حكايات فلسطينية (1).. مقدمات وعد بلفور واغتصاب الحق الفلسطيني - بوابة الشروق
الجمعة 20 سبتمبر 2024 6:20 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

حكايات فلسطينية (1).. مقدمات وعد بلفور واغتصاب الحق الفلسطيني

محمد حسين
نشر في: الإثنين 11 مارس 2024 - 12:23 م | آخر تحديث: الإثنين 11 مارس 2024 - 12:23 م

يواصل الاحتلال الإسرائيلي انتهاكاته ضد الشعب الفلسطيني طيلة ما يزيد عن خمسة أشهر، وتورط الاحتلال في ارتكاب عشراتّ المجازر وجرائم الإبادة المكتملة، ما خلف آلاف من الشهداء والجرحى.

وشهدت غزة معاناة الآلاف من مجاعة وسط نقص كبير في المواد الغذائية والمعدات الطبية والأدوية والوقود، إضافة إلى الدمار الذي لحق بالمستشفيات.

ويعتبر الكثير، أن العدوان الأخير على غزة يشكّل مأساة إنسانية غير مسبوقة تعد الأكثر قسوة ودموية في تاريخ القضية الفلسطينية.

وتستعرض "الشروق"، في حلقات مسلسلة محطات من تاريخ القضية الفلسطينية وصمود ومقاومة الشعب الفلسطيني من أجل حقوقه، وملامح من ثقافته وعاداته وتراثه، تحت عنوان "حكايات فلسطينية" على امتداد النصف الأول من شهر رمضان المبارك:

الحلقة الأولى:

نبدأ حلقاتنا مع محطة مبكرة في تاريخ القضية الفلسطينية، بصدور وعد بلفور الذي منحت بموجبه بريطانيا حقًا لليهود الحق في تأسيس وطن قومي لهم في فلسطين، بناءً على المقولة "أرض بلا شعب لشعب بلا أرض"، وفقا لوكالة الأنباء الفلسطينية.

* ما نص وعد بلفور؟

جاء الوعد على شكل تصريح موجه من قبل وزير خارجية بريطانيا آنذاك آرثر جيمس بلفور، في حكومة ديفيد لويد جورج في الثاني من نوفمبر من عام 1917م إلى اللورد روتشيلد "أحد زعماء الحركة الصهيونية العالمية"، وذلك بعد مفاوضات استمرت ثلاث سنوات دارت بين الحكومة البريطانية من جهة، واليهود البريطانيين والمنظمة الصهيونية العالمية من جهة أخرى؛ واستطاع من خلالها الصهاينة إقناع بريطانيا بقدرتهم على تحقيق أهداف بريطانيا، والحفاظ على مصالحها في المنطقة.

وجاء نص وعد بلفور على النحو التالي: "وزارة الخارجية 2 نوفمبر 1917م، عزيزي اللورد روتشيلد يسرني جداً أن أبلغكم بالنيابة عن حكومة صاحب الجلالة التصريح التالي، الذي ينطوي على العطف على أماني اليهود والصهيونية، وقد عرض على الوزارة وأقرته:

إن حكومة صاحب الجلالة تنظر بعين العطف إلى تأسيس وطن قومي للشعب اليهودي في فلسطين، وستبذل غاية جهدها لتسهيل تحقيق هذه الغاية، على أن يكون مفهوماً بشكل واضح أنه لن يؤتى بعمل من شأنه أن ينتقص الحقوق المدنية والدينية التي تتمتع بها الطوائف غير اليهودية المقيمة الآن في فلسطين، ولا الحقوق أو الوضع السياسي الذي يتمتع به اليهود في البلدان الأخرى، وسأكون ممتناً إذا ما أحطتم اتحاد الهيئات الصهيونية علماً بهذا التصريح، المخلص آرثر بلفور".

* سايكس بيكو

تحدث كتاب "صك المؤامرة.. وعد بلفور"، من تأليف جميل عطية إبراهيم وصلاح عيسى الصادر عن دار الكرمة، عن مقدمات حدثت قبل سنوات من صدور التصريح البريطاني.

