومنظمات المجتمع المدني العربية في ألمانيا، عن استقبالها للتبرعات والمساعدات للراغبين في مساعدة ضحايا الزلزال المدمر خاصة في الشمال السوري الذي يعاني من نقص في المساعدات.
ولم تتوقف حملات جمع التبرعات منذ وقوع الزلزال فجر الاثنين الماضي.
ونظم نشطاء سوريون وفلسطينيون وأكراد، أمس، حملة لجمع المساعدات بمركز موزاييك في وسط العاصمة الألمانية برلين.
وشارك مراسل الشروق في برلين، لحظات جمع المساعدات والتي شارك بها أكثر من 100 متطوع عربي وأجنبي. حيث يتم فرز التبرعات وتقسيمها على حسب أنواعها من ملابس وأحذية وأغطية ومستلزمات طبية للأطفال والنساء، وتغليفها.
وأفاد علي عبدالقادر، أحد منظمي الحملة، لـ الشروق، بأن أكثر من 18 جمعية خيرية تشارك في جمع تلك المساعدات.
وأضاف أنه سيتم نقل تلك المساعدات عبر شاحنات برا ومنها إلى الأراضي التركية تمهيدا لإدخالها إلى الشمال السوري الذي ضربه الزلزال.
كما نظم المركز الألماني العربي، بمشاركة عدد من منظمات المجتمع المدني العربية في ألمانيا بالتعاون مع فريق المتطوعون السوريون في ألمانيا SFD والمنظمة الدولية لحقوق الإنسان وشؤون اللاجئين IOHR، حملة الأربعاء الماضي، على مدار ثلاثة أيام لجمع المساعدات تمهيدا لإرسالها إلى الشمال الغربي السوري.
وقال الدكتور حذيفة المشهداني، سكرتير المركز الألماني العربي، إن جميع العرب والأكراد هنا بعدما علموا بجمع المساعدات، سارعوا إلى التبرع بملابس وأحذية ومستلزمات للأطفال وطبية وكراسي متحركة لذوي الاحتياجات الخاصة.
وأضاف لـ الشروق: "لم أر تضامنا بين العرب كهذا من قبل، الجميع أتى للمساعدة من جميع الجنسيات العربية تقريبا، فلسطين ولبنان وسوريا والعراق ومصر وأجانب أيضا، سواء عن طريق تقديم الأغراض أو تحضيرها للنقل".
وتابع أن المركز يتفاوض مع الحكومة الألمانية للسماح بطائرة تأتي من دمشق لنقل المساعدات إلى مطار حلب، لإيصالها للضحايا.
وبحسب المشهداني، تسعى الجمعيات إلى جمع من 20 إلى 30 طن مساعدات لشحنها إلى منكوبي الزلزال في شمال سوريا بالتنسيق مع المنظمة الدولية لحقوق الإنسان.
وأسفر الزلزال عن مقتل 28 ألف شخص في تركيا وسوريا حتى الآن، في حصيلة قد "تتضاعف" وفقا للأمم المتحدة.
وحذّر مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارتن جريفيث بأن حصيلة الزلزال الشديد في تركيا وسوريا "ستتضاعف أو أكثر". وقال جريفيث لشبكة سكاي نيوز "أعتقد أنه من الصعب تقييم (الحصيلة) بدقة لأنّ علينا أن نرى تحت الأنقاض، لكنني واثق من أنها ستتضاعف أو أكثر". وأضاف "لم نبدأ فعليا تعداد القتلى بعد".
وتتدفق المساعدات الإنسانية الدولية إلى تركيا، لكن الوصول إلى سوريا أكثر تعقيدا إذ تشهد البلاد حربا ويخضع نظامها لعقوبات دولية.
وفي زيارة لمدينة حلب في شمال غرب سوريا التي ضربها الزلزال، قال رئيس منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبرييسوس إنه شعر بحزن كبير "لرؤية الظروف التي يواجهها الناجون، الطقس البارد ووصول محدود جدا إلى المأوى والطعام والماء والتدفئة والرعاية الطبية"، بحسب دويتشه فيله.
وأعلنت منظمة الصحة العالمية أمس السبت أن عدد المتضررين من جراء الزلزال في تركيا وسوريا هذا الأسبوع، بلغ نحو 26 مليون شخص.
وأطلقت المنظمة التابعة للأمم المتحدة نداء عاجلا لجمع 42,8 مليون دولار لمساعدتها في تلبية الحاجات الصحية الطارئة والكبرى.