فى كل عام تفاجئنا دراما رمضان بعدد من الوجوه الشابة الموهوبة الواعدة والمبشرة، والتى يمكن أن تشكل كتيبة جديدة لنجوم المستقبل، سواء على شاشة الدراما أو السينما بما تملكه من إمكانيات خاصة ووعى وفهم لمفردات العصر.
ولكى يتحقق ذلك، أرى أنه يجب على تلك الوجوه أن تحافظ على حالة التفاف الجمهور حولها خلال شهر رمضان، وألا ينحرفوا عن المسار، وأن يختاروا أدوارا وأعمالا تضيف إليهم ولا تأخذ من تألقهم، وأن يفكروا فى المستقبل خطوة خطوة.
ومن الجانب الآخر على المنتجين والموزعين والمخرجين أن يؤمنوا بأحلامهم وقدراتهم ويمنحونهم مزيدا من الفرص الحقيقية، وألا يخشوا إيرادات الشباك، مثلما حدث فى حقب سابقة، فكل النجوم الكبار لولا أنهم عثروا على من آمنوا بهم وهم فى أول الطريق لما حققوا تاريخا.
أعود لقائمة الوجوه التى كشفت عنها شاشة دراما هذا العام، وحققت مردودا كبيرا، وأجد من بينهم أحمد غزى، الذى استطاع أن يصنع لنفسه مكانة لافتة فى قلوب الجماهير بتقديم دور مهم فى مسلسل «قهوة المحطة» بشخصية مؤمن.. والذى رأيته بطلا واعدا يستطيع أن يحمل عملا على عاتقه، بإتقانه الشديد لشخصية فريدة تعكس جيلها وهى تصطدم بتحقيق الحلم، وبرز وسط نخبة من المخضرمين مثل بيومى فؤاد ورياض الخولى، وأعتقد سيكون مكسبا لشاشة السينما خلال الفترة المقبلة.
أيضا برزت فى نفس العمل الممثلة الشابة فاتن سعيد التى لعبت دور «شروق» حبيبة مؤمن، هى بحق موهبة كبيرة، أظهرت قدراتها على تجسيد حالة رومانسية تؤمن بقدرها المحتوم وتتمسك به، تحمل طلة مميزة على الشاشة، وأيضا أحمد ماجد الذى قدم شخصية المؤلف محمد نجم بعمق وإحساس، ورأيناه بوجه آخر بمسلسل «فهد البطل» وهو يجسد شخصية عمرو ضابط المباحث بلمسة إنسانية مفعمة بمشاعر مختلطة وهو يصطدم بلحظة ماضيه الحقيقى.
الثنائى الأكثر تألقا وتوهجا كانا أحمد مالك وطه دسوقى بطلى مسلسل «ولاد الشمس» بجوار النجم محمود حميدة، ووضعا بصمة جديدة على طريق البطولة، وهما يذكرانى ببداية رحلة أل باتشينو وروبرت دى نيرو، وبإمكانهما أن يسيرا على نفس النهج وفق مقوماتهما الفنية.
لا نستطيع أن ننكر أن أحمد مالك وضع بصمة جديدة ومهمة تحت الأضواء، بعد أن قدم أحد أهم أدواره فى شخصية «ولعة»، الشاب اليتيم الذى نشأ فى «دار الشمس» للأيتام.. وقدم أداء استثنائيًا، مغايرًا تمامًا لما اعتاد عليه جمهوره، ويتقمص شخصية تحمل مزيجًا فريدًا من التناقضات بين القوة والضعف، العنف والحنان، الطموح واليأس، كذلك طه دسوقى المتألق منذ مواسم متتالية، يحاول الخروج من الإطار الكوميدى، كما فعل فى مسلسل حالة خاصة، عندما قدم دور شاب مصاب بالتوحد وأثبت قدراته التمثيلية ليشكل بشخصية «مفتاح»، محورا آخر فى شكل الثنائى الذى أنشده خلال الفترة المقبلة.
ومن الوجوه الكوميدية يظهر عبدالرحمن محمد بمسلسل «النص»، وكشفت شخصية «زقزوق» بطيبتها وبراءتها وتلقائيتها وظرفها عن موهبة واعدة وجهد وشكل وإضافة حقيقية، كممثل جيد، وطريقته فى الإضحاك هادئة وبسيطة، لا يتكلف ولا يتصنع، خفة ظل فطرية، وذلك بعد أن تألق فى السينما فى فيلم «الحريفة» بجزءيه.
وهناك أيضا الموهوبة دنيا سامى التى شاهدناها بأكثر من وجه فى دراما رمضان، فاتن فى مسلسل «٨٠ باكو»، وعيشة فى «النص»، تمثيلها مدهش بتلقائيته وملامحها المصرية.
كما تتميّز الممثلة الشابة رنا رئيس، بموهبتها الفائقة وجاذبيتها، وأصبحت واحدة من أبرز الوجوه الصاعدة، وقد شاهدناها هذا العام بمسلسل «سيد الناس».
وقد برزت رنا مؤخرا خلال مشاركتها فى الأجزاء الثلاثة من مسلسل «موضوع عائلى» الذى حاز على إعجاب الجمهور.
جيسيكا حسام الدين ممثلة صاعدة تبلغ من العمر ١٥ عامًا حصلت جيسيكا على جائزة أفضل ممثلة شابة من مهرجان بوسطن السينمائى عن دورها فى فيلم «كيرة والجن». إلا أن مشاركتها فى مسلسل «كامل العدد»، كان الخطوة الأبرز فى مسيرتها حيث لفتت الأنظار إليها بشخصية أمينة، وهى فتاة فى عمر المراهقة تعانى من مشاكل نفسية بسبب زواج وانفصال والدتها أكثر من مرة، وابتعاد والدها عنها وعدم اهتمامه بها، ويظهر هذا فى تصرفاتها مع كل من حولها.
وأخيرا هناك أيضا ممثلة شابة واعدة من العيار الثقيل يمكن أن تأخذ فرصا أكبر على شاشة السينما، هى ثراء جبيل التى شاهدناها هذا العام بمسلسل «لام شمسية».
تلك الأسماء هى ركيزة مصر الفنية فى خريطتها الجديدة بعالم التمثيل تنتظر أن تفجر طاقتها وإبداعها وموهبتها أكثر فأكثر.