أحلام أجيال الأهلى مشروعات عملاقة - حسن المستكاوي - بوابة الشروق
الأربعاء 19 فبراير 2025 7:37 ص القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تتوقع نجاح اتفاق الهدنة في غزة؟

أحلام أجيال الأهلى مشروعات عملاقة

نشر فى : السبت 15 فبراير 2025 - 6:30 م | آخر تحديث : السبت 15 فبراير 2025 - 6:30 م

** كان حفلًا أنيقًا يليق بمكان إقامته مقاربًا لمعبد حتشبسوت الذى يبلغ عمره قرابة 3500 عام، والذى يعكس ريادة قدماء المصريين فى البناء والهندسة. وكان الحفل أنيقًا يليق بمكانة الأهلى، وتبارى الصديقان يعقوب السعدى وشريف فؤاد، فى بلاغة التقديم المعبر عن قيمة الحدث.. إنه استاد الأهلى حلم أجيال من أبناء النادى وجماهيره. وسوق يستغرق العمل فى المرحلة الأولى 200 أسبوع، وبالفعل بدأ العد التنازلى فورًا.
** هذا إنجاز يحسب لمجلس إدارة الأهلى الحالى، بقيادة الكابتن محمود الخطيب، الذى أشار فى كلمته أولًا إلى قوة ودور ومساندة جماهير الأهلى، كما أشار إلى بطولات النادى الأخيرة، والتوسعات فى مقره بالشيخ زايد، والعمل فى بناء فرع التجمع الخامس. والواقع أن كل جيل من أبناء الأهلى كان يبنى، ويستكمل حلم الجيل السابق. وسوف أعود إلى جيل الرواد والمؤسسين.
** كان رئيس الأهلى صلاح دسوقى أول من طرح فكرة البحث عن مقر جديد فى عام 1965، لكن الفريق أول عبدالمحسن كامل مرتجى مع مجلس الإدارة بدأ عمليات البحث عن مقر إضافى للأهلى عندما تولى رئاسة المجلس ثم حصل على أرض مدينة نصر، وبدأت عمليات البناء، ثم حقق مجلس الكابتن صالح سليم إنجازًا جديدًا فى مدينة نصر ببناء مجمع حمام السباحة، وأذكر أن المهندس إبراهيم المعلم اتصل بى يومها، وطلب منى الحضورلمشاهدة هذا المجمع، وكان الكابتن صالح سعيدًا بما تحقق، فهو من أجل الأهلى.
** وأعود إلى الرواد والمؤسسين، ومصدرى هنا هو محاضر مجلس إدارة النادى الأهلى التى يحتفظ بها منذ عام 1907 حتى اليوم، وقد سمح لى الكابتن صالح سليم بالاضطلاع عليها، وهى تمثل أفضل توثيق فى تاريخ الحركة الرياضية المصرية. فما هو مسجل بها بعيد عن الهوى، والخيال والمجاملة، وإنما الحقيقة كما وقعت وحدثت والرواية بقلم أصحابها.
** عندما دخلت الكهرباء إلى النادى عام 1922، كان ذلك واحدًا من مشروعات الأهلى الكبيرة التى استحقت احتفال الأعضاء. فقد كان المبنى الرئيسى للأهلى يضاء بالفوانيس ـ وكانت طرقاته وحديقته تضاء بالغاز منذ تأسيسه وحتى مطلع العشرينيات من القرن الماضى وتوالت المشروعات العملاقة، ومنها حمام السباحة بالجزيرة، والذى بنى فى عهد أحمد عبود باشا، واستغرق مشروع ملعب كرة القدم سنوات، وكانت بدايات الإصلاح والتطوير عام 1917، حيث تقرر توسيع حوش الكرة ـ عرضًا ـ بقرار من إدارة النادى، واستخدم الأهلى 35 جنديًا من جنود القوة الأسترالية التى كانت تعسكر فى أرض المعرض الزراعى (مكان الأوبرا الحالى) لإصلاح الملعب.
** كانت تلك هى البداية، لكن صورة ملعب مختار التتش أخذت فى التكوين، بدءًا من عام 1948، واكتملت عام 1960. وفيما بين التاريخين كانت تضاف قطعة أو جزء إلى هذا المشروع، واستغرق مشروع ملعب كرة القدم سنوات. وقد كان الأهلى سباقًا فى التفكير ببناء ملعب متكامل بمفهوم الاستاد، وفى الجمعية العمومية التى عقدت عام 1949 تمت الموافقة على بناء مدرجات تسع 20 ألف متفرج بميزانية قدرها سبعة آلاف جنيه. وقد تمت تعلية المدرجات، وبناء أبواب متحركة بتكلفة إجمالية قدرها 22362 جنيهًا، فى عام 1951، وبعد ثلاثة أعوام طرحت فكرة إنارة الملعب، لإقامة حفلات لمصارعة الثيران بمناسبة مهرجان 23 يوليو 1954، وحصل الأهلى بالفعل على إعانة قدرها 3 آلاف جنيه من وزارة الشئون الاجتماعية لإنارة الملعب. وقام بهذا العمل شركة المقاولات الكهربائية بتكلفة قدرها 11754 جنيهًا فى عام 1956.
وكان الأهلى هو أول نادٍ مصرى يضع عدادات للملعب الرئيسى لكرة القدم، لإحصاء عدد الحضور من الجمهور، وذلك فى نفس العام الذى أضىء فيه الملعب بالأضواء الكاشفة، وكان ذلك لأول مرة فى ملاعب الكرة الرسمية بمصر.
** وفى عام 1960 حصل النادى على قرض قدره 20 ألف جنيه لتوسيع واستكمال مدرجات الملعب ولكى تصل إلى سعتها المقررة منذ مطلع الخمسينيات، وبذل رئيس النادى أحمد عبود باشا، جهودًا مضنية مع بنك الإسكندرية للحصول على القرض، والذى سدده الأهلى من رصيده ومن إيرادات مباريات كرة القدم التى كانت تُقام على ملعبه.
** فى الكتاب الذى مكثت أربع سنوات أعده بالقراءة وأبحث وأصيغه وصدر عن دار الشروق، سجلت ربما لأول مرة أن عمر لطفى بك كان صاحب فكرة تأسيس الأهلى. واستحق أن يوضع اسمه فى لوحة شرف حلم النادى فى القرن الحادى والعشرين. وأعتقد أن صاحب فكرة تأسيس الأهلى يستحق مقالًا خاصًا، فلماذا فكر فى تأسيس هذا النادى؟

حسن المستكاوي كاتب صحفي بارز وناقد رياضي لامع يعد قلمه وكتاباته علامة حقيقية من علامات النقد الرياضي على الصعيد العربي بصفة عامة والمصري بصفة خاصة ، واشتهر بكتاباته القيمة والرشيقة في مقالته اليومية بالأهرام على مدى سنوات طويلة تحت عنوان ولنا ملاحظة ، كما أنه محلل متميز للمباريات الرياضية والأحداث البارزة في عالم الرياضة ، وله أيضا كتابات أخرى خارج إطار الرياضة ، وهو أيضا مقدم برنامج صالون المستكاوي في قناة مودرن سبورت ، وهو أيضا نجل شيخ النقاد الرياضيين ، الراحل نجيب المستكاوي.