في ذكرى رحيل رائد قصيدة النثر.. محطات في حياة محمد الماغوط - بوابة الشروق
الجمعة 20 سبتمبر 2024 5:47 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

في ذكرى رحيل رائد قصيدة النثر.. محطات في حياة محمد الماغوط

محمود عماد
نشر في: الخميس 4 أبريل 2024 - 8:14 ص | آخر تحديث: الخميس 4 أبريل 2024 - 8:14 ص

تحل اليوم ذكرى وفاة الشاعر والأديب السوري محمد الماغوط، والذي ولد في 12 ديسمبر عام 1934، ورحل في 3 أبريل 2006، هو شاعر وأديب سوري من أبرز شعراء قصيدة النثر أو القصيدة الحرة في الوطن العربي.

ولد في السلمية بمحافظة حماة، وتلقى تعليمه في سلمية ودمشق لكن فقره تسبب في تركه المدرسة في سن مبكرة، كانت سلمية ودمشق وبيروت المحطات الأساسية في حياة الماغوط وإبداعه، وعمل في الصحافة حيث كان من المؤسسين لجريدة تشرين كما عمل الماغوط رئيسا لتحرير مجلة الشرطة.

احترف الأدب السياسي الساخر وألف العديد من المسرحيات الناقدة التي لعبت دورا كبيرا في تطوير المسرح السياسي في الوطن العربي، كما كتب الرواية والشعر وامتاز في القصيدة النثرية التي يعتبر واحدا من روادها، وله دواوين عديدة.

دخل الماغوط بعد عودته إلى السلمية الحزب السوري القومي الاجتماعي دون أن يقرأ مبادئه، وكان في تلك الفترة حزبان كبيران هما الحزب السوري القومي الاجتماعي وحزب البعث، وهو يذكر أن حزب البعث كان في حارة بعيدة في حين كان القومي بجانب بيته وفيه مدفأة أغرته بالدفء فدخل إليه وانضم إلى صفوفه، لم يدم انتماؤه الحزبي طويلا وقد سحب عضويتها في الستينات بعد أن سجن ولوحق بسبب انتمائه.

في هذه الفترة عمل الماغوط فلاحا وبدأت بوادر موهبته الشعرية بالتفتح فنشر قصيدة بعنوان "غادة يافا" في مجلة الآداب البيروتية، بعدها قام الماغوط بخدمته العسكرية في الجيش حيث كانت أوائل قصائده النثرية قصيدة "لاجئة بين الرمال" التي نشرت في مجلة الجندي، وكان ينشر فيها أدونيس وخالدة سعيد وسليمان عواد، ونشرت بتاريخ 1 أيار 1951، وبعد إنهاء خدمته العسكرية استقر الماغوط في السلمية.

كان اغتيال عدنان المالكي في 22 أبريل 1955 نقطة تحول في حياة الماغوط حيث اتهم الحزب السوري القومي الاجتماعي باغتياله في ذلك الوقت، ولوحق أعضاء الحزب، وتم اعتقال الكثيرين منهم، وكان الماغوط ضمنهم، وحبس الماغوط في سجن المزة، وخلف القضبان بدأت حياة الماغوط الأدبية الحقيقية، تعرف أثناء سجنه على الشاعر علي أحمد سعيد إسبر الملقب بأدونيس الذي كان في الزنزانة المجاورة.

خلال فترة الوحدة بين سورية ومصر كان الماغوط مطلوبا في دمشق، فقرر الهرب إلى بيروت في أواخر الخمسينات، ودخول لبنان بطريقة غير شرعية سيرا على الأقدام، وهناك انضم الماغوط إلى جماعة مجلة شعر حيث تعرف على الشاعر يوسف الخال الذي احتضنه في مجلة شعر بعد أن قدمه أدونيس للمجموعة.

في بيروت نشأت بين الماغوط والشاعر بدر شاكر السياب صداقة حميمة فكان كان السياب صديق التسكع على أرصفة بيروت، وفي بيروت أيضا تعرّف الماغوط في بيت أدونيس على الشاعرة سنية صالح (التي غدت في ما بعد زوجته)، وهي شقيقة خالدة سعيد زوجة أدونيس، وكان التعارف سببه تنافس على جائزة جريدة النهار لأحسن قصيدة نثر.

عاد الماغوط إلى دمشق بعد أن غدا اسما كبيرا، حيث صدرت مجموعته الأولى حزن في ضوء القمر (عن دار مجلة شعر، 1959)، التي ألحقها عن الدار نفسها بعد عام واحد بمجموعته الثانية «غرفة بملايين الجدران» (1960)، وتوطدت العلاقة بين الماغوط وسنية صالح بعد فدومها إلى دمشق لإكمال دراستها الجامعية.

وفي العام 1961 أدخل الماغوط إلى السجن للمرة الثانية وأمضى الماغوط في السجن ثلاثة أشهر، ووقفت سنية صالح وصديقه الحميم زكريا تامر إلى جانبه خلال فترة السجن، وتزوج الماغوط من سنية صالح عقب خروجه من السجن، وأنجب منها ابنتيه شام وسلافة.

في السبعينات عمل الماغوط في دمشق رئيسا لتحرير مجلة "الشرطة" حيث نشر كثيرا من المقالات الناقدة في صفحة خاصة من المجلة تحت عنوان "الورقة الأخيرة"، وفي تلك الفترة بحث الماغوط عن وسائل أخرة للتعبير من أشكال الكتابة تكون أوضح أو أكثر حدة.

فكانت مسرحياته المتوالية "ضيعة تشرين"، "غربة"، وفيها أراد الماغوط مخاطبة العامة ببساطة دون تعقيد، وهو واحد من الكبار الذين ساهموا في تحديد هوية وطبيعة وتوجه جريدة تشرين السورية في نشأتها وصدورها وتطورها في منتصف السبعينيات، حين تناوب مع الكاتب القاص زكريا تامر على كتابة زاوية يومية، تعادل في مواقفها صحيفة كاملة في عام 1975 وما بعد.

وكذلك الحال حين انتقل ليكتب "أليس في بلاد العجائب" في مجلة المستقبل الإسبوعية، وكان لمشاركاته دور كبير في انتشار "المستقبل" على نحو بارز وشائع في سورية.

خلال الثمانينيات سافر الماغوط إلى دولة الإمارات وإلى إمارة الشارقة بالتحديد وعمل في جريدة الخليج وأسس مع يوسف عيدابي القسم الثقافي في الجريدة وعمل معه في القسم لاحقا الكاتب السوري نواف يونس.

ومن أبرز أعمال الماغوط: حزن في ضوء القمر - شعر (دار مجلة شعر - بيروت 1959)، غرفة بملايين الجدران - شعر (دار مجلة شعر - بيروت 1960)، الفرح ليس مهنتي - شعر (منشورات اتحاد الكتاب العرب - دمشق 1970.

وفي المسرح:
ضيعة تشرين - مسرحية (لم تطبع - مُثلت على المسرح 1973-1974)، شقائق النعمان - مسرحية، غربة - مسرحية (لم تُطبع - مُثلت على المسرح 1976).



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك