أغاني توديع واستقبال الحجاج بين الفلكلورية و الكلاسيكية والشعبية - بوابة الشروق
السبت 6 يوليه 2024 5:14 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

أغاني توديع واستقبال الحجاج بين الفلكلورية و الكلاسيكية والشعبية

منال الوراقي
نشر في: الإثنين 5 أغسطس 2019 - 10:42 ص | آخر تحديث: الإثنين 5 أغسطس 2019 - 10:42 ص

كانت بداية عهد المصريون في إنشاد وغناء الأغاني المرتبطة بالحج، تلك التي كانت تُولف في وداع محمل كسوة الكعبة التي يتم تصنيعها في المملكة المصرية، إلى المملكة العربية السعودية، فوصف إبن إياس في كتابه "بدائع الزهور" إحدى رحلات خروج المحمل محملاً بكسوة الكعبة في عام 1504 م، وأمامه العوام وهم يرقصون ويرددون "بيع اللحاف والطرّاحة، حتى أرى ذي الرماحة.. بيع لي لحافي ذي المخمل.. حتى أرى شكل المحمل".


بعد ذلك، تربعت الموسيقى والأغاني والأشعار على عرش تشكيل وجدان المصريين، فبعدما بدأت مصر في إرسال حجاجها إلى بيت الله الحرام برفقة المحمل المُحمل بكسوة الكعبة، باتت الأغاني تتجه لتوديع الحجاج بدلاً من المحمل، فتعددت وتنوعت الأغاني التي قام بغنائها المصريين، التي كانت وما تزال حالة شجن شعبية صافية، تحمل كلماتها محبة خالصة تذوب القلب عشقا للحبيب المصطفي وشوقا لزيارة روضته الشريفة.


كانت الأغاني المرتبطة بموسم الحج في ذلك الوقت، فلكورية شعبية تتخذ كلماتها ونغماتها من طابع حداء الإبل فى الصحراء، فكانت تتميز بقصر الجملة الغنائية التى تتناسب مع حركة اهتزاز راكب سفينة الصحراء، حيث ذكر الكاتب إبراهيم حلمى فى كتابه « كسوة الكعبة المشرفة وفنون الحجاج»، بعض أغنيات المصريون التي كانت تقول "يا حاج سلامات.. إن شاء الله سلامات.. إن شاء الله عرفات.. إن شاء الله بركات".، وغيرها "حج حجيج بيت الله.. والكعبة ورسول الله".


بعد افتتاح الإذاعة المصرية عام 1934، بدأت الإذاعة في تقديم أغان عن الحج مصحوبة بتنويه يفيد أن تلك الأغنيات تذاع بتصريح خاص من "شركة مصر للتمثيل والسينما"، التي كان لها الفضل في الإتجاه نحو تسجيل تلك النوعية من الأغاني المرتبطة بموسم الحج، وفقاً لما ذكره الكاتب نبيل حنفي في كتابه "هكذا غنى المصريون"، الذي أشار من خلاله لعدم اعتناء المهتمون بتدوين الأغاني المصرية قبل عصر الإذاعة بتسجيل الأغاني المرتبطة بالحج، لتأتي الإذاعة المصرية بمثابة طوق نجاة لتلك الأغاني.

 


بعد إنشاء الإذاعة المصرية، اتجهت أغاني الحج نحو الكلاسيكية، مبتعدة عن الأغاني الفلكلورية المتعارف عليها من قبل، فبدأ العديد من مطربي وفناني القرن العشرين في الاتجاه لتسجيل الأغاني الكلاسيكية في استقبال ووداع الحجاج، منهم أم كلثوم وليلى مراد ومحمد قنديل وأسمهان.

- لأجل النبي
في 26 إبريل 1936، عرضت الإذاعة المصرية لأول مرة أغنية "لأجل النبي"، التي لحنها وغناها الممثل والمطرب المصري محمد الكحلاوي، الذي اشتهر بأغانيه الدينية المرتبطة بموسم الحج،

 


-عليك صلاة الله وسلامه
غنت المطربة أسمهان، أغنية عليك صلاة الله وسلامه، في 19 أغسطس 1937، في توديع المحمل المصرى المحمول على الجمال إلى المملكة السعودية، والأغنية من كلمات بديع خيرى، والحان أخيها فريد الأطرش.


-إلى عرفات الله
غنت كوكب الشرق أم كلثوم، أغنيتها الشهيرة إلى عرفات الله، التي ارتبط غناءها بموسم الحج وكثر ترديدها خلاله، لأول مرة في عام 1951، وهى قصيدة لأمير الشعراء أحمد شوقى، كتبها عام 1910، بمناسبة أداء الخديو عباس حلمى الثانى مناسك الحج، قبل أن يقوم بتعديلها أحمد رامي ويلحنها رياض السنباطي، وتسجلها أم كلثوم بصوتها.


-القلب يعشق كل جميل
عادت كوكب الشرق أم كلثوم بأغنية أخرى مرتبطة بأداء مناسك الحج عند المصريين عام 1972، دارت حول الحب والسلام الداخلي الذي يتحقق بزيارة الكعبة، كتب كلماتها بيرم التونسي، ولحنها رياض السنباطي.


-اللي اتوعد يا هناه
بدأت الإذاعة المصرية في إذاعة أغنية المطرب المصري محمد قنديل اللي اتوعد يا هناه، التي ألفها عبد الفتاح مصطفى، ولحنها محمد الموجي.


- بشاير من الحبيب
أغنية شهيرة من غناها المطرب سيد إسماعيل في السبعينيات، وألفها الشاعر مرسى جميل عزيز، ولحنها الموسيقار عبدالعظيم عبدالحق.


لم يقتصر تسجيل الأغاني المرتبطة بموسم الحج على الإذاعة المصرية فقط، فمنذ خمسينيات القرن الماضي، اتجهت السينما المصرية في تسجيل بعض أغنيات الحجيج التي ذاع صيتها، خلال أحدث أفلامها.

-مبروك يا حاج
فى 1 مايو 1950، سجلت أغنية «مبروك يا حاج»، ضمن مشاهد فيلم «أفراح» بصوت الفنانة نور الهدى، التي غنتها خلال الفيلم، وألفها حسن توفيق ولحنها عبدالعزيز محمود.


-يا رايحين للنبي الغالي
بعد أغنية نور الهدى، غنت المطربة ليلى مراد، أغنيتها الشهيرة يا رايحين للنبي الغالي التي غنتها بإحدى مشاهد فيلم ليلى بنت الأكابر عام 1953، ألفها ابو السعود الابيارى، ولحنها رياض السنباطي، بعد انتشار الشائعات بأنها يهودية الأصل وتقوم إمداد الجيش الإسرائيلي بالأموال للتسليح.


بعد ذلك، انتشرت موجة أخرى من الأغاني الشعبية في استقبال ووداع حجاج بيت الله الحرام، كثر إنشادها وترديدها في الأرياف ومحافظات الصعيد، بدأتها المطربة فاطمة عيد واشتهرت بها، وتابعها العديد من المغنين الشعبيين منهم المشهورين والبعض غير معروفين.

-رايحة فين يا حاجة
أغنية شعبية كانت ولا تزال أيقونة استقبال الحجاج، غنتها الفنانة المصرية فاطمة عيد، صاحبة الصوت الريفي المصرى العريض والعميق، وكثر ترديدها في القرى الريفية ومحافظات الصعيد.


وأعادت غنائها الحاجة نعمة القنائية، أشهر المداحات الشعبيات في قنا.




قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك