بينهم تتش كوانج دك.. آرون بوشنيل يعيد إلى الأذهان تاريخ من أحرقوا نفسهم من أجل حقوق الإنسان - بوابة الشروق
الجمعة 20 سبتمبر 2024 5:26 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

بينهم تتش كوانج دك.. آرون بوشنيل يعيد إلى الأذهان تاريخ من أحرقوا نفسهم من أجل حقوق الإنسان

الشيماء أحمد فاروق
نشر في: الأربعاء 28 فبراير 2024 - 11:08 ص | آخر تحديث: الأربعاء 28 فبراير 2024 - 11:08 ص
عبر التاريخ لجأ كثير من الداعمين لحقوق الإنسان والرافضين للاضطهاد والتمييز والعنصرية والقهر، إلى فعل إشعال النار في ذواتهم كأسلوب اعتراض صارخ، لرفض أشكال العنف ضد الآخر واضطهاده.

وأعاد فعل الطيار الأمريكي الشاب آرون بوشنيل، الذي أحرق نفسه أمام السفارة الإسرائيلية، بعضا من أسماء هؤلاء ومن بينهم "تتش كوانج دك".

توفى آرون بوشنيل بعد أن أشعل النار في نفسه أمام السفارة الإسرائيلية في واشنطن، في عمل احتجاجي ضد سياسة القمع ودعم الحكومة الأمريكية للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة المحاصر.

حاول بوشنيل، 25 عاما، توثيق اعتراضه على ما تفعله قوات الاحتلال، حيث قال بوشنيل خلال تسجيله مقطع الفيديو قبل أن يضرم النار في نفسه: "أنا عضو نشط في القوات الجوية الأمريكية، ولن أكون متواطئا بعد الآن في الإبادة الجماعية، أنا على وشك المشاركة في عمل احتجاج متطرف، ولكن بالمقارنة مع ما شهده الناس في فلسطين على أيدي مستعمريهم، فهو ليس متطرفا على الإطلاق، وهذا ما قررت طبقتنا الحاكمة أنه سيكون طبيعيا".

من هو تتش كوانج دك؟

في أحد شوارع سايجون المزدحمة في يونيو 1963، أشعل الراهب البوذي ثيك كوانج دك النار في نفسه.

وقال جون كينيدي، رئيس الولايات المتحدة سابقا ذات مرة عن صورة الراهب البوذي دك: "لم تكن هناك صورة إخبارية في التاريخ قادرة على توليد قدر كبير من المشاعر في مختلف أنحاء العالم مثل تلك الصورة".

بدأ الأمر من احتفال بوذي في مدينة هيو، وكان ذلك هو عيد ميلاد غوتاما بوذا، وخرج أكثر من 500 شخص إلى الشوارع وهم يلوحون بالأعلام البوذية ويحتفلون، لكن في فيتنام، كانت هذه جريمة، على الرغم من أن ما يزيد عن 90% من الأمة كانوا بوذيين، إلا أنها كانت تحت حكم الروم الكاثوليك، بقيادة الرئيس نغو دينه ديم، الذي أصدر قانونًا يمنع أي شخص من رفع علم ديني.

كانت الأصوات المتذمرة في جميع أنحاء فيتنام تشكو بالفعل من أن ديم كان يمارس التمييز ضد البوذيين، ولكن التجمع الكبير والهتافات التي خرجت شجعت آخرين على الحديث واثبات هذا الاضطهاد الذي يعاني منه البوذيين، وتحولت العطلة إلى احتجاج، مع خروج حشود متزايدة للمطالبة بمعاملة متساوية للبوذيين، وخرج الجيش في ناقلات مدرعة للحفاظ على السلام، لكن الأمور خرجت عن السيطرة.

وسرعان ما تطورت الأحداث وأطلقت القوات النار على الحشد، وألقيت قنابل يدوية واقتحمت المركبات التجمعات، وأدى ذلك إلى مقتل 9 أشخاص، اثنان منهم من الأطفال الذين سحقوا حتى الموت تحت عجلات ناقلات الجنود المدرعة.

بعد هذا الحادث، تلقى مالكولم براون، مدير مكتب وكالة أسوشيتد برس في سايغون، أنباء تفيد بأن "شيئًا مهمًا" سيحدث خارج السفارة الكمبودية، وكان البوذيون قد أصدروا قائمة من 5 مطالب تدعو إلى المساواة الدينية والعدالة للموتى.

التقى براون بـ دك، وهو راهب بوذي أمضى 3 سنوات يعيش في عزلة تامة كناسك مقدس في جبال فيتنام، وتبعه هو وموكب مكون من 350 راهبًا وراهبة، وهم يشقون طريقهم إلى وسط المدينة وجلس دك على وسادة بسيطة في وسط تقاطع سايغون المزدحم، وسكب راهب آخر مادة مشتعلة عليه ثم أشعل دك النار بعود ثقاف في يده.

انتشرت الصور حول العالم وأصبحت محل حديث الصحف العالمية، وبدأ سفير الولايات المتحدة في فيتنام بالضغط على ديم لتلبية مطالب البوذيين، في حين هدد وزير الخارجية الفيتنامي بشكل مباشر بالتنصل من النظام والحكومة علنًا إذا لم يرضخ للضغوط ويحاول تنفيذ المطالب.

بعد ما فعله "الراهب المحترق"، أصبحت أيام الرئيس ديم معدودة، بدأ القوميون الفيتناميون بقيادة الجنرال دونج فان مينه بالتخطيط للإطاحة بالرئيس، ودعمتهم الولايات المتحدة، وبالفعل تحقق ذلك في مطلع شهر نوفمبر 1963.


قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك