قال عاطف محمد كامل عضو اللجنة العلمية والإدارية لاتفاقية سايتس وخبير الحياة البرية والمحميات الطبيعية اليونسكو وبرنامج الأمم المتحدة للتنمية، إن هناك الكثير من الحيوانات البرية المهددة بالانقراض والاختفاء من عالمنا.
وأكد أن القائمة الحمراء للأنواع المهدّدة بالانقراض التي أصدرها الاتحاد العالمي للحفاظ على الطبيعة ومواردها عام 2024 تشير إلى أنّ نوعاً واحداً من الحيوانات يختفي كل عشرين دقيقة.
وأضاف محمد لـ«الشـروق»، أنّ 26% من الثّدييات، و13% من الطيور، و42% من البرمائيات، و30% من أسماك القرش والشّفنينات مهددة بالانقراض، ذاكرا أن 23.928 نوعاً من الحيوانات من أصل 82.954 نوعاً التي تمّ دراستها وتصنيفها تُعدّ حيوانات معرّضة للخطر حاليًا.
وأكد أنه إذا لم يتم اتخاذ حلول لحماية الحيوانات البرية؛ فإن أنواعًا كثيرة من الحيوانات ستصبح مجرد صور ورسومات لكائنات حية عاشت ذات يوم علي كوكب الأرض.
وأضاف أن أسباب حدوث حالة الانقراض تتمثل في «صيد الإنسان لهذه الحيوانات بشكل يومي من أجل جعلها كوجبة غذاء لهم مع الاستمرار في ممارسة هذه العادة لفترات طويلة تختفي معها الكائنات، حرائق الغابات التي تؤدي إلى وفاة عدد كبير من هذه الحيوانات وكذلك قطع الغابات وهذا يؤدي إلى عدم توافر غذاء ومأوى لعدد كبير من الحيوانات في الغابة، نقص الغذاء بشكل كبير».
وتابع: التلوث والتغير المناخي الذي بدوره يؤثر على جميع أشكال الحيوانات في الغابات، فقدان التنوع الجيني حيث إن انقراض نوع معين من الحيوانات في النظام البيئي يساهم في الكثير من المشكلات لأن الحيوانات في هذا النظام البيئي تعتمد على بعضها البعض فهذا النظام يعد عبارة عن سلسلة مترابطة مع بعضها البعض، المناخ البيئي للحيوان نفسه فعندما يتم أخذ الحيوان من موطنه إلى مكان آخر فإن ذلك يؤدي إلى موت عدد كبير منهم نتيجة عدم قدرتهم على التأقلم في المناخ الجديد، الافتراس فقد تفترس الحيوانات بعضها البعض بأعداد كبيرة مما يؤدي إلى حدوث هذا الانقراض، إصابة بعض الحيوانات بأنواع فيروسية خطيرة وقتل عدد كبير منهم بسبب انتشار الفيروس".
وأوضح أن هناك الكثير من الحيوانات المهددة بالإنقراض وهذا العدد في تزايد في حالة الأستمرار في الأفعال غير السليمة التي يقوم بها بعض البشر ومن هذه الحيوانات «حيوان الباندا العملاق، الحوت الأزرق، الغوريلا، وحيد القرن، دولفين فاكيتا، الفيل الأسيوي، ثعلب البحر، الفاكيتا».
وأكد أن كُثير من الحيوانات المهددة بالانقراض في مصر بسبب النشاطات غير المشروعة كالصيد الجائر، وهذا يؤثر على الكائنات الحية الأخرى في السلسلة الغذائية، وإن الأراضي المصرية مليئة بالمناطق الصحراوية وشبه الصحراوية وتحدها سواحل البحر المتوسط والبحر الأحمر وهذا يعد موطناً مناسباً لتعايش الكائنات الحية به، مثل «الرَخَمة المصرية، كائن الدوجونج، غزال الريم، فراشة سيناء الزرقاء، أسماك القرش، حيوان الأطوم».
وعن طرق حماية الحيوانات المهددة بالانقراض، أوضح محمد أن ذلك يتم من خلال تحريم الصيد الجائر ووضع قوانين تعاقب على هذا التصرف إذا قام به الشخص ومحاكمته وفقًا لقانون الدولة التابع لها، بجانب القيام بإنشاء العديد من المحميات الطبيعية ووضع الأنواع المهددة بالإنقراض فيها لحمايتها والمساهمة في تكاثرها حتى لا ينقرض هذا النوع، نشر الوعي عن الانقراض بين الناس حتى يساهم ذلك في حماية الحيوانات والتثقيف عن طبيعة حياتهم وكيفية التعامل معهم.
إضافة إلى التقليل من قطع الغابات والأشجار للاستفادة منها فلابد إلا يستغل الإنسان البيئة أكثر من ذلك، وتأمين الأجواء في البلدان والتخلص من الغازات المتسربة والتلوث في الأجواء الذي قد يؤدي موت الكثير من الحيوانات في وقت قليل، علاوة عن بناء منشآت صديقة للبيئة فلا تؤدي هذه المنشآت إلى قتل عدد كبير من الحيوانات ونشر التلوث في المجتمع وتأمين بيئة مناسبة للحيوانات في المنتزهات وفي المزارع والغابات، وتقليل إستخدام الأسمدة في المناطق الزراعية والمبيدات لان هذا يؤدي إلى قتل عدد كبير من الحيوانات في وقت قصير.
وتابع أن التعاون مع الدولة والعالم أجمع لحماية هذه الكائنات المهددة بالإنقراض هام جدًا، من خلال سن قوانين وتشريعات صارمة تمنع من صيدهم والإستفادة من جلودهم، وتوفير طرق جديدة لتوفير الغذاء في القارات والدول التي تعتمد في غذائها على الصيد وقتل الحيوانات، ومقاطعة المنتجات التي يتم صنعها من جلود الحيوانات للإعلان لتلك الشركات عن الغضب من مثل تلك الصناعات، والرقابة الصارمة على تصدير وإستيراد الحيوانات البرية المهددة بالانقراض ومصادرتها من قبل حدائق الحيوان.