إرث الحرب المميت.. قصة أمريكي ساعد في إزالة 815 ألف قنبلة من فيتنام - بوابة الشروق
الجمعة 20 سبتمبر 2024 10:30 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

إرث الحرب المميت.. قصة أمريكي ساعد في إزالة 815 ألف قنبلة من فيتنام

هدير عادل
نشر في: السبت 16 مارس 2024 - 6:37 م | آخر تحديث: السبت 16 مارس 2024 - 6:37 م
استعرضت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية قصة الأمريكي تشاك سيرسي الذي قضى عقوداً من حياته في التخلص من الإرث المميت الذي خلفته الحرب الأمريكية في فيتنام، حيث ساعد في إزالة 815 ألف قنبلة من البلد.

* ساحة أعنف المواجهات بحرب فيتنام

خلال زيارة إلى ساحة المعركة السابقة بمنطقة كيه سان في شمال غرب محافظة كوانج تشي، التي شهدت أحد أعنف المواجهات في حرب فيتنام، كان الأشخاص الوحيدون الذين التقاهم سيرسي في الحقل العريض القاحل صبيين صغيرين قاداه إلى صاروخ غير منفجر موجود بجانب حفرة. وعندما حاول أحد الصبيين ركل القنبلة، صرخ الرجل الأمريكي قائلاً: "لا، توقف!".

ونقلت "نيويورك تايمز" عن سيرسي قوله عن تلك اللحظة التي ترجع إلى عام 1992: "كانت هذه أول مواجهة لي مع ذخيرة غير منفجرة. لم يكن لدي فكرة أنني سأكرس حياتي لإزالتها".

ولم تكن هذه المرة الأولى التي يرى فيها فيتنام، حيث خدم هناك جندياً عام 1968، نفس العام الذي شهد معركة كيه سان، وخرج بخيبة أمل.

وبصفته محلل مخابرات عسكرية، كان بإمكانه الوصول إلى مجموعة كاملة من المعلومات الأولية، بدء من أعداد جثث العدو وصولا إلى الادعاءات المبالغ فيها بشأن التقدم الأمريكي.

ويقول سيرسي: "رأيتكل شيء تقريباً...رأيت أن أصدقائنا في الولات المتحدة كانوا يحصلون على معلومات لم تكن مضللة فحسب بل إنها أكاذيب متعمدة"، مضيفاً: "لقد صدمنا ذلك كشباب، وبدأنا نشعر أن النظام متداعي".

وبحلول وقت انتهاء فترة خدمته التي امتدت لعام، وجد سيرسي نفسه يشكك ليس فقط في الحرب ولكن شخصيته أيضاً. وأوضح: "تساءلت أحياناً عما إذا كان عدم جرأتي للخروج لقول إن هذا أمر خاطئ، يعد إخفاق أخلاقي من جانبي. لقد كان هذا مصدر قلق جعلني أشعر بالفشل في واجب أضطلع به كأمريكي".

* الواجب والإرث الفتاك

وذكرت "نيويورك تايمز" أن هذا الشعور بالواجب دفعه للالتزام بتصحيح أحد جوانب الإرث الأكثر فتكاً للحرب، ألا وهي الملايين من القنابل غير المنفجرة والألغام الأرضية التي تواصل قتل وإصابة الناس كل عام.

والآن، بعدما بلغ سيرسي من العمر 79 عاما ويعيش في هانوي، ربما يكون المحارب الأمريكي الأكثر شهرة بين الفيتناميين، حيث كثيراً ما يجري حوارات محلية ويدلي بتصريحات تؤكد رؤاه المناهضة للحرب، والمساعدة في استمالة السياسات الأمريكية إلى الحوار مع فيتنام.

وأوضح سيرسي أن ما يحفز التزامه تجاه رفاهة فيتنام ما بعد الحرب ليس الشعور بالذنب، بل الشعور بالمسئولين لمحاولة علاج الضرر الذي تسبب بلده فيه.

وقال سيرسي إن نحو 8 ملايين طن من الذخائر ألقيت على فيتنام من عام 1965 إلى عام 1975. وأصبحت القنابل التي لم تنفجر ألغاماً أرضية بحكم الأمر الواقع، والتي تقدر الحكومة الفيتنامية أنها تسببت في مقتل وإصابة 100 ألف شخص منذ نهاية الحرب.

وعندما علم سيرسي بعدد الناس الذين لا زالوا يقتلون جراء القنابل غير المنفجرة، شعر بالصدمة. وأصبح الأمر مهمته. وأسس مع مؤسسة "المساعدات الشعبية النرويجية" – وهي منظمة تعمل في إزالة الألغام في عدة دول – "المشروع رينيو" بأموال من متبرعين خاصين.

ومنذ بدأ "المشروع رينيو" عمله، تراجعت حصيلة الضحايا في كوانج تشي من أكثر من 70 حادثة في العام إلى صفر عام 2019. وبالعمل مع المؤسسة النرويجية، يوظف "المشروع رينيو" 180 من خبراء إزالة الألغام.

وفي عام 2003، تقلد سيرسي وسام الصداقة الوطنية لفيتنام، وهو أرفع وسام يتقلده أجنبي ساهم في رفاهة البلد.

وقال سيرسي إنه على مدار عقدين جرى تفجير أو تعطيل 815 ألف قنبلة من جميع الأنواع: قنابل أسقطت جواً، والقنابل العنقودية، وقذائف المدفعية، والفخاخ المتفجرة، والقنابل اليدوية، وقذائف الهاون.


قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك