أدرجت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو"، الحداء، وهو من التقاليد الشفهية في استدعاء قطعان الإبل في المملكة العربية السعودية وسلطنة عمان والإمارات العربية المتحدة، كجزء من التراث الثقافي غير المادي للبشرية.

وقالت اليونسكو إن حداء الإبل في المملكة العربية السعودية وسلطنة عمان والإمارات العربية المتحدة تم إدراجه لعام 2022 على القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للبشرية، وذلك خلال الدورة السابعة عشرة للجنة الحكومية الدولية التابعة لليونسكو لصون التراث الثقافي غير المادي، المقامة في العاصمة المغربية الرباط.

ما هو حداء الإبل؟ وكيف تتم ممارسته؟ ولما تم إدراجه في التراث الثقافي غير المادي للبشرية؟

تختلف الروايات التاريخية حول الحداء، وهو الغناء الذي يطلقه الرعاة للإبل، لكنهم يجتمعون على جذوره الضاربة في التراث العربي، بين المملكة العربية السعودية وسلطنة عمان والإمارات العربية المتحدة، وفقا لما ذكرته صحيفة البيان الإماراتية.

ويطلق الحداء على ترنيمات الراعي التي ينشدها للإبل فتجتمع حوله إن كانت متفرقة، أو تسير في اتجاه محدد إن كانت في قافلة، لذلك هو نوع من التواصل قد تنطبق عليه نظرية الفعل المنعكس الشرطي في علم النفس السلوكي عند بافلوف، لأن الإبل تعرف صوت حاديها وغناءه فتتجاوب معه أكثر من غيره، في تخاطر متبادل يمليه التعود، فيصبح ترديده راحة لها، وهي تتهادى مثقلة بالأحمال في دروب الصحراء أو تائهة في مراعي الكلأ.

وذكرت معاجم اللغة الفصحى أن الحداء ـ بكسر الحاء وفتح الدال ـ ويجوز الحداء ـ بضم الحاء وفتح الدال أو تخفيضها ـ والواحدة من «الحداء أو الحداء» هي «أحدية وأحدوة». ورجل حاد وحداء، هو الذي يحدو الإبل، أي يغني لها لتتبعه.

ويقال إن أول من سن الحداء مضر بن نزار بن معد، وقد أصلت الثقافة العربية لحداء الإبل شعراً وموروثاً شفاهياً متناقلًا، فأسس ذلك المخزون الشفاهي لكم هائل من الحكايات والقصص والمرويات، التي نجدها في كل العصور في التاريخ العربي، قبل الإسلام وبعده.

والحداء هو تعبير شفهي متعدد الأصوات مصحوب بإيماءات أو آلات موسيقية يعزف عليها الرعاة للتواصل مع جمالهم، حيث أن التعبير الإيقاعي مستوحى من الشعر، وفق تقرير اليونسكو.

ويستخدم الراعي لونا فريدا من الأصوات التي اعتادت الإبل عليها لتوجيه القطعان عبر الصحراء أو المراعي إلى منطقة للشرب والتغذية والتحضير للحلب، ويمكن أيضًا استخدام الحداء للتجميع السريع في حالة وجود خطر مباشر مثل العواصف الرملية.

ومن خلال الحداء يقوم الرعاة بتدريب جمالهم على التعرف على الفرق بين اليمين واليسار، وفتح أفواههم عند الطلب، والركوع للأسفل لتركب، لذلك فهذه الممارسة تخلق رابطة قوية بين الإبل ورعاتها، وكذلك بين الرعاة أنفسهم.

ويتناقل هذا اللون من الغناء داخل العائلات والمجتمعات من خلال الكبار إلى الأطفال الذين يرافقون أفراد الأسرة البالغين في رحلات يومية غالبا.