بقلم المهندس رامي مصطفى، نائب الرئيس لقطاع المباني والتوزيع بشركة شنايدر إلكتريك شمال شرق أفريقيا والمشرق العربي

يتجه العالم نحو التوسع في استخدام مصادر الطاقة الجديدة والمتجددة في إطار اهتمام متنامي لتعزيز جهود تحقيق الاستدامة وخفض الاعتماد على الوقود الأحفوري لتوليد الطاقة، ومصر ليست في منأي عن العالم، لذلك وضعت الحكومة المصرية خطة طموحة لزيادة نسبة الكهرباء المولدة من مصادر متجددة ونظيفة إلى 42% من مزيج الطاقة بحلول عام 2035، إيمانًا منها بأهمية تنويع مصادر الطاقة وتحقيق الاستدامة وخفض الانبعاثات الناتجة عن قطاع الكهرباء بشكل عام، كما يتم العمل حاليًا على مراجعة تلك الخطة لتصبح نسبة الكهرباء المولدة من مصادر جديدة ونظيفة 33% من مزيج الطاقة بحلول عام 2025، و48% بحلول عام 2030، وزيادتها إلى 55% عام 2035، وأخيراً 61% بحلول عام 2040، ومن المتوقع أن يكون للقطاع الخاص دور مهم وحيوي في سبيل الوصول لتلك الأهداف الطموحة.

ومع الطبيعة الفريدة لمصر والتي تتميز بتوافر العديد من مصادر الطاقة المتجددة، وعلى رأسها الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، تصبح مصر المكان الأنسب لإطلاق مشروعات عملاقة في هذا المجال، حيث تحتل مصر حاليا المرتبة الأولى في إنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح على مستوى العالم العربي، والمركز الرابع عالميا من حيث أكبر محطات بالعالم لتوليد الكهرباء من الطاقة الشمسية بعد اﻻنتهاء من تشغيل محطة بنبان الشمسية بقدرة 2000 ميجاوات بالتعاون مع القطاع الخاص، لتحتل المركز الرابع بين الدول التى تضم أكبر محطات شمسية وتأتى الهند فى المركز اﻷول ويليها الصين ثم محطة أخرى بالهند، ويعد مشروع بنبان نموذجا يحتذى به، وهو ما جعله محل أنظار العالم بعد أن أطلق عليه عاصمة العالم للطاقة الشمسية، ونفخر أننا في شنايدر إلكتريك كان لنا مشاركة وتواجد مميز في هذا المشروع العملاق.

- الجدوى الاقتصادية للطاقة المتجددة:

هناك العديد من التأثيرات الإيجابية من الناحية الاقتصادية للتوسع في استخدام مصادر الطاقة الجديدة والمتجددة ومن أبرزها:

1. تحقيق وفورات في الاستهلاك والفواتير في المنازل: فيمكن للمواطنين الآن تركيب ألواح طاقة شمسية على سطح المنزل والتي يمكنها توفير احتياجاتهم من الكهرباء وخفض قيمة الفواتير وتحقيق وفورات على المدى البعيد، من خلال الاستفادة من أشعة الشمس التي تتميز مصر بتوافرها بكثرة على مدار العام.

وقد أظهرت تقارير صادرة عن الوكالة الدولية للطاقة المتجددة عام 2023 أن الطاقة الشمسية في مصر يمكن انتاجها بتكلفة تبدأ من 0.02 دولار لكل كيلووات، فيما تبلغ تكلفة الكهرباء المنتجة من الوقود الأحفوري 0.06 دولار لكل كيلووات.

2. مصدر مستدام للطاقة: ضمان توافر مصدر للكهرباء بغض النظر عن أي ظروف أو كوارث طبيعية قد تؤثر على توليد الكهرباء، كما تعمل الطاقة الشمسية على تقليل التأثير السلبي لظاهرة الاحتباس الحراري والتي تؤدي إلى رفع درجة حرارة الأرض وما يمكن أن تسببه من كوارث بيئية مثل الأعاصير والفيضانات والحرائق وغيرها.

3. خلق فرص عمل: من خلال التوسع في مشاريع الطاقة الشمسية وما توفره من حجم عمالة لازمة سيعود هذا بالإيجاب على المواطنين في المناطق المجاورة لتلك المشروعات والاقتصاد القومي ككل.

4. إزالة الكربون: التوسع في مصادر الطاقة المتجددة، وخاصة الطاقة الشمسية، يمكن أن يقلل بشكل كبير من انبعاثات الكربون الناتجة عن الشركات أو المنازل.

ومن خلال الاستفادة من الحلول التكنولوجية المبتكرة، يمكن للشركات والأفراد تحقيق أهداف الاستدامة والوصول إلى استقلال الطاقة.

