عن السطو على تراث أحمد فؤاد نجم (2-2) - نوارة نجم - بوابة الشروق
الجمعة 7 فبراير 2025 1:21 ص القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تتوقع نجاح اتفاق الهدنة في غزة؟

عن السطو على تراث أحمد فؤاد نجم (2-2)

نشر فى : الخميس 6 فبراير 2025 - 6:45 م | آخر تحديث : الخميس 6 فبراير 2025 - 6:45 م

بلغنا فى المقال السابع ذكر المتحدث باسم شركة صوت الحب، إذ تواصل مع السيدة الفاضلة أرملة والدى، وهم بخداعها ــ عفوًا ليس فى اللغة لفظًا أكثر تهذيبًا لوصف فعلته ــ موهمًا إياها بأنها سوف توقع على بيع أغنيتين، بينما ينص العقد المذكور على التوقيع على بيع كامل تراث أحمد فؤاد نجم، ولولا ستر الله، وحسن تصرف السيدة أرملة والدى لوقع المحظور، ولضاع حق والدى وحق الورثة من بعده.
بعد إلحاح من السيد مندوب شركة صوت الحب، أخذ رقم هاتفى من السيدة نبوية أرملة والدى الشاعر أحمد فؤاد نجم، ثم تواصل معى ليعرض علىَّ عرضًا مغايرًا: نريد شراء إدارة محتوى أعمال أحمد فؤاد نجم.
- شكرًا.. لن نبيع إدارة المحتوى لأحد.
- لماذا؟ لقد أخذنا توقيع ورثة الشيخ إمام.
- ورثة الشيخ إمام لهم حق التصرف فى الألحان بمنأى عن الكلمات، يمكنهم بيع الألحان دون الكلمات، أو وضع كلمات أخرى لشاعر آخر رضى بالتعاقد معكم.
- نعم أفهم ذلك، ولذلك نتواصل معكم.
- شكرًا، لن نبيع محتوى أبى لأحد.
وظننت أن الأمر توقف عند هذا الحد حتى وقع ما رويته فى المقال السابق من حظرى استخدام محتوى والدى وادعاء موقع اليوتيوب أن المحتوى مملوك لجهة اسمها Believe A. ما أدى إلى قيامى بإرسال شكاوى إلى موقع اليوتيوب الأمر الذى قادنا إلى حظر بعض من قنوات هذا الحساب الذى تبين لى من مكالمة الأستاذ إسلام مجدى أنه شركة صوت الحب.
حين اتصل بى الأستاذ إسلام مجدى ادعى أنه أخذ رقم هاتفى من الشاعر زين العابدين فؤاد، متناسيًا أنه كان قد اتصل بى سابقًا وأنى على علم بأنه أخذ رقم هاتفى من أرملة والدى. ثم قال لى نصًا: يا أستاذة حضرتك عملتى ريبورتات (شكاوى) ووقفت لنا قنوات على اليوتيوب وده أكل عيش ناس!
أوضحت له أن الناس لا تمتهن أكل مال اليتامى كوظيفة، وحين يطالب صاحب الحق بحقه لا يتهم بقطع الأرزاق. فأجابنى بأنهم «تحت أمرى» فى أى شىء، إلا أننى علىَّ، وقبل كل شىء، مراسلة اليوتيوب، والادعاء بأننى كاذبة، وأننى لا أمتلك هذا المحتوى، ليتمكنوا هم من إعادة فتح الثلاث قنوات، لأن هناك «شباب فنانين بياكلوا عيش من ورا القنوات دى»! ثم أردف: طلباتك إيه؟ فأجبت: عايزة ورثى لو سمحت لو ما يضايقكش. حين انسد أفق الحوار، وداهمنى صداع ارتفاع ضغط الدم، أحلت السيد إسلام إلى المحامى مالك عدلى الذى اقترح عليه أن يعطونا تلك القنوات، وهذه هى الحالة الوحيدة التى يمكن أن نرد بها القنوات، «وزى ما أخدتم حاجة مش بتاعتكم ترجعوها». فعاود الأستاذ إسلام الاتصال بى، وأعاد على مسامعى قصة الشباب الطاهر الذى يقتات على ميراث أبى، وأن علىَّ رد القنوات، ثم أخذ يقص علىَّ أقصوصة أن شركة بيليف إيه هى مجرد موزع، وهى مملوكة لشريف منتصر، وهو ابن عاطف منتصر، وعاطف منتصر هذا هو الذى اكتشف أحمد عدوية! قالها بفخر وكأن اكتشاف أحمد عدوية يعفى صاحبه من المسئوليات الجنائية، وأخذ يؤكد: «إلا مال اليتامى، ده انتوا كمان يتامى ولايا، معقول يعنى أنت تصدقى إننا ناكل مال يتامى؟» وأن من سرق مال اليتامى هى شركة مون ساوند، وهى مملوكة لسحر المنسترلى ــ أرملة والد شريف منتصر على ما سمعت ــ وأن خلافى مع مون ساوند وليس مع بيليف إيه لأنها موزع، ونسى الأستاذ إسلام أنه قال لى فى السابق بأنهم أخذوا توقيع ورثة الشيخ إمام لإدارة محتواه الفنى. فقلت ردوا علىَّ ميراثى، فأجابنى: حضرتك كده مش عايزة تحلى. أنهيت المكالمة وفوجئت بأنفى ينزف دمًا من فرط الغيظ.
اتصل بى الدكتور حسن شرشر صديق والدى وقال فى مكالمة مقتضبة: أنا مش عارف فيه إيه؟ بس هم كلمونى وقالوا لى قول لنوارة إن شريف منتصر كويس.

