دار الخلافة (24): عمر بن عبدالعزيز.. مؤامرة لقتله ورحيل في هدوء - بوابة الشروق
الخميس 27 يونيو 2024 5:00 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

دار الخلافة (24): عمر بن عبدالعزيز.. مؤامرة لقتله ورحيل في هدوء

محمد حسين:
نشر في: السبت 15 أبريل 2023 - 10:48 ص | آخر تحديث: السبت 15 أبريل 2023 - 10:48 ص
بعد وفاة النبي محمد -صل الله عليه وسلم- وإكماله لرسالته، وأدائه الأمانة التي وُكل بها لأمته، بدأ التاريخ الإسلامي حقبة جديدة بمفردات وأبعاد متعددة، فرضها الجانب السياسي على المشهد في المجتمع الإسلامي، وبفعل الاختلاط بثقافات وأفكار مجتمعات مختلفة، مع مد الفتوحات واتساع رقعة الدولة، وتشكل من بعدها عصر الخلافة بعدما مضى عهد النبوة.

وعلى مدار ما يزيد على ألف عام، حكم الدولة الإسلامية العشرات من الخلفاء والحكام، بتتابع الدول الأموية والعباسية والمملوكية نهاية بالعثمانية، واختلفت مشارب ومآرب كل من تلك الدول وحكامها.

ومن المراجع التاريخية وكتابات المفكرين، وتحت عنوان "دار الخلافة"، نتناول ملامح من سيرة الخلفاء، ومواقفهم وفلسفتهم في حلقات مسلسلة خلال أيام شهر رمضان المبارك.

الحلقة الرابعة والعشرون..
نختتم اليوم حديثنا عن الخليفة الأموي عمر بن العزيز، بعدما عرضنا في حلقات سابقة ملامح من خصاله وطباعه الطيبة، وفلسفته الزاهدة وخوفه الشديد من حساب ربه، ما دفعه لأن يصبح نموذجا للحاكم العادل، ويتبع استراتيجيات إدارية من محاسبة ولاته والتدقيق بكل كبير وصغير في أمور الدولة.

- المؤامرة
بحسب رواية بن كثير في "البداية والنهاية"، فإن بني أمية قد تبرموا وضاقوا ذرعا من سياسة عمر التي قامت على العدل وحرمتهم من ملذاتهم وتمتعهم بميزات لا ينالها غيرهم، بل جعل بني أمية مثل أقصى الناس في أطراف دولة الإسلام، ورد المظالم التي كانت في أيديهم، وحال بينهم وبين ما يشتهون، فكاد له بعض بني أمية بوضع السم في شرابه.

وقيل: سببها إن مولى له سمه في طعام أو شراب، وأعطي على ذلك ألف دينار، فأصيب بمرض، وأخبر أنه مسموم، فقال: لقد علمت يوما سقيت السم، ثم استدعى مولاه الذي سقاه، فقال له: ويحك.. ما حملك على ما صنعت؟، فقال: ألف دينار أعطيتها، فقال: هاتها، فأحضرها فوضعها في بيت المال، ثم قال له: اذهب حيث لا يراك أحدا فتهلك.

ومن صور تواضعه وإكباره لقدر النبي وكبار الصحابة، ما روراه يعقوب بن سفيان، حيث قال: قيل لعمر بن عبدالعزيز: يا أمير المؤمنين لو أتيت المدينة فإن قضى الله موتا دفنت في القبر الرابع مع رسول صل الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر، فقال: والله لأن يعذبنا الله بكل عذاب، إلا النار فإنه لا صبر لي عليها أحب إلي من أن يعلم الله من قلبي أني لذلك الموضع أهل.

- مرحبا بهذه الوجوه
ويذكر ابن كثير عن ساعته الأخيرة، حينما احتضر قال: أجلسوني، فأجلسوه، وقال: إلهي أنا الذي أمرتني فقصرت، ونهايتني فعصيت ثلاثا، ولكن لا إله إلا الله، ثم رفع رأسه فأحد النظر، فقالوا: إنك لتنظر نظرا شديدا يا أمير المؤمنين، وقال: إني لأرى حضرة ما هم بإنس ولا جان، ثم قبض من ساعته.

وفي رواية أخرى إنه قال لأهله: اخرجوا عني، فخرجوا وجلس على الباب مسلمة بن عبدالملك وأخته فاطمة، فسمعوه يقول: مرحب بهذه الوجوه التي ليست بوجوه إنس ولا جان، ثم قرأ تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا والعاقبة للمتقين [القصص: 83]، ثم هدأ الصوت، فدخلوا عليه فوجدوه قد غمض، وسوى إلى القبلة وقبض.

- خاتمة مبشرة
وقال رجاء بن حيوة كان عمر بن عبدالعزيز، قد أوصى إلي أن أغسله وأكفنه، وأدفنه فإذا حللت عقدة الكفن، أن أنظر في وجهه، قال: فلما فعلت ذلك إذا وجهه كالقراطيس بياضا.


قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك