فنزويلا.. نحو المستقبل - أيمن أبو العلا - بوابة الشروق
الخميس 23 يناير 2025 4:38 م القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تتوقع نجاح اتفاق الهدنة في غزة؟

فنزويلا.. نحو المستقبل

نشر فى : الأحد 28 أبريل 2013 - 11:00 ص | آخر تحديث : الأحد 28 أبريل 2013 - 6:24 م

كتب ميجيل انخيل مونتيافارو بحثا بعنوان «فنزويلا نحو مستقبلها» نشره المعهد الإسبانى للدراسات الإستراتيجية على موقعه على الإنترنت. يدور البحث حول عدة تساؤلات أهما، هل ستصمد «الشافيزية البوليفارية بدون شافيز»؟ وهل سيعطى دارا نيكولاس الرئيس الجديد لفنزويلا توجها جديدا للشافيزية فى ضوء نتائج الانتخابات الأخيرة؟ كيف سيكون دور مرشح المعارضة انريكيه كابريلس فى السياسة الفنزويلية؟ هى أسئلة كثيرة طرحها البحث بعد أن ألهبت الانتخابات التى أجريت فى 14 أبريل الحالى الساحة السياسية الفنزويلية.

 

يقول مونتيافارو إن المستقبل السياسى الفنزويلى لاشك سيتاثر برحيل هوجو شافيز بل إن تأثير رحيله سيمتد إلى كوبا والأرجنتين وكولومبيا وبوليفيا وجميع دول منطقة بحر الكاريبى. ويجب ألا ننسى تأثير ذلك على البرازيل التى كانت تجد راحة كبيرة فى وجود فنزويلا شافيز على يسارها. وبالنسبة إلى روسيا فهى لم تتورع فى إظهار ما يهمها حقا حين مثلت فى جنازة شافيز بواسطة ايفور سيتش رئيس مجلس إدارة شركة النفط الحكومية «روسنت»، حيث تخاف روسيا من أن تحل الصين محلها فى سوق النفط فى تلك المنطقة من العالم. أما الولايات المتحدة فقد حافظت على معدلات تبادل تجارى عالية مع فنزويلا، حيث إنها احتلت صدارة قائمة مستوردين النفط الفنزويلى، ولا شك سوف تحاول التقرب أكثر إلى فنزويلا فى ضوء نتائج الانتخابات الأخيرة.

 

●●●

 

يشرح مونتيافارو كيف كانت المعركة الانتخابية قبل الوصول إلى تلك النتيجة فيقول إن نيكولاس مادورو حاول جاهدا الحفاظ على الشحنة العاطفية التى أثارتها وفاة هوجو شافيز، وذلك حتى يوم الانتخابات. حتى إنه صرح فى الحادى عشر من مارس الماضى بأنه سوف يستمر فى دعم عملية السلام المفتوحة فى كولومبيا بين الحكومة والقوات المسلحة الثورية الكولومبية كما كان يفعل الزعيم الراحل.

 

فى الجانب الآخر وجدنا حوالى عشرين حزبا معارضا تجمعوا حول انريكى كابريلس على طاولة «الاتحاد الديمقراطى». كابريلس وبعيدا عن ترشحه الأخير فى انتخابات 2013 فهو حاكم ولاية ميراندا والمرشح السابق فى الانتخابات الرئاسية التى أقيمت فى أكتوبر 2012، حيث كان منافسا لشافيز. أما «الاتحاد الديمقراطى» فقد ضم تيارات متنوعة ولكنه رغم ذلك حافظ على تماسكه حتى نهاية الحملة الانتخابية.

 

يقول الباحث إن كابريلس بعد أن اطمأن لمساندة المعارضة له أطلق تصريحا قاسيا أدان فيه منافسه باستخدام «جثة شافيز» فى حملته الانتخابية، وبالطبع لم يسكت مادورو على كلمات كابريلس فقد رد عليها بنفس النغمة وبنفس القسوة. فكابريلس الذى يبلغ من العمر 41 عاما كان معارضا قويا لشافيز فى انتخاباته الأخيرة قبل موته، ولا شك أن ذلك سهل له الحصول على أصوات فى انتخابات 2013.

 

يرى مونتيافارو أن إشكالية فنزويلا الشافيزية تظهر بوضوح فى كتاب «الثورة العاطفية» لباتريس ليكومبرى الذى شغل منصب رئيس وكالة فرنس بريس فى كاراكاس لمدة أربع سنوات حيث يحلل طبيعة الشعب الفانزويلى العاطفية.

●●●

 

 

خلال فترة الحملات الانتخابية لم تشكل أى حركة من حركات القوات المسلحة موقفا سياسيا محددا على الرغم من محاولات مادورو لجذبهم لصفه. ولكن فى نفس الوقت يدعونا الباحث ألا نغفل كون القوات المسلحة الفنزويلية تتلاقى مصالحها استراتيجيا مع العسكر الكوبيين. بالإضافة إلى ذلك نجد ان تسييس قوات «الميليشيات الشعبية البوليفارية» المكونة من 125000 مدنى محاطين بالعسكر الذين يحافظون على ولائهم لمادورو، هو أمر حتمى ولا شك فيه. بالإضافة إلى ذلك نجد الأميرال «دييجو الفريدو موليرو» وزير الدفاع الفنزويلى يصرح علنا عن دعمه لترشح ماندورو، وهو الأمر الذى جعل كابريلس يستدعى المادة الدستورية التى تحظر على أعضاء القوات المسلحة التدخل فى الشئون السياسية.

 

●●●

 

يقول الباحث إنه على أية حال فإن الانتخابات التى اجريت يوم 24 أبريل الماضى قد اجريت فى جو هادئ وتحت مراقبة دولية على رأسها المراقبة الإسبانية، حيث أرسلت إسبانيا عدة ممثلين عن أحزابها السياسية. بالطبع عددت حملة كابريلس المخالفات التى حدثت وقت التصويت سواء على صناديق الاقتراع أو عند فرز الأصوات. ولكن فى النهاية أعلن المجلس الانتخابى القومى النتيجة الرسمية: ماندورو حصل على 50،75% من الأصوات بينما حصل كابريلس على 48،97%. نسبة المشاركين كانت 79% ممن لهم حق التصويت، مما يجعل الفرق بين المرشحين حوالى 200000 صوت فقط.

 

يرى مونتيافارو أن تلك النتيجة قد تشير إلى أنه لم يكن هناك «تزوير» لأنه إذا كان هناك تزوير كان الفارق سيكون أكبر من ذلك لصالح مادورو.

 

●●●

 

بالنسبة للتساؤل حول مستقبل الشافيزية، يقول الباحث إن الإجابة عنه أصبحت مفتوحة بعد تصريحات «ديوسدادو كابيو»، رئيس البرلمان الفنزويلى الذى كان خليفة شافيز الدستورى حتى انتخاب مادورو، تلك التصريحات التى تفتح مرحلة جديدة من النقد الذاتى للحزب الحاكم. حيث تناولت التصريحات التضخم الشديد الذى تعانى منه البلاد، والأساليب غير الكفؤ المستخدمة فى استخراج النفط وعدم توافر السلع الأساسية للسكان، ومعدلات الجريمة المرتفعة.. وهى التحديات التى يجب أن تواجهها الحكومة الجديدة

التعليقات