هممت برواية القصة للدكتور حسن شرشر، فقاطعنى: أنا مش عارف ومش عايز أعرف، بس أنا باقولك يعنى.. باى.
ثم تواصلت معى صديقتى المونتيرة الأستاذة ولاء سعدة وأعادت نص ما قاله حسن شرشر، إلا أنها استمعت إلى قصتى، فبادرتنى: لا أنا معاك فى أى حاجة. ثم تواصلت مع الصديق المشترك الذى تطوع بالوساطة وطلبت منه أن يتخلى عن تلك الوساطة لأن من يتوسط لهم قاموا بالسطو على ميراث أحمد فؤاد نجم. تواصل معها الأستاذ شريف منتصر وأخبرها بأن شركة صوت الحب أخذت توقيع إحدى وريثات الشيخ إمام على عقد ينص بأن الشيخ إمام ملحن ومنتج لتلك الأعمال الفنية، وبناء عليه، فهم يملكون كلمات أحمد فؤاد نجم لأن الشيخ إمام منتج! حين أبدت ولاء دهشة ساخرة من وصف الشيخ إمام بالمنتج، أجابها بأن «الماستر»/ أصول التسجيلات، مملوكة للشيخ إمام وبناء عليه فهو منتج.
والحقيقة أن أصول التسجيلات مملوكة لوالدتى الكاتبة صافى ناز كاظم، وكنت ذكرت بأنها تبرعت بها للأستاذ سيد عنبة ليقوم بنقل المحتوى من الشرائط إلى الصيغة الرقمية. بيد أن امتلاك أصول التسجيلات لا يجعل من مالكه منتجًا، كما أنه لا يوجد عقد وقعه أبى للشيخ إمام بوصفه منتجًا. بالاختصار، قامت شركة صوت الحب بالتغرير بإحدى وريثات الشيخ إمام، وأخذ توقيعها على عقد يضعها فى موقف حرج قانونًا، وهذا هو ما كان يرنو إليه الأستاذ إسلام مجدى حين خابر أرملة والدى، أن يأخذ توقيعها على ما تجهل كما فعل بوريثة الشيخ إمام رحمها الله.
بتوكيل من السيدة نبوية على عبد الوهاب، أرملة والدى، والحارس القضائى على تركة أحمد فؤاد نجم، قام الأستاذ مالك عدلى برفع دعوى قضائية على كل من شركة صوت الحب، وشركة مون ساوند المملوكة للسيدة سحر المنسترلى، وشركة بيليف إيه ووكيلها شريف منتصر.
تواصلت مع الدكتور مدحت العدل، رئيس جمعية المؤلفين والملحنين، والذى أوصلنى بالدكتور حسام لطفى، المحامى المرموق وهو محامى الجمعية. طلب منى الدكتور حسام لطفى إدراج كل أعمال والدى فى الجمعية، إذ إنه كان يظن بأن العدد المدرج من أعمال أبى قليل. تواصلت مع الأستاذ أشرف السر خوجلى، الموظف بجمعية المؤلفين والملحنين، والذى أكد لى أن والدى أدرج معظم أعماله فى الجمعية بما يصل إلى 245 عملاً فنيًا، ثم أرسل لى قائمة بالأعمال الفنية التى أدرجها أبى فى الجمعية، فأضفت عليها ما كان ينقصها ليصل مجمل الأعمال إلى 309 أعمال فنية ما بين أغنية ومسرحية ومقدمات ونهايات مسلسلات وأغانى مسرحيات ومن بينها كل ما لحنه الشيخ إمام.
حاول الدكتور حسام لطفى أن يحل الأمر بشكل ودى، فتواصل مع شريف منتصر، ليخبره الأخير بأننا سوف نتقابل فى المحكمة، وأن لديه عقدًا موقعًا من إحدى وريثات الشيخ إمام ينص على أن الشيخ إمام منتج لتلك الأغانى وليس ملحنًا فقط، وبناء عليه فهم يملكون ميراثى.
ما زاد على ذلك، هو أن صوت الحب قدمت اعتراضًا لليوتيوب بأنهم مالكون لذلك المحتوى، فخاطبنى اليوتيوب محذرًا إياى بأنه سوف يقوم بإعادة فتح القنوات ما لم أرسل له ما ينص على أننى ألاحق صاحب القناة قضائيًا. أرسلت لليوتيوب ما يلى: صورة من جواز سفرى، صورة من إعلام الوراثة، صورة من الحكم القضائى الذى يعين السيدة أرملة الوالد حارسًا قضائيًا على التركة، صورة من فهرس الأعمال الشعرية الكاملة لأحمد فؤاد نجم، وصورة من إيصال تسجيل القضية المرفوعة على الشركات المذكورة. فما كان من اليوتيوب إلا أن أعاد فتح القنوات السارقة بذريعة أننى لم أرسل إليهم نص الدعوى القضائية.
الأمر الآن بين يدى القضاء المصرى، ومعى كل ما يثبت حقى فى تراث أبى الذى كنت تركته لأبناء مصر لا للشركات التى تريد التربح مما لم يتربح منه صاحبه.

