«هناك نقطة فى غاية الأهمية وهى أن يكون جمهور الأهلى على قدر من المسئولية كما كان جمهور الاتحاد الليبى».. ماذا قصدت من تلك الجملة فى تعليقى على خسارة الأهلى أمام الاتحاد الليبى؟
الإجابة: قصدت أن يكون جمهور الأهلى حاضرا مثل جمهور الاتحاد الليبى. أن يحتشد 80 ألف مشجع باستاد القاهرة الذى يسع 67 ألفا و500 متفرج وفقا للسعة الرسمية، التى لا يلتزم بها أحد حين نريد.. قصدت أن يشجع أنصار الأهلى فريقهم بنفس القدر من الحماس والطاقة.. فى مباراة العودة بالقاهرة.
أما بالنسبة لبعض الأحداث التى صاحبت اللقاء باستاد 11 يونيو.. فإننى سألت ودققت فيما جرى، وعلمت ما يلى:
فى الاجتماع الفنى قبل المباراة حذر ممثل الأهلى فى حضور المراقب من استخدام الليزر وتأثيره على حارس المرمى، وكذلك حذر من الشماريخ والأوراق. وقال المراقب بحسم: الصواريخ والليزر ممنوع.
تعرض بركات خلال اللقاء لإصابة طفيفة بالعضلة الضامة نتيجة إلقاء «شىء ما» من المدرجات.
تعرض وائل جمعة لإصابة جسيمة برأسه حين ألقيت قطعة حديد نحوه من المدرجات. وقال المراقب إنه سوف يثبت ما جرى فى تقريره.
شهدت المباراة حفلة شماريخ. من تلك الشماريخ التى قال عنها المراقب بحسم: إنها ممنوعة.
قامت قوات الأمن وقيادات رياضية ليبية وإدارة نادى الاتحاد بتوفير الحماية وسبل الراحة لبعثة الأهلى طوال فترة إقامتها. واعتبرت تلك الحوادث السابقة مجرد تصرفات فردية من بعض الجماهير.
حماس جماهير الاتحاد البالغ كان طبيعيا. فالفوز على الأهلى بما له من تاريخ وشعبية عربية يساوى الكثير. والاحتفال بهذا الفوز اختلط بالفخر والسعادة والعصبية. وقال رئيس نادى الاتحاد وهو يجلس بالمقصورة الرئيسية إنه لا يصدق ما جرى.
استخدام الليزر والشماريخ ممنوع. والكرة المصرية تحاسب وتعاقب بقسوة عند استخدام الشماريخ، فما هو موقف الاتحاد الأفريقى من استخدام الممنوع فى مباراة الذهاب؟!
الأهلى خسر المباراة بسبب إهدار الفرص، وسوء الدفاع وتواضع حارس المرمى. الأهلى لعب وأجبر فريق الاتحاد على التراجع للدفاع، وفرض الفريق المصرى سيطرته الكاملة فى الشوط الثانى. الأهلى لم يخسر المباراة بسبب الأحداث التى وقعت، فلا تضخموا ما جرى لتبرير الهزيمة.
الخطاب الإعلامى يجب أن يكون حذرا وعلى قدر المسئولية.. والسؤال الذى يواجه الأمة المصرية خلال السنوات القادمة فى محيط الرياضة وفى غير محيط الرياضة: كيف نكسب محيطنا العربى الذى خسرناه بخطاب إعلامى ساذج ومسىء طوال 50 عاما؟!
الجماهيرية الليبية تعد عمقا إستراتيجيا وأمنا قوميا لمصر.. والتعامل مع انفلات بعض المشجعين الليبيين يجب أن يكون فى حدود الملعب والرياضة.. فاحذروا شيطان التعصب!