فيقول الكتاب: "والحقيقة التي ظهرت بعد ذلك، وإن كان يجري التعتيم عليها، هي أن الاتفاق الاستعماري الدولي على تقسيم منطقة الشرق العربي، كان قد تم بالفعل قبل إعلان وعد بلفور بعام كامل على الأقل ‫ ففي صيف عام 1916، التقى مارك سايكس وجورج بيكو، مع مندوب عن الحكومة الروسية القيصرية في القاهرة، واتفقوا على تقسيم المنطقة فيما بينهم بعد نهاية الحرب العالمية".

* تقسيم إمبراطورية العثمانيين

ويضيف الكتاب: "ولقد كشفت وثائق وزارة الخارجية البريطانية التي أعلنت في السنوات الأخيرة عن مذكرة كتبها الوزير البريطاني هربرت صموئيل ف مارس 1915، جاء فيها: "إن الإمبراطورية التركية ستنهار في الحرب، وسيكون علينا أن نختار بين عدة احتمالات: المستقبل فلسطين فإذا تركنا الأمر دون تدخل، فسوف تضم فرنسا فلسطين إلى الشام، فيصبح هناك خطر يتهدد المواصلات البريطانية، والاحتمال الثاني أن تعود فلسطين إلى تركيا، أما الاحتمال الثالث فهو أن توضع تحت حماية عدد من الدول الأوروبية، وهو احتمال خطر، لأن ألمانيا قد تستغل ذلك لتجعل فلسطين محمية ألمانية، ولم يبقَّ سوى أن تعطي فلسطين لهذه القوى الاستعمارية أو أنهم كانوا يتصورون أنهم مستقلون في حركتهم، فقد كانوا في كل الأحوال في يد القوى العظمى".

وتابع: "معنى ذلك أيضًا أن وعد بلفور لم يصدر إرضاء لليهود، ولا تحت ضغط الصهاينة، إنما صدر تطبيقا لاتفاقية دولية بين الدول الاستعمارية، وقد حرصت الوزارة البريطانية على أن تحصل على موافقة الولايات المتحدة الأمريكية على هذه الخطوة قبل إعلانها، فوافقت، كما سبق أن وافقت على الاتفاقية التي عقدتها بريطانيا وفرنسا لتقسيم بلاد الإمبراطورية العثمانية".

واستطرد: "لكن وعد بلفور هذا كان أكثر من تصريح، فلقد صدر عن القوة العظمى التي كانت فلسطين من نصيبها في مخطط التقسيم الاستعماري".

* الانتداب

كما ذكر الكتاب في موضع آخر: "وقد تولت بريطانيا سلطة الحماية على فلسطين التي عرفت بـ"سلطة الانتداب"، وبذلك أصبح لهذا الوعد الذي لا يزيد على المائة كلمة قوة مؤسسية نافذة، بحيث يمكن القول بأن الكيان الصهيوني قد ولد في ذلك اليوم واقعيا، وإن لم يعلن عنه رسميًا إلا في عام 1948، بعد ثلاثين عاما من القمع المتواصل لجهاد الأمة العربية عامة والشعب الفلسطيني خاصة دفاعًا عن فلسطين".

* مصر مع الفلسطينيين دائما

وعن التضامن المصري المبكر مع الشعب الفلسطيني وقضيته؛ فيحكي الأستاذ محمد حسنين هيكل في كتابه: "العروش والجيوش.. كذلك انفجر الصراع في فلسطين.. قراءة في يوميات الحرب" الصادر عن "دار الشروق"، عن واحدة من تلك المظاهرات الحماسية التي تطالب بطرد اليهود من فلسطين.

ويقول "هيكل": "لقد شاهدت بنفسي مظاهرة حاشدة في ميدان الأوبرا بالقاهرة ملأته حتى آخره جماهير تستمع لخطباء ألهبوا حماستها، وكان بينهم وزير دفاع سابق هو اللواء صالح حرب، الذي قام بحركة شبه مسرحية وهو واقف مع غيره من الخطباء على شرفة فندق (الكونتننتال)، فقد ألقى على الأرض بقلم في يده، ورفع باليد الأخرى سيفا، ثم صاح: "تكلم السيف فاسكت أيها القلم".



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك