تصدر مسلسل عمر أفندي، الذي يعرض على منصة شاهد، الترند منذ بداية عرض أولى حلقاته، حيث شغلت مقاطع متنوعة من المسلسل مساحات واسعة على منصات التواصل الاجتماعي، سواء إعادة تمثيل lipsing أو مشاركة لقطات سريعة وجُمل حوارية من العمل على تيك توك أو غيرها من المنصات.

كما يحتل المسلسل قائمة Top10 على منصة شاهد هذا الشهر، وهو من بطولة أحمد حاتم، وآية سماحة، ورانيا يوسف، ومصطفى أبوسريع، وميران عبد الرواث، ومحمد رضوان، ومحمود حافظ، ومن تأليف مصطفى حمدي وإخراج عبد الرحمن أبو غزالة.

يتكون مسلسل عمر أفندي من 15 حلقة، فهو ينتمي لنوعية المسلسلات القصيرة، التي انتشرت في الدراما مؤخراً، وتحديداً على المنصات الإلكترونية، وعلى مدار 12 حلقة منه استطاع جذب الجمهور على منصات التواصل وتحقيق مشاهدات مرتفعة، ويعود ذلك لعدة أسباب، منها:

-النوستالجيا

أصبحت هذه الكلمة أحد عوامل الجذب القوية التي يتم توظيفها في المسلسلات مؤخراً، والتي تُغازل الذكريات أو حنين الإنسان نحو الماضي القريب أو البعيد الذي لم يعيشه، ولكن يبني تصورات أفضل عنه، أكثر من حاضره، وقد لعب العمل على نوعين من الماضي، القريب والبعيد، ودمج بينهما بسلاسة من خلال أغنية لولاش، التي ترتبط بذكريات جيل التسعينيات، مع فترة الأربعينيات بملابسها واستعراضاتها المعروفة.

وغنى أحمد حاتم خلال أحداث الحلقة 6 مسلسل عمر افندي، الأغنية الشهيرة لولاش في حقبة الأربعينيات، برفقة آية سماحة، و مصطفى أبوسريع، والأغنية تعود لعام 1990 وهي للمطرب حسام حسني، الذي ساعدهم في إعادة دمجها داخل العمل، وتخطت مشاهدات الأغنية ربع مليون مشاهدة حتى الآن عبر اليوتيوب.

تدور نصف أحداث المسلسل خلال فترة عام 1943، ويعتمد جزء كبير من الكوميديا في هذا الجزء على المفارقات في الكلام والأسلوب بين شخصية عمر –أحمد حاتم- والآخرين حوله مثل زينات –آية سماحة- ودياسطي البوسطجي –مصطفى أبو سريع- وإلى جانب الكوميديا النابعة من هذه الفترة، يضاف أيضاً حب كثير من الجمهور لرؤية الحياة في هذا العصر، شكل القاهرة وشوارعها وملابس النساء والرجال فيها، و"كازينوهات" شارع عماد الدين وغيرها.

ينتقل البطل إلى الماضي من خلال سرداب سري، بعد وفاة والده، ونتيجة لفشل حياته الزوجية في الحاضر، يقرر البطل العيش بين زمنين مختلفين، ويحاول إصلاح المستقبل من خلال الماضي، وهذه اللعبة الدرامية أحد عوامل الجذب أيضاً.

-مغازلة السوشيال ميديا

يمكن اعتبار مغازة السوشيال ميديا ومستخدميها عامل جذب قوي بدأ يلتفت له الكُتاب في الدراما القصيرة تحديداً، ويقوم هذا الأسلوب على زرع بعض التفاصيل خصيصاً لكي تكون هدفاً محتملاً لـ الترند، وقد تكرر هذا في مسلسل عمر أفندي كثيراً.

على سبيل المثال ظهور رقم الغرفة 207، الشهيرة من مسلسل غرفة 207 الذي قدم بطولته محمد فراج عن نص للدكتور أحمد خالد توفيق، وكانت هذه اللقطة العابرة أولى اللقطات التي كثر تداولها على منصات التواصل الاجتماعي في البداية.

ثم زرع بعض الجمل المثيرة للفضول والتي تجعل الأشخاص يبحثون عن أصلها على منصات التواصل، مثل "حاجة 13 " التي تكررها شخصية دياسطي، وهذه الجملة استخدمت سابقا في مسلسل "أهو دا اللي صار"، للكاتب عبد الرحيم كمال، ومثال آخر جملة "زفة الإنجليزي في العشة" والتي تعود جذور معناها إلى فترة الاحتلال الإنجليزي في مصر، عندما كان فتوات الحواري يستدرجوا العساكر والضباط الإنجليز إلى الشوارع الصغيرة وينصبون لهم فخاً يشبه الزفة بعد تجريدهم من أسلحتهم.

-قصة الحب المستحيلة

يعيش البطل في الماضي قصة حب مع الراقصة الاستعراضية زينات، وهو يعلم استحالة الوصول بهذه الحالة الرومانسية إلى أي نتيجة، فهو يمتلك حياة أخرى في الحاضر، بها زوجة وطفلة، حتى وإن كانت حياة بها الكثير من المشاكل، لكن الماضي يظل ماضي، ومع ذلك لا يسيطر على مشاعره تجاه زينات، مما يعمل على خلق حالة من الترقب لدى الجمهور حول نتيجة هذه المشاعر بين الطرفين.