كشفت دراسة حديثة، نشرتها صحيفة الجارديان البريطانية، أن عام 2023 حطم الرقم القياسي لأكثر الأعوام حرارة على الإطلاق، وبفارق كبير، عن الرقم القياسي الذي تم تسجيله مسبقا.

وقال علماء في خدمة "كوبرنيكوس" لتغير المناخ التابعة للاتحاد الأوروبي إن متوسط ​​درجة الحرارة في عام 2023 كان أعلى بمقدار 0.17 درجة مئوية عما كان عليه في عام 2016، وهو العام القياسي السابق، مما مثل زيادة كبيرة جدًا في تغير المناخ.

وأرجع العلماء السبب الرئيسي لهذه الزيادة في ظاهرة الاحتباس الحراري إلى استمرار الانبعاثات لثاني أكسيد الكربون، مؤكدين أنه من المحتمل أن يتم تجاوز علامة 1.5 درجة مئوية لأول مرة خلال الأشهر الـ 12 المقبلة.

ووفقا للدراسة فقد أدى ارتفاع درجات الحرارة إلى حدوث موجات حارة وفيضانات وحرائق غابات، مما ألحق أضرارا بالأرواح وسبل العيش في جميع أنحاء العالم.

وأظهر التحليل أن بعض الأحوال الجوية السيئة مثل موجات الحر في أوروبا والولايات المتحدة، كانت مستحيلة عمليا لولا الاحتباس الحراري الذي يسببه الإنسان.

وأظهرت البيانات أيضًا أن عام 2023 كان العام الأول الأكثر دفئًا بمقدار درجة مئوية واحدة على الأقل من الرقم القياسي قبل الثورة الصناعية في الفترة من 1850 إلى 1900.

وقال كارلو بونتيمبو، مدير خدمة "كوبرنيكوس" لتغير المناخ التابعة للاتحاد الأوروبي: "إن الظواهر الأشد قسوة التي لاحظناها خلال الأشهر القليلة الماضية أظهرت مدى بعدنا عن المناخ المطلوب".

وأضاف: "هذا له عواقب وخيمة على اتفاق باريس وجميع المساعي الإنسانية التي تهدف للحد من تأثير التغيرات المناخية"، متابعا: "إذا أردنا إدارة مخاطر المناخ بنجاح، فنحن بحاجة إلى الحد من الكربون بشكل عاجل مع استخدام البيانات والمعرفة المناخية للاستعداد للمستقبل".

وقال البروفيسور بيل كولينز، من جامعة ريدينج بالمملكة المتحدة: "إن تحطيم عام 2023 للرقم القياسي العالمي لدرجات الحرارة صادم للغاية، ومن المتوقع أن يؤدي المزيد من الاحتباس الحراري إلى فصول شتاء أكثر رطوبة في المملكة المتحدة والمزيد من الفيضانات".

وسلط التقرير الضوء على عدد من الأحداث المأساوية في عام 2023، بما في ذلك الحرائق الضخمة في كندا التي ساعدت في رفع انبعاثات الكربون العالمية من حرائق الغابات بنسبة 30%، ودرجات حرارة المحيطات غير المسبوقة التي تسببت في موجات الحر البحرية التي تضرب العديد من المناطق، وأيضا ذوبان الجليد البحري في القطب الجنوبي إلى مستويات قياسية لم يشهدها في السابق.

وأدى تحليل منفصل أجرته وكالة الأرصاد الجوية اليابانية إلى نتائج مشابهة للغاية لنتائج كوبرنيكوس، حيث سجل عام 2023 رقما قياسيا بلغ 1.43 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الصناعة وتجاوز الرقم القياسي السابق بمقدار 0.14 درجة مئوية.

وقال البروفيسور أندرو ديسلر، من جامعة تكساس إيه آند إم في الولايات المتحدة، إن الرقم القياسي الذي تم تسجيله في عام 2023 لم يكن مفاجئا، قائلا أن "كل عام قادم سيكون أحد أكثر الأعوام حرارة على الإطلاق".