وإننى إذ ألاحق تلك الشركات، فلن أهدأ حتى أستنقذ منهم تراث الشاعر أحمد فؤاد نجم، مهما كلف الأمر، وأقوم بذلك استنقاذًا لتراث مصر من يد من يعبثون به، متلاعبين بنصوص العقود، ومستغلين حسن نية بعض الورثة وعدم درايتهم بالقانون.
كتب أبى الشاعر أحمد فؤاد نجم كلماته من «دم قلبه»، وحق له أن يقول: «ويا موج بحر الليالى، عديتك وأنت عالى، ودفعت المهر غالى بالأيام والسنين».
إن السطو على أعمال أبى، لهو سطو على سنين عمره وتضحياته وولائه المطلق وغير المشروط لوطنه الذى دفع له عمره مهرًا، ولهو سطو على ميراث أبناء مصر جمعاء، الذين وهبهم أبى خلاصة موهبته ولم يأخذ مقابلاً على إخلاصه فى التعبير عنهم والحديث بلسانهم. وإن تربح بعض الشركات بما لا يحق لهم وما لا يملكون لهو إهانة لذلك التاريخ، وللمواطنين المصريين الذين نطق نجم عنهم، فسجن هو وغنوا هم، وهو إهانة شخصية لى حيث أشعر بالذنب أننى أفلته من يدى، وكنت أظن أننى بسطت مائدة رحمن بأعماله لمن عاش عمره من أجلهم، وضحيت، وأختاى، بكل غالٍ ونفيس من أجل السير على خطى أبى، متمترسات بعفاف النفس والكرامة والأكل من الكد الشخصى، وغادرت كل أخت لى دنيانا، الواحدة تلو الأخرى، وكل منهما تأبى أن تمد يدًا لتقتات على كفاح والدها، فإذا بى أفزع على سرقة بواح.
ولقد عبرت جمعية المؤلفين والملحنين، الممثلة فى محاميها الدكتور حسام لطفى، مشكورة، عن استعدادها للتضامن معنا فى القضية، وإننى أهيب بكل مواطن غنى لأبى وغنى له وعنه أبى، وأسعده أن يتحدث نجم بلسانه أن يتضامن معنا فى هذه القضية الوطنية ضد من يسرقون أحلام الناس ويتجارون بها.
والسلام ختام.

نوارة نجم أديبة مصرية
التعليقات