- ما الذي يمكن أن تقدمه شنايدر إلكتريك:

مع النمو الكبير الذي تشهده مصر في مجال الطاقة المتجددة، فإن القطاع سيشهد تحولًا كبيرًا بلا شك، وهنا يأتي الدور الذي يمكن أن تلعبه شنايدر إلكتريك كونها شركة رائدة في مجال التحول الرقمي لإدارة الطاقة والتحكم الآلي والاستدامة، من خلال تقديم باقة من حلول الطاقة الشمسية المبتكرة والمتنوعة والتي يمكن استخدامها بدءًا من المنازل وصولًا للشبكات الكهربائية متناهية الصغر، والمعروفة باسم الـmicrogrid، وهي عبارة عن نظام متطور لديه القدرة على دمج مصادر الطاقة المتجددة مثل الطاقة الشمسية، في نظم الطاقة، وهو عنصر أساسي في نموذج أعمال المستهلك المنتج أو ما يعرف بالـprosumer، والتي توفر مزايا عديدة على مستوى الأفراد والشركات والدول والبيئة بشكل عام.

فمن خلال حلول الـmicrogrid المتطورة، يمكن للأفراد والشركات توليد الطاقة اللازمة من مصادر نظيفة ومتجددة، وتوفير احتياجاتهم من الاستهلاك وبيع الفائض من الطاقة، مما يحقق الاكتفاء الذاتي للمبنى من احتياجات الطاقة، وأقل اعتمادا على مصادر الطاقة التقليدية، وأكثر كفاءة من حيث التكلفة وتكون صديقة للبيئة.

وعن طريق إنتاج وبيع الطاقة، يمكن من خلال الـmicrogrids نقل الفائض في الطاقة إلى الشبكة القومية لتوزيع الكهرباء مما يسهم في توفير عوائد مادية للمستخدمين وتحسين استقرار الشبكة وموثوقيتها.

وفي شنايدر إلكتريك، نحرص على تطبيق المبادئ التي نؤمن بها على عملياتنا التشغيلية، والتي يأتي على رأسها إيماننا بأهمية تحقيق الاستدامة، لنكون نموذج يحتذى به، وهو ما قمنا به بالفعل في مقرنا الرئيسي في القاهرة والذي تم تجديده وتحويله لمبنى مستدام مما ساهم في خفض تكلفة فواتير الكهرباء والانبعاثات الكربونية الناتجة عن المبنى بنسبة 50%.

ولدعم النمو في مجال السيارات الكهربائية، نقوم في شنايدر إلكتريك بتقديم حلول شحن لتلك السيارات مدعومة بتقنيات الـmicrogrid من خلال محطات شحن خاصة، مما يساعد على دمج السيارات الكهربائية في منظومة الطاقة.

فمن خلال تقنية V2G المتطورة، يمكن للسيارات الكهربائية استهلاك الطاقة بشكل مباشر من الشبكة والعمل كوحدات تخزين متنقلة للطاقة لديها القدرة على تحويل الفائض من الطاقة إلى الشبكة القومية للكهرباء عند الحاجة.

محطات الطاقة الافتراضية هي واحدة من أبرز حلول الـmicrogrids، والتي تعتمد على برمجيات ونظم تحكم متطورة تعمل على جمع وإدارة مصادر الطاقة التي يتم توزيعها على نطاق كبير، وتمكين مشغلي الشبكات من تحقيق التوازن بين العرض والطلب على الطاقة في الوقت الفعلي، مما يعمل على تحسين مرونة وموثوقية الشبكة بشكل عام.

- الطريق نحو المستقبل:

ويبقى التوسع في استخدام مصادر الطاقة المتجددة الحل الأمثل لتقليل الاعتماد على مصادر الوقود التقليدية غير المتجددة والمساهمة في خلق مستقبل أكثر استدامة، ونلتزم في شنايدر إلكتريك بدعم التحول نحو التوسع في استخدام الطاقة المتجددة والتعاون مع كافة الأطراف المعنية سواء كانوا أفراد أو حكومات أو قطاع خاص، للمساهمة في زيادة الاعتماد على الطاقة الشمسية، فمصر لديها المقومات اللازمة من حيث التكنولوجيا المتقدمة، والأفكار الإبداعية، ووفرة أشعة الشمس، مما يعزز من قدرتها على تحقيق الاستفادة القصوى من الطاقة الشمسية وتسريع وتيرة التحول في هذا المجال لمواجهة تغير المناخ. ونتعهد في شنايدر إلكتريك بتقديم كافة الأدوات والخبرات اللازمة لخلق مستقبل رقمي أكثر استدامة.