قبعة ميلانيا ترامب.. إن حكت! - مواقع عربية - بوابة الشروق
الخميس 23 يناير 2025 11:35 م القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تتوقع نجاح اتفاق الهدنة في غزة؟

قبعة ميلانيا ترامب.. إن حكت!

نشر فى : الخميس 23 يناير 2025 - 8:05 م | آخر تحديث : الخميس 23 يناير 2025 - 8:05 م

«دائما قم بالادّعاء أنك منتصر. لا تعترف بالهزيمة أبدا. وأنكر كل شىء!»، هذه الوصايا الثلاث لخّصها المحامى الأمريكى روى كون للشاب دونالد ترامب فى نهاية السبعينيات وبداية الثمانينيات. روى كون كان له تأثير كبير على شخصية الرئيس الأمريكى الحالى، كما يخبرنا فيلم «المتدرّج» (إنتاج العام 2024) الذى يحكى حكاية هذه العلاقة التى يمكن بسهولة العثور على بصماتها فى سلوك ترامب، وتاريخه الطويل فى عالم الأموال والاستثمار وإدارة الأعمال، ثم فى عالم السياسة.
علّم المحامى كون دونالد الشاب أن يكون تماما بلا أخلاق، وهو ما طبّقه ترامب بإتقان مع كون نفسه، ويُرينا الفيلم كيف تعامل ترامب باحتقار مع معلّمه، عندما أصيب الأخير بفيروس نقص المناعة (الإيدز) ثم مات بسببه فى العام 1986.
وفى معرض إظهار تصرّف ترامب غير الأخلاقى بحقّ معلّمه، يلفت الفيلم نظرنا إلى عيون إيفانا ترامب ونظراتها، وكيف صارت ترى زوجها بعد سلوكه مع محاميه، وقبل ذلك مع شقيقه الذى أدمن الكحول ومات بسببه.
فى عينىّ إيفانا يظهر مزيج من خيبة الأمل والورطة والخوف، وهى تنظر إلى سلوك زوجها القاسى واللامبالى حتى بأقرب المقرّبين إليه. يُرينا الفيلم نظرات تشى بأن إيفانا عرفت أنها لا ينبغى أن تكمل حياتها مع دونالد. وبالفعل وصل زواجها من ترامب إلى حائط مسدود، وانتهى إلى الطلاق فى العام 1992.
عينا إيفانا ونظراتها كانت تقول الكثير فى الفيلم. وربما بسبب الأعين وما تقوله، اختارت ميلانيا ترامب، زوجة دونالد الحالية، أن تلبس قبعة مثيرة للجدل فى حفل تنصيبه. والقبعة كما يبدو من معظم صور ميلانيا فى الحفل، تحجب العينين بسبب تصميمها الدائرى، فيبدو وكأن السيدة الأولى الأمريكية (للمرة الثانية) تحاول أن تخبّئ بالقبعة، ما يمكن أن تقوله عيناها، وهو ما يمكن أن يعكس حقيقة مشاعرها تجاه زوجها الذى ارتبطت باسمه فضائح جنسية.
لم تكن ميلانيا السيدة الأولى التى تلبس قبعة فى حفل التنصيب، فبحسب صحيفة «نيويورك تايمز»، لبست كل من مامى آيزنهاور، ونانسى ريجان، وجاكى كينيدى قبعات فى حفلات تنصيب أزواجهن، لكنها كانت كلها قبعات صغيرة من النوع الذى لا يُخفى وجه السيدة الأولى. وقد لاحظت الصحيفة أن قبعة ميلانيا من النوع الذى يُخفى بماذا تفكّر فى تلك اللحظات، وأن القبعة، كما تقول «نيويورك تايمز»، تذكّر بقبعة شخصية «زورو» الذى يُخفى وجهه بقناع وقبعة. وقد بدا لافتا أن ميلانيا لم تخلع قبعتها ولا معطفها فى الداخل، وهو ما فسّرته الصحيفة بأن السيدة الأولى «ترسم حدودها» مع المحيط ومع زوجها.
وقد لعبت القبعة، إلى جانب حجب العينين، دورا آخر، تمثّل فى منع ترامب من تقبيل ميلانيا، بعدما حال إطار القبعة بين شفتى الرئيس وخدّ زوجته. وقد رأى كثيرون أن القبعة تبدو وكأنها لُبست عن قصد لهذا السيناريو. وهذا ليس جديدا على ميلانيا وعلاقتها بدونالد. فقد لاحظ كثيرون أيضا، خلال فترة رئاسة ترامب الأولى، وحتى خلال حملته الانتخابية الأخيرة، أن تفاعلاتهما العلنية محدودة، وتبدو مصطنعة فى كثير من الأحيان.
وقد سجّلت الكاميرات لحظات لرفض ميلانيا إمساك يد زوجها فى مناسبات عدة، ورُبط ذلك بامتعاض ميلانيا من التقارير والأخبار التى تتحدث عن علاقات زوجها المزعومة مع نساء أخريات.
بالقبعة تُخفى ميلانيا، على الغالب، ما يمكن أن تفضحه عيناها من نظرات تحمل خوفا أو احتقارا لزوجها، على غرار ما تبدو عليه عينا إيفانا فى الفيلم عن ترامب ومحاميه الذى علّمه السحر.

وبهذا لا يكون اختيار ميلانيا هذه الأزياء والأكسسوارات و«اللوك» الداكن (وكأنها تحضر عزاءً، لا تنصيبا) مجرد خيار سيئ متعلّق بالموضة، إذ وصفت بعض مواقع الموضة الأمريكية ملابس ميلانيا بأنها «الأسوأ« فى مناسبات التنصيب على الإطلاق. بل قد يكون اختيارها ملابسها وقبعتها لغاية فى نفسها، ولربما لو أُتيح للقبعة أن تحكى، لأخبرتنا بأن ميلانيا تُخفى بها ما فى نفسها، وما قد يظهر على وجهها وفى عينيها.. إن حكت!
حسام فران

موقع درج
النص الأصلى:

التعليقات