ما أن أعلن الرئيس الأمريكى جو بايدن فى 21 يوليو الجارى انسحابه من سباق الانتخابات الأمريكية المقبلة، حتى صارت نائبته كامالا هاريس نجمة الشباك الأول فى كل صحافة العالم؛ فأفردت لها الصحف ملفات على صفحات كاملة، فضلا عن ساعات طويلة خصصتها شبكات التلفزيون المرموقة لمسيرتها السياسية وحظوظها فى الانتخابات المقبلة كمرشحة محتملة عن الحزب الديمقراطى.
وعلى الرغم من أن هاريس حتى الآن لم تصبح المنافس الرسمى للمرشح الجمهورى دونالد ترامب فى السباق نحو البيت الأبيض، لكن ترشيح الحزب الديمقراطى لها يعتبر مضمونا بشكل كبير بعد أن دعمها بايدن وقادة الحزب المؤثرون: نانسى بيلوسى والرئيسان السابقان، باراك أوباما وبيل كلينتون وزوجته وزيرة الخارجية والمرشحة الرئاسية السابقة هيلارى كلينتون، والأهم أن هاريس تحظى بدعم أكثر من 1976 مندوبًا مطلوبًا لتأمين الترشيح رسميًا، وفقًا لتقديرات المندوبين لشبكة «سى. إن. إن» واستطلاع أجرته وكالة أسوشيتد برس الأمريكية.
*
لم يكن أمر الاهتمام بالمرشحة الديمقراطية المحتملة هاريس قاصرا على وسائل الإعلام، بل امتد ذلك الاهتمام إلى الجمهور، وكشف عنه تصدر سيرتها الذاتية، التى نشرتها بعنوان «الحقائق التى نحتفظ بها: رحلة أمريكية» فى عام 2019، قوائم الكتب الأكثر مبيعًا، وفقًا لتقرير نشره موقع مجلة «بيبول» الأمريكى فى 24 يوليو الجارى.
قال التقرير إن سيرة هاريس تحتل حاليًا المرتبة الأولى فى قوائم السير الذاتية للسياسيين والسير الذاتية للنساء الأكثر مبيعًا على موقع أمازون. ويروى الكتاب تفاصيل رحلة هاريس فى السياسة، بدءًا من طفولتها فى كاليفورنيا كطفلة لمهاجرين ونشطاء فى مجال الحقوق المدنية. ويحتل أيضا كتاب هاريس الثانى، الصادر فى سنة 2009 بعنوان «الذكاء فى التعامل مع الجريمة: خطة المدعى العام لجعلنا أكثر أمانًا» قائمة الكتب الأكثر مبيعا فى قسم علم الجريمة.
*
لم يقتصر الأمر على التفتيش عما كتبته هاريس، بل طال أيضا الكتب المفضلة لديها والتى توصى الناس بقراءتها، وفى هذا الصدد أحصت صحيفة «تايمز ناو نيوز» الأمريكية فى تقرير نشرته على موقعها الإلكترونى فى 22 يوليو الجارى الكتب التى قالت هاريس فى مقابلات سابقة إنها تفضلها، والتى تبرز تفانيها فى فهم القضايا الاجتماعية المهمة، والتى لا يمكن النظر إليها بعيدًا عن سياقها الاجتماعى الذى نشأت فيه، باعتبار أن والدها ووالدتها يعدان قصة ملهمة لاثنين من المهاجرين الذين وجدوا الفرصة فى أمريكا. فجاءت الكتب المفضلة لدى هاريس والتى تنصح بقراءتها بحسب «تايمز ناو نيوز» على النحو التالى:
1- «نادى البهجة والحظ» لأيمى تان
تحدثت كامالا كثيرًا عن تقديرها لهذه الرواية التى تتعمق فى حياة أربع عائلات مهاجرة صينية أمريكية فى سان فرانسيسكو أسست ناديًا يسمى نادى البهجة والحظ. تقدر هاريس كيف يسلط الكتاب الضوء على العلاقات المعقدة والفروق الثقافية التى تشكل حياة العائلات المهاجرة.
2- رواية «عداء الطائرة الورقية» لخالد حسينى
و هى تحكى قصة أمير، وهو صبى صغير من عائلة ثرية فى كابول، وصداقته مع حسن، ابن خادم والده. ويتناول موضوعات التكفير والشعور بالذنب وروابط الصداقة والأسرة. تقدر هاريس الكتاب لعمقه العاطفى وتصويره للقدرة البشرية على التسامح والشفاء.
3- «الابن الأصلى» لريتشارد رايت
وأوصت كامالا هاريس أيضًا بهذه الرواية وهى عمل رائد فى الأدب الأمريكى الأفريقى. تتبع الرواية بيجر توماس، وهو شاب أسود فى شيكاغو فى ثلاثينيات القرن العشرين، وهو يتنقل فى عالم من العنصرية المنهجية والفقر. تعتقد هاريس أن هذا الكتاب ضرورى لفهم السياق التاريخى للقضايا العرقية فى أمريكا والنضال المستمر من أجل العدالة والمساواة.
4- «الشىء المحيط برقبتك» لشيماندا نغوزى أديتشى
«وهى مجموعة من القصص القصيرة التى أشادت بها كامالا هاريس. تقدم القصص تصويرًا حيًا للتجربة النيجيرية، سواء فى نيجيريا أو فى الخارج، وتتطرق إلى موضوعات الهوية والنزوح والجنس.
5- «الرحمة العادلة» لبرايان ستيفنسون
توصى كامالا هاريس بشدة بهدا الكتاب، وهو مذكرات تسلط الضوء على العيوب فى نظام العدالة الجنائية الأمريكى. وترى هاريس، التى تتمتع بخبرة فى القانون والعدالة الجنائية، أن هذا الكتاب مؤثر بشكل خاص بسبب رؤاه الثاقبة للنظام القانونى ودعوته إلى التغيير الهادف.