الخريطة الجيوسياسية الجديدة للمنطقة.. نهاية سوريا وفلسطين - مواقع عالمية - بوابة الشروق
الأربعاء 18 ديسمبر 2024 11:09 م القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

الخريطة الجيوسياسية الجديدة للمنطقة.. نهاية سوريا وفلسطين

نشر فى : الأربعاء 18 ديسمبر 2024 - 7:50 م | آخر تحديث : الأربعاء 18 ديسمبر 2024 - 7:50 م

نشر موقع Eurasia Review مقالًا للدبلوماسى البريطانى السابق، أليستير كروك، شرح فيه شكل الخريطة الجيوسياسية الجديدة لمنطقة الشرق الأوسط، بعد شطب سوريا منها ككيان مؤثر كان يشكل توازنا أمام الوجود الإسرائيلى. كما تناول التحركات المستقبلية المحتملة -في ضوء هذه التغيرات الجيوسياسية- لبعض القوى الإقليمية والدولية مثل روسيا وتركيا وإيران والصين والولايات المتحدة وإسرئيل.. نعرض من المقال ما يلى:

 

بدأ كروك مقاله بالتأكيد على أن سوريا دخلت إلى الهاوية، فشياطين القاعدة، وتنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، والعناصر الأكثر عنادًا فى جماعة الإخوان المسلمين، كلها تحوم فى البلاد. تفككت الدولة السورية؛ تبخرت عناصر الشرطة والجيش، تاركين مستودعات الأسلحة مفتوحة للنهب. فُتِحَت أبواب السجون؛ لا شك أن بعضهم كانوا سجناء سياسيين؛ لكن كثرا ليسوا كذلك. كما أن هناك حالة من الفوضى والخوف، وشغف رهيب بالانتقام ينتشر فى عمليات الإعدام فى الشوارع. ناهينا عن تدمير إسرائيل البنية التحتية الدفاعية لسوريا بالكامل.
سوريا لم تعد موجودة ككيان جيوسياسى. ففى الشرق، تستولى القوات الكردية (بدعم عسكرى أمريكى) على موارد النفط والزراعة. وتنخرط قوات أردوغان ووكلاؤها فى محاولة لسحق الجيب الكردى تمامًا. وفى الجنوب الغربى، استولت الدبابات الإسرائيلية على الجولان وأراضيها حتى مسافة 20 كيلومترًا من دمشق. باختصار، اختفى التوازن السياسى الاستراتيجى لإسرائيل الذى تمثل فى سوريا منذ عام 1948.
إذن، سوريا مفتتة، فلماذا تستمر إسرائيل وتركيا فى قصفها؟ ببساطة لأن تركيا وإسرائيل تخشيان أن يثبت المتطرفون أنهم عابرون للحدود. لكن من المحتم أن تصطدم إسرائيل فى مرحلة ما بانتقام أردوغان العثمانى. كما أن الجبهة السعودية المصرية الإماراتية لن ترحب بعودة ظهور تنظيم داعش، ولا جماعة الإخوان المسلمين. وتشكل الأخيرة تهديدًا مباشرًا للأردن. وقد تدفع هذه المخاوف دول الخليج إلى التقرب من إيران. وقد تتعرض قطر، التى تدعم مع تركيا الفصائل المسلحة، مرة أخرى للعزل من جانب زعماء دول الخليج الأخرى.
• • •
يضيف كروك: الخريطة الجيوسياسية الجديدة هذه تطرح العديد من الأسئلة المباشرة حول بعض الدول تحديدا؛ روسيا وتركيا وإيران والصين والولايات المتحدة وإسرئيل. بالنسبة لموسكو، قد تتوصل إلى استنتاج مفاده أن «صفقات» وقف إطلاق النار مثل اتفاق أستانا بشأن احتواء الجماعات المتطرفة - داخل حدود منطقة الحكم الذاتى فى إدلب فى سوريا - لا تستحق الورق الذى كتبت عليه. فقد طعنت تركيا ــ إحدى الدول الضامنة لاتفاق أستانا - موسكو فى ظهرها. ومن المرجح أن يؤدى هذا إلى جعل القيادة الروسية أكثر صرامة فى التعامل مع أوكرانيا، وأى حديث غربى عن وقف إطلاق النار.
أما أنقرة، فقد يتبين أن انتصارها بالوكالة فى سوريا كان باهظ الثمن. فقد كذب وزير خارجية أردوغان، هاكان فيدان، على روسيا ودول الخليج وإيران بشأن طبيعة ما كان يُجرى التخطيط له فى سوريا. لكن الفوضى الآن من صنع أردوغان، وسوف يلجأ أولئك الذين خانهم للانتقام منه فى مرحلة ما.
طهران يبدو أنها ستعود إلى موقفها السابق المتمثل فى دعم المقاومة الإقليمية لمحاربة تنظيم القاعدة. وسوف تنضم العراق إلى إيران، وكذلك اليمن. كما ستدرك إيران أن المتبقى من الجيش السورى قد يدخل فى مرحلة من القتال ضد هيئة تحرير الشام. فقد أخذ ماهر الأسد فرقته المدرعة بأكملها معه إلى المنفى فى العراق فى ليلة رحيل أخيه بشار الأسد.
بخصوص بكين، فلن تكون سعيدة بالأحداث فى سوريا. إذ لعب الإيجور دورًا بارزًا فى تحركات الفصائل المسلحة الأخيرة، حيث كان هناك ما يقدر بنحو 30 ألفًا منهم فى إدلب، تحت التدريب من قبل تركيا التى تعتبر الإيجور المكون الأصلى للأمة التركية. ومن المرجح أن ترى الصين أيضًا أن الإطاحة بسوريا بمثابة تأكيد للتهديدات الغربية لخطوط أمن الطاقة الخاصة بها، والتى تمر عبر إيران والسعودية والعراق.
لكن ماذا عن ترامب الذى يقول إنه يريد «إنهاء الحروب» وليس إشعالها. فهل تؤدى إعادة رسم الخريطة الجيوسياسية إلى زيادة أو تقليل احتمالات التوصل إلى تفاهم عالمى بين الشرق والغرب؟ فى كل الأحوال، أشار ترامب بالفعل إلى أن الهيمنة على الطاقة ستكون استراتيجية رئيسية لإدارته. ورغم كل الحديث عن الصفقات المحتملة التى قد يعقدها مع إيران وروسيا، فمن المبكر للغاية أن نقول ما إذا كانت هذه الصفقات سوف تتحقق أم لا.
أخيرًا إسرائيل التى تحتفل بانتصاراتها الآن، فلقد تم احتواء حزب الله، وسوريا أصبحت منزوعة السلاح، وإيران ليست على حدود إسرائيل، كما أن التهديد الذى تواجهه إسرائيل اليوم أقل نوعيًا. فهل يكفى هذا فى حد ذاته للسماح بتخفيف التوترات؟ إجابة هذا السؤال تتوقف على أوضاع وموقف نتنياهو السياسي.
سؤال أخير لا نعرف إجابته أيضا، هل يحتاج رئيس الوزراء الإسرائيلى إلى اتخاذ «الرهان» الكبير المتمثل فى العمل العسكرى ضد إيران، فى ظل التحول المفاجئ للخريطة الجيوسياسية؟

 

ترجمة وتحرير: ياسمين عبداللطيف

النص الأصلى:


https://bitly.cx/V2Ijb

التعليقات